جغرافيا
مراكش.. مدينة بدون مصلحة للإنعاش الجراحي
بعد قرار إغلاق قسم المستعجلات بمستشفى “الرازي” بمراكش، بسبب تسجيل حوالي سبع إصابات بداء السل الوبائي في صفوف أطباء وممرضين، أصبحت المدينة الحمراء لا تتوفر، حاليا،على أية مصلحة عمومية للإنعاش الجراحي، فقد أكد بيان صادر عن الجامعة الوطنية للصحة، المنضويـة تحت لواء الإتحاد المغربي للشغل، بأن مستشفى “ابن طفيل”، الذي يستقبل، حاليا، جميع الحالات المستعجلة الواردة على المركز الاستشفائي الجامعي “محمد السادس”، تنعدم به هذه المصلحة، كما أضاف البيان بأن المستشفى لا يتوفر على لائحة الحراسة الخاصة بالأطباء المختصين في الإنعاش والتخدير والطب الإستعجالي، إذ يتولى أطباء العامون وممرضون الإشراف على حالات جد معقدة، وعلى المرضى المحتاجين للإنعاش الجراحي.
البيان رسم صورة قاتمة عن الوضع الإداري واللوجيستيكي بالمستشفى نفسه، خاصة بقسم المستعجلات، الذي أوضحت النقابة بأنه لم يتم تعيين مدير له منذ حوالي السنتين، ناهيك عن الخصاص الحاد في الموارد البشرية، وعدم توفره على أبسط التجهيزات الطبية، وغياب التخصصات الطبية وبعض التخصصات الجراحية بباقي أقسام أكبر مستشفى بمدينة تبلغ ساكنتها حوالي مليون و300 ألف نسمة.
وأشار البيان إلى أن لأطباء الداخلين المقيمين، ورغم دورهم المحوري في تقديم الخدمات الصحية، إلا أنه لا يمكن أن يشكلوا حلا للمشكلات المعقدة والمركبة التي يعاني منها المركز الاستشفائي الجامعي، والتي يقول بأنها تتطلب إصلاحا حقيقيا وجذريا.
وبخصوص انتشار داء السل في صفوف بعض الأطباء والممرضين، ذكّر البيان بأن النقابة كانت سباقة إلى إماطة اللثام عن الموضوع و”فضح ما يجري من عبث في تسيير وتدبيـر مستعجـلات مستشفىي “ابن طفيل” و”الرازي”، موضحا بأن اللجنـة النقابية لمصالح المستعجلات، التابعة للمركزية نفسها، سبق لها أن نظـمت وقفة احتجاجية إنذارية، بتاريخ الثلاثاء 10 يوليوز الماضي، كما أنها، وبعد تسـجيل الحالات الأولى منذ شـهرين للعدوى في صفوف بعض العاملات والعاملين، راسلت المسؤولين في المركز الاستشفائي الجامعي، مطالبة إيّاهم بفتح تحقيق عاجل، وإجراء خبرة حول مدى مطابقة بنايات مستـعجلات “الرازي” و”ابن طفيل” للمعايير الوطنية والدولية في احترام الشروط الصحة والسلامـة، وشددت على ضرورة التدخـل العـاجل لإيقاف انتشار الوباء وحماية العاملات والعاملين والمرضى وعائلاتهم.
واستنادا إلى البيان عيْنه، فقد كان رد فعل إدارة المستشفى الجامعي “مرتبكــا”، بل إنها “آثرت الصمت على التدخل”، و”أبـت إلا أن تتستـّر عن الموضـوع وتـعقد اجـتماعات صـورية مع بـعض الأطـراف، دون أن تتـخذ الإجـراءات الضـرورية في مثل هذه الحالات، بوقف العمل بجل أقسـام مستعجـلات “الرازي” وإبلاغ السلطات المختصة والمديرية الجهوية للصحة، حتـى تتم مواكـبة الحـالات والتتبـع الوبـائي للعـاملات والعـاملين وعائلاتهم وللمرضـى والمرتفقين الذين حلوا بمستعجلات “الرازي”، خلال تلك الفترة، وإصدار بلاغ رسمي يطمئن الرأي العام والعاملات والعاملين”، يقول البيان، الذي أضاف بأن الإدارة أصرّت على استمرار العمل بالمستشفى.
وطالبت النقابة وزيـر الصحـة بوضع حد للاختلالات التي يعيشها القطاع الصحي بمراكش، من خلال تعيين مدير للمركز الاستشفائي الجامعي، بعد تعيين مديره السابق كاتبا عامة للوزارة، وتعيين رئيس لمصلحة المستعجلات بمستشفى “ابن طفيل”، كما دعت إلى ربط المسؤولية بالمحاسبة، عبر إجراء تحقيق دقيق في تدبير الصفقـات العموميـة بـالمركز الاستشفائي الجامعي والمستشفيات التابـعة له، وعلى رأسـها مستشفـيي “الرازي” و”ابن طفـيل”، والمستـعجلات التـابعة لهما، ومـحاسبة الإدارة عـلى ما وصفه البيان بـ”تقصيرها الخطـير في تدبـير الموضوع دون أيـة مراعاة لحياة المرضى والعاملات والعاملين، ودون أن تصدر أي بلاغ رسمي توضيحي في الموضوع”.