تراجع عدد المخادع الهاتفية بالمغرب بنسبة 99 في المائة خلال السنوات الخمس عشرة الأخيرة، نتيجة تغير نمط الاستهلاك في قطاع الاتصالات الهاتفية بعد أن توجه المغاربة نحو استعمال الهاتف النقال وتطبيقات التواصل عبر الإنترنت بشكل متزايد.
ورصدت الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، في تقريرها الفصلي الخاص بالفترة الممتدة ما بين أكتوبر ودجنبر من سنة 2020، انخفاض عدد الهواتف العمومية إلى أقل من 4146 مخدعا هاتفيا مقابل 177 ألفا و800 مخدع في شهر يونيو من سنة 2008.
وأشارت بيانات الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات إلى قرب انقراض خدمة الاتصال عبر الهواتف العمومية (المعروفة في الأوساط الشعبية باسم تيليبوتيك)، بعد التخلي عن خدمات أزيد من 172 ألف مخدع هاتفي عمومي، نتيجة تراجع الطلب وإغلاق نسبة كبيرة من هذه المحلات لأبوابها بشكل مضطرد خلال الفترة الممتدة ما بين 2008 و2020.
ومن خلال تحليل بيانات الوكالة الوطنية للمواصلات، يتضح أن متوسط أسعار المكالمات الهاتفية انتقل من 1.60 درهما للدقيقة سنة 2009 إلى أقل من 0.20 سنتيما للدقيقة مع نهاية سنة 2020، و0.11 كمتوسط أسعار فعلي باحتساب الحملات الترويجية لشركات الاتصالات الثلاث العاملة في القطاع.
وتراهن شركات الاتصالات المغربية على خدمة الأنترنيت النقال من أجل رفع معاملاتها عوض المكالمات الهاتفية، وهو ما يفسر الزيادة الكبيرة في حجم استهلاك البيانات عبر الإنترنت من طرف المستهلك المغربي، التي بلغت ما يزيد عن ثمانية مليارات جيغا في سنة 2020، مسجلة أرقاما قياسية لم يسبق لها مثيل مقارنة مع سنة 2019.
المصدر: هسبريس