الصحة والطبالمجتمعسلايد 1
خبير مغربي يبسط أهم خطوات إنجاح الحملة الوطنية للتلقيح ضد الجائحة
قال الطيب حمضي، طبيب باحث في السياسات والنظم الصحية، إن نجاح الحملة الوطنية للتلقيح هو نجاحها في الحفاظ على صحة وحياة المُلَقّحين، والحصول على المناعة الجماعية في أقرب الآجال للعودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية، من خلال الانخراط الواسع والتلقائي لأوسع فئات المواطنين في عملية التلقيح.
وقدم حمضي عددا من المفاتيح التي تضمن نجاح الحملة، مقترحا وضع أطباء العائلة والأطباء المعالجين وطب القرب في قلب الاستراتيجية، قائلا: “من أجل تعزيز الثقة في اللقاحات، لا بد من انخراط وإشراك الأطباء والمهنيين الصحيين الذين هم في علاقة يومية ومستمرة مع المواطنين من القطاعين العام والخاص معا، أي الأطباء المعالجين وأطباء العائلة. هؤلاء الأطباء هم الأكثر قربا وتواصلا مع مرضاهم وعائلاتهم والدراسات تؤكد منسوب الثقة في توجيهاتهم أكثر من غيرهم”.
واقترح حمضي أيضا الشفافية التامة، موردا أنه يجب توضيح المكاسب المنتظرة من التلقيح وإبراز فوائد ذلك، ووضع المواطنين أمام الصورة الحقيقية لدرجة أمان وسلامة اللقاحات المُثبتة بالتجارب والدراسات، بكل شفافية، دون محاولة إنكار أو حجب أي معطيات مؤكدة أو محتملة حول الأضرار الجانبية المحتملة أو المسجلة.
ومن ضمن المقترحات التي قدمها حمضي أيضا، وضع استراتيجية التواصل الإيجابي وليس التخويف، قائلا إن “الفئات المترددة هي في العادة الأقل احتمالا للتعرض للأضرار، أو من تعتقد ذلك، والأكثر اعتراضا على اللقاحات، واستراتيجية التواصل عن طريق التخويف من مضاعفات عدم التلقيح تعطي نتائج عكسية، لذلك يستحب التركيز على الجوانب الإيجابية والمنافع المكتسبة من التلقيح”.
ومن مفاتيح استراتيجية التلقيح، بحسب الطبيب حمضي، التأكيد على روح التضامن والايثار لدى المواطنين، قائلا: “بالنسبة للرافضين والمترددين لا يهم خطر عدم التلقيح بالنسبة لهم كأفراد، لأنهم أصلا يعتقدون ـ عن خطأ ـ أن التلقيح ربما مغامرة أخطر من عدمه. لذلك يجب التركيز، عوض ذلك، على الفوائد المكتسبة من تلقيحهم ومساهمتهم بذلك في حماية أسرهم وأحبتهم، وفي حماية الآخرين الأكثر هشاشة داخل المجتمع، ومن أجل اكتساب المناعة الجماعية، وإخراج البلاد من الأزمة الصحية، ومساهمة تلقيحهم، هم كأفراد، في ضمان العودة للحياة الاجتماعية والمدرسية لطبيعتها، وعودة الدورة الاقتصادية واكتساب مصادر الرزق وفرص العمل للأسر والمواطنين. وهنا التوجه نحو الشباب شرط لا محيد عنه”.
وشدد حمضي على ضرورة التركيز على أهمية وملامح حياتنا ما قبل الجائحة، مع “التركيز على التذكير بطبيعة الحياة قبل الجائحة والإجراءات الاحترازية والترابية، على بساطة تلك الحياة، ولكن بفرصها الاجتماعية والأسرية والفردية، والعمل من أجل التسريع بالعودة لها في أقرب الآجال، من خلال اكتساب مناعة جماعية بفضل التلقيح”.
واقترح حمضي أيضا تلقيح السياسيين والمسؤولين والنخب الفنية والرياضية والإعلامية في البداية حتى وإن لم يكونوا من الأولويات، و”توضيح أن ذلك ليس طمعا في الامتياز، ولكن تشجيعا للمواطنين على الانخراط الواسع والسريع من خلال بناء الثقة بين المواطن والتلقيح”.
كما اقترح إقامة حملة موجهة للمهنيين الصحيين أنفسهم، قائلا إن “بين هؤلاء المهنيين أنفسهم هناك بعض المترددين الذين يجب التواصل معهم علميا، ودحض الأفكار الخاطئة حول اللقاح”.
وتابع قائلا إن “الأطباء ملزمون مهنيا وأخلاقيا وقانونيا بتقديم الإرشادات لمرضاهم وللناس حسب آخر ما توصل إليه العلم وحسب توصيات السلطات الصحية والطبية، وليس حسب قناعاتهم الشخصية. ومن الخطأ المهني حرمان مريض من علاج أو إرشادات معمول بها علميا أو موصي بها من طرف السلطات الصحية والهيئات الطبية. لكن هذا الالزام غير كاف وحده ليؤدي الطبيب المتردد واجبه بكل أمانة تجاه المريض إذا بقي لديه هو نفسه بعض من التردد”.
وشدد المختص ذاته على ضرورة تسهيل الولوج إلى اللقاح بالنسبة لجميع المواطنين، والمجانية وتقريب محطات التلقيح من كل المواطنين أينما كانوا ومهما كانت ظروفهم، وتسهيل التسجيل المباشر والتلقيح المباشر كذلك كلما أمكن بدون عراقيل ولا الكثير من الشكليات اللهم المتعلقة بضمان السلامة خلال التلقيح وبعده.
واقترح حمضي اليقظة اللقاحية، طالبا “اتخاد كافة التدابير لتتبع اللقاح والملقحين ورصد أي آثار جانبية حقيقية أو محتملة، والتواصل مع الرأي العام بشأنها بشكل منتظم، وذلك لبناء الثقة بين المواطن واللقاح والمنظومة الصحية.
آخر مقترح لحمضي يتعلق بالتسريع بإطلاق الحملة التواصلية والتحسيسية قبل انطلاق حملة التلقيح نفسها، قائلا إنه “كلما كانت الحملة التواصلية مبكرة، كانت استجابة الجمهور أكثر أهمية”.
المصدر: هسبريس