شارع محمد الخامس، وسط مدينة تنغير، يوجد مركز موحد يضم مقري جمعية إغير لأصدقاء الأشخاص في وضعية إعاقة، وتعاونية إغير النسوية للحلويات والكسكس التابعة للأشخاص في وضعية إعاقة؛ اللذين يحتضنان الكثير من الأشخاص في وضعية إعاقة من الجنسين.
ويعد هذا المركز الموحد الخاص بتأهيل وإدماج الأشخاص ذوي الإعاقة بمدينة تنغير نموذجا رائدا للإدماج السوسيو-اقتصادي للمعنيين، وتسهيل ولوجهم سوق الشغل وإبراز قدراتهم الذاتية، خاصة أنه يتوفر على خدمات اجتماعية متعددة في مجالات التربية والتكوين والإدماج السوسيو-مهني والعلاجات الطبية.
وأكدت فاطمة أعلاوش، رئيسة جمعية إغير لأصدقاء الأشخاص في وضعية إعاقة، أن هذا المركز يسعى إلى ضمان مواكبة وتتبع اندماج الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في محيطهم، عبر خلق مناخ طبيعي كفيل بضمان الاستفادة من البرامج والخدمات التأهيلية العامة، ومختلف الأنشطة الإشعاعية والتحسيسية المتاحة، لبلوغ اندماج سوسيو-تربوي ومهني أفضل لشريحة الأشخاص في وضعية إعاقة بالمدينة والإقليم عموما.
تحدي الإعاقة
داخل مركز إغير للأشخاص في وضعية إعاقة، تشتغل حوالي 15 سيدة من ذوي الاحتياجات الخاصة، في إطار تعاونية نسوية، متخصصة في صناعة أنواع كثيرة من الكسكس والحلويات، وصناعة الحلي التقليدية، للمساهمة في إدماجهن في الحياة الاجتماعية والمدنية والاقتصادية.
وفي هذا الصدد قالت فاطمة دفير، رئيسة تعاونية إغير، إن التعاونية النسوية للنساء في وضعية إعاقة تعمل في مجالات مختلفة، خاصة صناعة الكسكس والحلويات، وتعمل على عرض منتجاتها بالمركز الذي يضم مقري التعاونية والجمعية، مشيرة إلى أن هناك مجهودا يبذل من قبل هذه الفئة لإعالة أسرهن ماديا، ورغبتهن في المساهمة في الحياة الاقتصادية للمنطقة، بتعبيرها.
وأضافت دفير، أن فترة جائحة كورونا تسببت في ركود كبير في عمل التعاونية، وأن المستفيدات يعانين كثيرا بسبب ذلك ماديا ومعنويا، مشيرة إلى أن غياب أي دعم لهذه الفئة يجعلها تواجه مصيرها المجهول، وملتمسة من المسؤولين “تقديم الدعم للتعاونية لتشجيع هذه الفئة على الاستمرار في عملها”، وفق تعبيرها.
وأكدت المتحدثة ذاتها أن العاملات والعاملين داخل مركز إغير، سواء في الجمعية أو التعاونية، يعملون من أجل تحدي الإعاقة، مشيرة إلى أن هذه الفئة ينقصها الكثير، سواء ما يتعلق بالجانب المادي أو التكويني، ولافتة إلى أن “الأشخاص في وضعية إعاقة في حاجة إلى تكوين لكسب المهارات المهنية والقدرات العلمية”.
مشاكل مادية وتكوينية
رغم توفرهم على مقر لصناعة منتجاتهم وتعلم الخياطة، وعرض كل ما يصنعونه للبيع أمام الزبائن، يقول أحد الشباب المستفيدين من خدمات المركز المذكور: “ما نصنعه من منتجات داخل التعاونية والجمعية لم يعد عليه إقبال في فترة الحجر الصحي، ما يجعل الحالة المادية للجميع متردية وتتأزم يوما بعد يوم”.
