ثقافة وادب وفنونسلايد 1
معرض “المتاحف الوطنية” في العاصمة يقرّب الزوار من عوالم “كورونا”
من نيويورك إلى معابد “تايلاند” مرورا بساحات ودروب المدينة القديمة للعاصمة الرباط، ينقل معرض الصور الفوتوغرافية الزائر المغربي إلى العالم الخفي لزمن “كورونا”، حيث يعطي فرصة لاكتشاف باقة مختارة من الصور التقطتها عدسات مصوري وكالة الأنباء الفرنسية “فرانس بريس”، وهم يقتنصون يوميا مشاهد دالة معبرة تحكي عن آثار جائحة رجت تاريخ العالم.
ويدعو المعهد الفرنسي بالمغرب والمؤسسة الوطنية للمتاحف المغرب، في الفترة من 29 مارس الجاري إلى 30 يونيو المقبل، إلى اكتشاف باقة مختارة تضم أكثر من 200 صورة التقطتها عدسات مصوري وكالة الأنباء الفرنسية “فرانس بريس”، حيث سينظم معرض “مسافات” الاستثنائي، المقدم من طرف “فرانس بريس”، في فضاءات عديدة بالرباط، مدينة الأنوار، والعاصمة الثقافية للمغرب.
وتظهر إحدى الصور المعروضة حيوان الراكون وهو يتسكع وحيدا في أحد ممرات سنترال بارك بمدينة نيويورك، الخالي تماما من رواده في وقت الذروة؛ فيما صورة أخرى تم التقاطها في مدينة مولاي بوسلهام، يتفقد عون طبي حقلا زراعيا بعد اكتشاف بؤرة للعدوى مرتديا لباسا طبيا عازلا. وفي ريو دي جانيرو، يتجول رجل وامرأة برازيليان في شاطئ كوبا كابانا، بزي رواد الفضاء.
وقال مهدي قطبي، رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، إن “المعرض يشكل فرصة للمغاربة لاكتشاف عالم “كورونا” ليس فقط في المغرب بل في العالم بأسره”، مضيفا: “هي صور غير مألوفة، غريبة أحيانا، تعكس تفاعل مراسلي وكالة “فرانس بريس” مع أحداث يومية، من مختلف مناطق العالم، ترتبط كلها بالجائحة التي فرضت نفسها موضوع الساعة”.
وأوضح قطبي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “هذا المعرض سيعطي قيمة للفن وسيدفع الناس إلى اكتشاف عوالم “كورونا”. الجائحة أطفأت نور العالم؛ لكن المعرض يسلط الضوء على تلك الفترة، وسيبث الآمال على الناظرين، في طنجة مثلا حضر أكثر من 850 زائرا في يوم واحد، وفي مراكش حضر 320 زائرا”.
من جانبها، قالت ليليا شوفريي كولاكو، المديرة العامة للمعهد الفرنسي بالمغرب: ”هذا موعد مهم “خارج الأسوار”، أعطيت انطلاقته خلال شهر الفرنكوفونية من أجل جعل الثقافة متاحة في شوارع الرباط لفائدة جميع الفئات، لينتقل بعدها إلى مختلف المدن التي ستحتضن المعرض خلال الشهور المقبلة”، مبرزة أن “هذا المعرض رائع وملهم يعرض صور فوتوغرافيين من مختلف مناطق العالم”.
وإلى جانب الفضاءات الخارجية، سيستضيف المتحف الوطني للفوتوغرافيا هذه التظاهرة، مفتتحا بذلك سنة تحتفي خلالها كل المتاحف التابعة للمؤسسة الوطنية للمتاحف بالفن الفوتوغرافي، مع عرض صور تجسد لحظات نادرة ومتفردة، قوية وفياضة بالحياة، صور تسلط الضوء على فترة عصيبة اجتزتها البشرية وخلدتها عدسات مصوري وكالة “فرانس بريس”، حسب تعبير رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف.
صوفي بونس، مديرة مكتب فرانس بريس بالرباط، قالت: “شرف كبير لي أن أقدم هذا المعرض الذي سيفتح أبوابه يوم الاثنين المقبل، وهو يسائل حاجياتنا وهمومنا وآمالنا خلال فترة جائحة كورونا”، مبرزة أن “هناك عروضا مفتوحة لجميع زوار مدينة الرباط”.
وتوقع وكالة الأنباء الفرنسية “فرانس بريس” حضورها في 151 بلدا، بشبكة مكونة من 1200 صحافي و450 مصورا فوتوغرافيا متحرفا. وقد تمكنت الوكالة من مواكبة هذه الأزمة الصحية غير المسبوقة عن كثب ومن تغطيتها، مع التزام المسافات المناسبة.
وكل يوم، في طرقات ووهان أو شوارع نيويورك، مرورا بالمعابد التايلاندية، والشرفات والأسطح الباريسية، وساحات الرباط وانتهاء بغابات الأمازون، يعبئ صحافيو الوكالة طاقاتهم كي يمنحوا وجها لهذا العدو الخفي، ويحكي قصة “انقطاع أنفاس كوكب الأرض برمته، وبعدها الانتعاش المتردد والهش للحياة، وهي تستعيد عنفوانها”، حسب تعبير فابريس فريس، الرئيس المدير العام لوكالة فرانس بريس.