سلايد 1سياسة وعلاقات دولية
هل تعيد انتخابات 2021 “زعامات شعبوية” إلى الواجهة الحزبية؟
بعد أفول نجم “الزعامات الشعبوية” التي صنعت “الفرجة السياسية” في الاقتراع التشريعي لعام 2016، عادَت بعض القيادات القديمة إلى الواجهة العمومية؛ من قبيل حميد شباط، الذي استأنف أنشطته البرلمانية بعد سنوات من الغياب، وعبد الإله بنكيران، الذي اختار العودة إلى المشهد الوطني عبر بوابة الشبكات الاجتماعية.
وتطمح تلك الزعامات إلى قيادة المرحلة المقبلة بعد “الإبعاد القسري” في السنوات الماضية، مستغلّة بذلك المزاج العام اليائس من الأوضاع الاجتماعية القائمة، ساعية بذلك إلى إعادة رسم خريطة السياسة بعد 2021، لاسيما أنها مازالت تحظى برصيد سياسي مهم، بل تَزايد في ظل “الجمود” الذي عرفته المرحلة السابقة التي تلت “حَراك الريف”.
وتمتاز “الزعامات الديماغوجية” العائدة بقدرات تواصلية تستميل الجمهور العام الوطني، بالنظر إلى جنوحها لتقديس توجهات الكتلة الناخبة، والتأثير في عواطفها، مستفيدة من صعود اليمين الهوياتي العالمي الذي أفرز زعامات كاريزمية، ضمنها “دونالد ترامب” بأمريكا، و”ماري لوبين” بفرنسا، و”بوديموس” بإسبانيا، وغيرها.
ومن وجهة نظر محمد شقير، الباحث في الشأن الحزبي الوطني، فإن “عودة بعض الشخصيات الشعبوية إلى المشهد العمومي؛ مثل حميد شباط، الذي استقر في تركيا لمدة معينة، وإلياس العماري، الذي استقر بدوره في إسبانيا، وعبد الإله بنكيران، الذي استضافته قناة الجزيرة للحديث عن الرسومات الكاريكاتورية بفرنسا، قد يبدو للمتتبع أنه بمثابة تهييء لرجوعها إلى الساحة السياسية”.
وأبرزَ شقير، أن “المرحلة لم تعد تسمح بعودة هذه الشخصيات، بسبب المستجدات التي باتت تسم الظرفية الراهنة، إذ لم تعد السلطة تحتاج إلى هذه النوعية، لأن الهدف الأساسي من البحث عنها تمثل في تحجيم الدور السياسي لبنكيران، الذي تم إبعاده في الحكومة الثانية التي كان سيترأسها قبل الانقلاب عليه”.
وأوضح الباحث السياسي أن “اللجوء إلى هذه الشخصيات أدى إلى تقوية بنكيران بدل إضعافه، بعدما فشل كل من العماري وشباط في مواجهته في المجال الذي يبرع فيه، خاصة أن أحد الشعبويين تحالف معه في تهيئة الحكومة التي كان سيترأسها”، مورداً أن “هذه الشخصيات أدت أيضا إلى تمييع المشهد السياسي، الذي تحول إلى مبارزة سياسية دفعت كثيرا من الناخبين ومكونات الرأي العام إلى الابتعاد عن الساحة السياسية”.
وأكد محدثنا أن “ظهور الزعامات الشعبوية لا يعني أنه سيتم اللجوء إليها في الانتخابات المقبلة، لاسيما أن التحديات القادمة تحتّم البحث عن كفاءات وطنية في سياق الخطابات الملكية التي تركز على الكفاءات، بينما أغلب هذه الشخصيات عبارة عن ظواهر صوتية”، خالصا إلى أن “المرحلة تتطلب شخصيات لا يكون رأسمالها الكلام السياسي فقط، وإنما لا بد أن تتوفر على الإمكانيات لتدبير تداعيات أزمة كوفيد-19”.
المصدر: هسبريس