وأوضح المتحدث ذاته، أن “العاملين والعاملات داخل هذا المركز يعانون من مشاكل كثيرة، أهمها مادية، ما يزيد مصاعب الحياة مرارة”، لافتا إلى أن “المركز في حاجة ماسة إلى دعم مادي ومعنوي من قبل المؤسسات العمومية، وتكوين العاملين به، لمواصلة عمله في أحسن الظروف”، بتعبيره.
من جهتها، أكدت فاطمة أعلاوش، رئيسة جمعية إغير لأصدقاء الأشخاص في وضعية إعاقة، أن “المركز يعاني في الحقيقة مشاكل مادية، خاصة أن الجمعية تؤدي شهريا أكثر من 5000 درهم لفائدة سائق السيارة التي تقل الأطفال في وضعية إعاقة إلى مدرسة سيدي مسكور لمتابعة دراستهم، مع مصاريف البنزين، والتأمين”.
وأشارت الجمعوية ذاتها، إلى أن “الدعم العمومي غائب عن هذا المركز، سواء للجمعية أو التعاونية، باستثناء المجلس البلدي الذي يساهم بحوالي 25 ألف درهم سنويا، ما يجعل حلم استمرارية هذه الفئة من المجتمع في عملها داخل الجمعية والتعاونية قد لا يتحقق في القادم من الأيام”.
وشكرت المعنية بالأمر المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لاقتنائها كل التجهيزات التي تستغلها النساء في وضعية إعاقة لصنع الحلويات والكسكس والخياطة، وإعادة تأهيل المركز، ملتمسة من باقي القطاعات مد يد المساعدة لهذه الفئة لتجاوز هذه الظرفية التي سببتها جائحة كورونا.
كما طالبت المتحدثة ذاتها مندوبة التعاون الوطني بزيارة التعاونية والجمعية والعمل على تخصيص أيام تكوينية في مجالات مختلفة لفائدة النساء والشباب في وضعية إعاقة، ومساعدة المركز ماديا، خاصة في ما يتعلق بمصاريف التسيير التي أصبحت عائقا، بتعبيرها.
طموحات كثيرة وإمكانيات قليلة
يطمح هذا المركز الذي يجمع بين الجمعية والتعاونية للأشخاص في وضعية إعاقة أن يكون قيمة مضافة بالنسبة لهذه الفئة، من خلال تمكينها من ولوج سوق الشغل، وتعلم مجموعة من الحرف، وأبجديات القراءة، لكن كل هذه الطموحات تبقى غير ممكنة أمام الإمكانات المادية القليلة أو الغائبة إن صح التعبير.
فاطمة أعلاوش تؤكد أن المركز الذي يضم مقري الجمعية والتعاونية للأشخاص في وضعية إعاقة يعاني مشاكل كثيرة، خاصة المادية منها، مشيرة إلى أن هناك طموحات وضعها أمامه لبلوغها، لكن نسبة تحقيقها ضئيلة لغياب الدعم من المؤسسات العمومية، خاصة التعاون الوطني، على حد قولها.
وأوضحت المتحدثة ذاتها أن غالبية المحتضنين في التعاونية والجمعية غير مؤهلين تعليميا وحرفيا، وهو ما تفكر إدارة المركز في تجاوزه بعقد شراكات مع بعض المؤسسات لخلق فضاء تربوي لتعلم أبجديات القراءة وبعض المهن، مشيرة إلى أن “هذه الطموحات يبقى تحقيقها رهين مساندة الجهات المختصة للتعاونية والجمعية للأشخاص في وضعية إعاقة”.
وأكدت المتحدثة أيضا أن هناك قسما للترويض داخل المركز، لكن تنقصه مجموعة من التجهيزات لتشغيله أمام الراغبين في الاستفادة منه، ملتمسة من مندوبة التعاون الوطني زيارة المركز للاتفاق على برنامج عمل يجمعه مع هذه المؤسسة العمومية، خاصة في ما يتعلق بمصاريف التسيير والتكوين، بتعبيرها.
المصدر: هسبريس