ثقافة وادب وفنونسلايد 1
هجرة جماعية لفنانات مغربيات إلى “يوتيوب” تسائل النجاحات الفنية
ولجت مجموعة من الفنانات المغربيات منصة “يوتيوب” في ظل التداعيات الصحية الناجمة عن تفشي فيروس “كورونا” المستجد، من أجل إبقاء روابط الاتصال مع المتابعين، لا سيما بعد “العزلة القسرية” التي فرضتها الأزمة الصحية على الجميع، خصوصا القطاع الفني الذي تضرر كثيرا منها.
ويُلاحظ أن كثيراً من الممثلات المغربيات قد اخترن الموقع الاجتماعي البارز “يوتيوب” بغية عرض أعمال يومية بعيدة عن المجال الفني، حيث تعرض بعض الممثلات مهاراتهن في مجال الطبخ أو مستحضرات التجميل أو كيفية قضاء أوقاتهن في المنزل.
كما قررت ممثلات أخريات تخصيص أشرطة مرئية عديدة للحديث عن قضايا نالت اهتمام المغاربة، أو قصد تحسيس وتوعية جمهورهن بخصوص بعض الظواهر المجتمعية، خاصة النساء، مثل ما يتصل بالتحرش والاغتصاب وغيرهما؛ وهو ما لاقى تفاعلاً كبيرا من لدن المتابعين المغاربة.
وتُظهر تعليقات جزء كبير من الجمهور المتتبع لأعمال هؤلاء الفنانات المغربيات رضاهم عن المحتوى الافتراضي، بالنظر إلى سعيه إلى محاصرة ما بات يُعرف بـ”روتيني اليومي” الذي لقي انتقادات شديدة من طرف المغاربة؛ وهو ما يسهم، بحسبهم، في تجويد المضامين الإلكترونية المعروضة في “يوتيوب”.
وقال هشام لوداني، ممثل مسرحي باحث في المجال الفني، إن “الاختيارات الفنية تختلف من شخص إلى آخر في ما يتعلق بنشاط الشبكات الافتراضية، وتبقى اختيارات محترمة؛ ولكنها موضع نقاش على الدوام”، مبرزاً أن “بعض الفنانين لجؤوا إلى “يوتيوب” بسبب تداعيات جائحة كورونا”.
وأضاف لوداني، أن “بعض الفنانين لم يحظوا بالإشعاع الإعلامي المناسب لمكانتهم؛ ما دفعهم إلى الارتماء في أحضان منصة “يوتيوب”، إضافة إلى فئة أخرى تحظى بشهرة واسعة تهدف إلى الربح المادي بالدرجة الأولى”.
وأوضح الباحث عينه أن “الفنان لديه قاعدة معينة من المتابعين، ما يتطلب الحفاظ على مستوى معين من الإفادة”، مستدركا: “طرح مضامين في “يوتيوب” لا علاقة لها بتخصص الفنان تبقى ظاهرة غير صحية بالنسبة إليّ؛ لأن تلك الأعمال اليومية لن تُفيد المشاهد في أي شيء”.
ومضى شارحا: “لا ينبغي للفنان أن ينشر أعمالاً يومية لا تليق به بدعوى ضمان التواصل مع الجمهور المغربي؛ فالتواصل أمر ضروري، ولكن لا يجب أن يتم عبر هذه الطريقة، لأنها ستلحق ضرراً بصورته الخارجية”، مردفا: “لكل فنان رصيد جماهيري لا بد من المحافظة عليه، ولن يتم نسيانه أبداً إن كان محتوى جيدا، لأنه لا يصح إلا الصحيح”.
المصدر: هسبريس