سلايد 1سياسة وعلاقات دولية

بنكيران يرفض المزايدة على الملك ويدعم الاتفاق مع دولة إسرائيل

كشف عبد الإله بنكيران، الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، أن دوافعه للكلام هي ما حدث مؤخرا من تطورات، وفي مقدمتها قرار الملك تحرير معبر الكركرات واعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على صحرائه، واستئناف العلاقات مع دولة إسرائيل، موضحا أنه لا أحد يمكن يكون ضد القرار الأمريكي الداعم لقضية الصحراء المغربية.

وأعلن بنكيران، اليوم الأربعاء في بث مباشر في صفحته الرسمية على “فايسبوك”، أن أي مسؤول سبق له تحمل مسؤولية حكومية يعرف أهمية هذا القرار الكبير ولا يتخيل مدى حجمه، مشددا على أنه لم يكن يتدخل في ملف الصحراء “باعتبارها قضية سيادية، ولا يمكن لرئيس الحكومة أن يتدخل فيها إلا بإذن الملك، لأنها فيها معركة دامت أزيد من أربعين سنة”، وفق تعبيره.

ورفض بنكيران الحديث عن إقالة العثماني وتكليف نائبه، “لأن ذلك ليس هو العدالة والتنمية الذي يعرف”، مضيفا: “الحزب بمؤسساته التي يمكنها مناقشة الأمر، وليس حزبا عاديا، بل يرأس الحكومة، وعضو أساسي في بنية الدولة التي يرأسها الملك، ويتخذ القرار في القضايا المصيرية مثل الصحراء المغربية”.

كما قال بنكيران إن للحزب صورة في المجتمع وتقديرا في الدولة باعتباره طرفا فيها ولا يمكنه أن يتخلى عنها، معتبرا أن “أي كلام مع العثماني يدخل في سياق التخلي عن الدولة، وهو ما لا يمكن أن يحدث اليوم، لأننا في معركة خارجية، ولا يمكن أن نتخلى عن الدولة”.

وشدد أمين عام “المصباح” السابق على أن “الحزب الذي يحترم نفسه لا يمكن أن يتصرف بشكل متناقض مع أصله”، معتبرا أن “العثماني أمين عام ورئيس حكومة عينه الملك، وتوقيعه مرتبط بالدولة ورئاستها؛ وهي من تحدد من سيوقع”.

“هل كان من الممكن أن يرفض العثماني التوقيع؟”، يتساءل بنكيران، مجيبا بأن “الأمر ممكن، ولكن لا يمكن الحكم عليه بعد ساعات”، ومشددا على “ضرورة احترام المؤسسات عبر تنظيم مؤتمر استثنائي أو عقد مجلس وطني، والاستماع إلى الأمين العام، وبعدها الحكم عليه واتخاذ القرار المناسب”.

ويرى بنكيران أن قيادة الحزب ثمنت قرارات الملك الأخيرة، وأن العثماني من وقع البلاغ، حتى جاء التوقيع مع الإسرائيليين أمام الملك، مضيفا: “رغم أنه لا أحد سيعجبه الأمر، ولكنه خاطب أعضاء الحزب الذي ينتمي إليه بالقول: اسمحوا لي، هنا فرق بين ‘ما يعجبنا حال’، والقيام بتصرفات يمكن أن تنسف جهود المغرب، فهذه ليست سياسية”.

وقال بنكيران إنه لا يهمه سقوط الحزب بقدر ما يهمه أن “تكون دولتنا أضحوكة”، مذكرا بالقرارات المشرفة للملك محمد السادس، سواء في القضية الفلسطينية أو خلال وقوفه ضد حل حزب العدالة والتنمية بعد الأحداث الإرهابية في الدار البيضاء.

رئيس الحكومة السابق أشار إلى أنه “يمكن للحزب أن يغادر الحكومة، ولكن في هذه الظروف الأمر غير ممكن؛ لأن هذا الوقت يتطلب الوقوف مع الملك”، مضيفا: “إذا لم تكونوا معه فعليكم البقاء في المعارضة، لأن الرجل الثاني في الدولة الذي يرأس الحكومة لا يمكنه أن يخرج ضد الرجل الأول الذي هو الملك”.

وفي هذا الصدد أكد بنكيران أنه “في حال عدم القدرة على القيام ببعض الأمور يجب أن يتم القرار في الوقت المناسب، حتى تتخذ الدولة ما تراه مناسبا، أما أن يتم الرفض بعد توقيع رئيس الحكومة أو المطالبة بإقالته من الحزب والحكومة فهذا أمر مرفوض”، مشيرا إلى أن “هذا وقت الوقوف وراء الملك، لأن سمعة البلاد وقضية أقاليمنا الجنوبية لا تتطلب اللعب”.

كما طالب السياسي ذاته الغاضبين من حزبه بـ”الكف عن الضغط على العثماني لتقديم استقالته، لأن هذا سيخلق أزمة للدولة”، مضيفا: “إن كانت هناك من أزمة يجب أن تكون داخلية، لأن الأمانة العامة وقعت بلاغ دعم جهود الملك..والدولة لا يجب أن تكون مجالا للعب، وموقفنا اليوم واحد هو مساندة الملك، لأننا نترأس الحكومة”.

وأعلن بنكيران رفضه أي تصرفات غير محسوبة من أعضاء حزبه في قضية حرجة، مطالبا إياهم بالصمت في هذه اللحظة، وزاد: “الحزب لا يجب أن يلعب في هذا الأمر، لأن المسار السياسي هدفه أن نعرف أصحاب القرار السياسي، وألا نتعرض للظلم مثلما تعرضت له بعض الحركات الإسلامية”.

وأكد المتحدث نفسه أن “المغرب مر من مراحل صعبة، خصوصا مع القيادة الجزائرية التي تحاول تحطيم الأقاليم الجنوبية، وإدخال المملكة في خطر”، مبرزا أن “حدث الاعتراف رافقته مواصلة العلاقات مع إسرائيل”.

وفي وقت أكد في أمين عام “حزب المصباح” السابق أن “حزب العدالة والتنمية لكونه قادما من الحركة الإسلامية فإن ثقافته هي أنه ضد التطبيع”، قال: “المملكة المغربية تعرف ما تفعل، وتسير بخطوات محدودة ومضبوطة يتخذها الملك”.

وأردف رئيس الحكومة السابق بأنه اختار الصمت منذ مدة لشعوره بعدم الرغبة في الكلام بسبب القيادة الحالية التي يرأسها الأمين العام الحالي سعد الدين العثماني، والتي لا يربطه معها الآن سوى “الصواب”، مؤكدا أنه “دخل في صمت لأنه لا يرى ما يسره، وحال بينه وبين مغادرة الحزب أن يكون التنظيم في حاجة إليه”.

ورغم تأكيده أن الأمور داخل “تنظيم الإخوان” لم تعد كما كانت، أوضح بنكيران أن علاقاته الاجتماعية مع عدد من أعضاء الحزب، التي وصلت إلى أربعين سنة، ما زالت مستمرة، مشيرا إلى أنه فضل عدم التدخل في ظل وجود قيادة للحزب، حتى لا يعتبر حديثه تضييقا على العثماني وفريق الأمانة العامة.

المصدر: هسبريس

إغلاق