أخبار

قوات “حذر” .. عشر سنوات في حماية الشوارع المغربية من التهديدات الإرهابية

عشر سنوات وهي تجول في شوارع مدن المملكة المغربية؛ إنها قوات “حذر”، التي تم إنشاؤها سنة 2014 في زمن وزير الداخلية السابق محمد حصاد، لمواجهة التهديدات الإرهابية، ومازالت تؤدي مهمتها بشكل يومي.

وبعد مرور كل هذا الوقت أصبحت القوات “شكلا أمنيا” معتادا لدى المواطنين؛ جنديان ببزة عسكرية، يرتديان شريطا ورديا على ذراعيهما اليمنى، حاملين سلاحا رشاشا، يتوسطهما رجل شرطة بالشريط ذاته، ويقومون بدوريات منتظمة في الأماكن العمومية الرئيسية.

و”حذر” برنامج أمني عرف النور سنة 2014، جاء لتعزيز المخطط الوطني لحماية المواطنين والزوار الأجانب، ومكافحة المخاطر التي تهدد المملكة؛ ويضم أفرادا من القوات المسلحة الملكية، والدرك الملكي، والشرطة، والقوات المساعدة.

ورغم أن المغرب نجح في كبح العديد من المخططات الإرهابية طيلة سنوات إلا أن القوات الأمنية مازالت تراقب الشوارع بكل تفان، حريصة على استتباب الأمن، وسلامة المواطنين المغاربة، وحتى الأجانب.

وبالنسبة لخبراء أمنيين فإن “التهديدات الأمنية مازالت حاضرة، وتهدد المغرب، ما يستدعي ضرورة بقاء هذه القوات في خدماتها اليومية المهمة”.

استباق المخططات الإرهابية
يرى الحسن أولودي، باحث في الشأن الأمني، أن “قوات ‘حذر’ جاءت في سياق كانت جميع الدول مهددة بالخطر الإرهابي، في سنة كان عدّاد العمليات الإرهابية متصاعدا”.

وأورد أولودي لهسبريس أن الحكومة المغربية في تلك اللحظة كثفت جهودها لمحاصرة هاته المخاطر، تنفيذا لتعليمات العاهل المغربي، محمد السادس، القاضية بحماية المناطق العمومية الحساسة.

وبين المتحدث عينه أن “سنة 2014 عملت الحكومة المغربية على خلق جوي أمني خال من التهديدات التي قد تحيط بالأماكن الحساسة والعمومية الرئيسية، وتعرقل عملها”.

وبالعودة إلى بلاغ وزارة الداخلية سنة 2014 فإن “اجتماع إنشاء هاته القوات الخاصة قضى بإطلاقها أولا في مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، في أولى عملياتها الميدانية”.

وجاء اختيار مطار محمد الخامس كأول محطة، يضيف المصدر ذاته، لـ “تجنيب المنشأة أي تهديدات قد تعرقل عملها، أو تستهدف الملاحة الجوية عموما”.

واعتبر أولودي أن القوات الخاصة المذكورة “جاءت في إطار مشروع الحكومة آنذاك لمكافحة الإرهاب، كخطوة استباقية، تمنع أي خطر قد يعرقل السير العام بالشوارع المغربية”.

وطمأنة الأجانب كانت الغاية الأخرى من إنشاء هاته القوات، بحسب الباحث في الشأن الأمني، الذي أردف بأن “مجموعة من الدول الأجنبية كانت في تلك الفترة تطلق تحذيرات من السفر إلى العديد من البلدان”.

وكانت الحكومة الفرنسية سنة 2014 أطلقت تحذيرات لرعاياها، في سياق حربها ضد تنظيم ” داعش” بالعراق، من السفر إلى جميع الدول المغاربية، وهو ما رفضته الرباط، ودعت باريس إلى سحبه.

أهمية استمرارها بعد عشر سنوات من الخدمة
بقاء هاته القوات إلى حدود الساعة أمر منطقي بالنسبة لعبد الرحمن مكاوي، خبير أمني، قال إن “تقارير استخباراتية غربية مازالت تؤكد أن خطر الإرهاب واستهداف الدول ومواطنيها قائم وبقوة”.

وأضاف مكاوي لهسبريس أن “بقاء قوات ‘حذر’ يأتي استجابة لطموح المملكة إلى استباق المخاطر الإرهابية، ومنعها من النفاذ إلى أراضي المغرب الآمنة”.

وتابع المتحدث ذاته بأن “خبراء أمنيين في مجال الإرهاب مازالوا يحذرون من التراخي في مواجهة الإرهاب بالمنطق الاستباقي؛ فيما تتصاعد في فرنسا اليوم هاته التحذيرات بشكل يومي”.

وشدد بلاغ وزارة الداخلية سنة 2014 على أن “قوات حذر سيتم تفعيلها بشكل تدريجي لدعم عمل مصالح الدولة في حماية المواطنين، والزوار الأجانب، لتغطي بذلك مختلف المواقع الحساسة بالمغرب”.

واعتبر الخبيران الأمنيان سالفا الذكر أن “مواجهة الإرهاب في المغرب لا تعتمد على منطق ردات الفعل، بقدر ما هي خطة استباقية ذكية، تشمل مختلف الجوانب، وتلعب على منطق يضع المخططات الإرهابية دائما في مصير الفشل”.

وسبق أن كشف تقرير “منجزات وزارة الداخلية” برسم سنة 2023 عن “إجهاض المغرب منذ سنة 2002 أكثر من 500 مشروع إرهابي استهدف المملكة؛ كما تمكنت المصالح المختصة من تفكيك 215 خلية إرهابية”.

المصدر : هسبريس

إغلاق