أخبارالثقافة والفن
مدن المغرب تتوسط معرض الكتاب بمسقط .. تعريف ثقافي وتشجيع سياحي
ليوم الثاني على التوالي، تتواصل فعاليات الدورة الثامنة والعشرين لمعرض مسقط الدولي للكتاب في سلطنة عمان، والذي سجل حضورا قويا للمدينة المغربية في أورقة الناشرين المغاربة الذين جاؤوا لتعريف عشاق الكتاب بالتراث الحضاري والمعماري المغربي الذي تزخر به مختلف مدن المملكة من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، حاملين على عاتقهم مسؤولية الترويج للمغرب كوجهة سياحية من خلال الكتب والمؤلفات الُمُوجهة لمختلف الفئات العمرية.
خلال جولتها بين أروقة المعرض الذي تدور فعاليات نسخته الحالية، التي تستمر إلى غاية الثاني من مارس المقبل، بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض، وبالضبط في الجناح المخصص لدور النشر المغربية المُشاركة في هذه التظاهرة، لاحظت جريدة هسبريس الإلكترونية أن الجناح المغربي يضم منشورات مختلفة المواضيع والأجناس وكذا الأشكال والعناوين والألوان؛ غير أن المثير هو الحضور اللافت لتلك التي تتناول منها المدينة المغربية، من تارودانت إلى طنجة مرورا بالرباط وسلا وغيرها من المدن الأخرى.
أسماء مدن مغربية وصور أبرز معالمها والتراث الذي تُعرف به تُزين عناوين إصدارات عديدة تعرف بمدن المغرب؛ بما فيها مجموعات قصصية تندرج في إطار أدب الطفل وتستعين بالحكي للسفر بهذا الأخير لاستكشاف مدن المملكة ومعالمها الأثرية وخصوصياتها الثقافية.
ومن عناوين قصص الأطفال هذه: “زرهون شقيقة القمر”، و”الحسيمة بعطر الخزامى” و”أصيلة، مدينة الفنانين والأدباء”، و”طنجة عروس الشمال”، لمؤلفها زهير قاسمي ضمن منشورات “الحلبي للنشر والتوزيع”، إضافة إلى مؤلفات جماعية تتناول التيمة نفسها على غرار كتاب “سلا، روائع ووعود” الصادر عن دار النشر “أكسيون كويمنيكاسيون” و”تارودانت، بصمة الأصالة” و”أبي الجعد، أرض التصوف والروحانيات” وغيرها من المؤلفات الأخرى التي تزين معالم المدن المغربية أغلفتها.
في هذا الإطار قالت إلهام بلمليح، عن منشورات “الحلبي”، إن “السلسلة القصصية التربوية، التي نعرضها في جناح الناشرين المغاربة والتي أصدرت في سنة 2016 بدعم من وزارة الثقافة، نحاول من خلالها تعريف القارئ الصغير بأبرز مدن وحواضر المملكة وتقريبه إلى معالمها وتراثها الثقافي الذي يميزها عن غيرها؛ وذلك في قالب قصصي وحكواتي ووصفي يُسهل استيعابه للمعلومات التاريخية الواردة في القصة”.
وأضافت بلمليح، التي تشارك لثالث مرة في معرض مسقط، في تصريح لهسبريس، أن “مشاركتنا في هذا المعرض تهدف بالأساس إلى التعريف بتاريخ وثقافة المغرب في دول الخليج”، مسجلة أن “مجموعة من زوار المعرض، خاصة من أولئك الذين يخططون لزيارة المملكة مع أسرهم، يقبلون على هذا النوع من الكتب من أجل تكوين معرفة مسبقة على أبرز معالم المغرب ومدنه الكبرى؛ ومن ثم، فإن الكتاب هنا يلعب دورا مهما في تشجيع السياحة الخارجية وخلق تشويق لدى القراء لزيارة بلادنا”.
من جهتها، أوضحت سمية المكناسي، عن “أكسيونس كويمنيكاسيون”، أن “الكتب التي تتخذ من المدينة المغربية موضوعا لها تلقى إقبالا كبيرا من طرف زوار مختلف معارض الكتب، خاصة التي تقام في دول الخليج”، مشددة على أن “التقارب بين المغرب ودول الخليج والعلاقات المتميزة التي تجمعه بهذه الدول يدعم هذا الإقبال”.
في السياق ذاته، لفتت المكناسي إلى أن “المواطنين الخليجيين يعرفون المغرب جيدا؛ ومنهم من سبق أن زاره، ومنهم من يخطط لذلك.. وبالتالي فإن وجود هذا النوع من الكتب في أروقة المعارض يوفر لهم فرصة للتعرف على المملكة بشكل أكبر واختيار هذه المدينة أو تلك من أجل زيارتها”.
وأضافت المتحدثة ذاتها، في حديثها مع جريدة هسبريس الإلكترونية، أن “المشاركة في المعارض الدولية لا تنطوي على رهان ربحي بالدرجة الأولى، وإنما على رهان التعريف بالمغرب وثقافته وتراثه الحضاري المتعدد الروافد وخدمة الصورة الثقافية لبلادنا في الخارج”.
جدير بالذكر أن أروقة معرض مسقط الدولي للكتاب في نسخته الثامنة والعشرين شهدت حضورا قويا لمكتبة الطفل، إذ خصصت إدارة المعرض مساحة مهمة لفعاليات ومناشط هذه الفئة من المجتمع بهدف إثراء نشاطها المعرفي والثقافي وزيادة شغفها بالقراءة والمعرفة
المصدر : هسبريس