أخبار
الأقاليم الصحراوية تعزز التحول إلى الطاقة الخضراء
تستقطب الأقاليم الجنوبية للمغرب مشاريع مهمة في مجال الطاقات المتجددة باستثمارات تفوق 20 مليار درهم (حوالي 1.97 مليار دولار) حسب ما كشفت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة.
وأوضحت بنعلي في كلمة لها داخل مجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان) أن القدرة الإجمالية للمشاريع التي توجد قيد التطوير تفوق 1.6 غيغاواط وهو ما يمثل 36 بالمئة من القدرة الإجمالية قيد التطوير.
وأكدت الوزيرة أن تطوير مختلف مشاريع الطاقة المتجددة في جنوب المملكة يحظى باهتمام المستثمرين المحلين والدوليين، مما يساهم في إحداث المئات من الوظائف.
وتشكل مشاريع الطاقات النظيفة في جنوب المغرب جزءا من مخطط مغربي شامل يهدف إلى الاعتماد على الطاقة المتجددة بالمملكة بنسبة 52 بالمئة مع تقليص انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 45.5 بالمائة مع حلول عام 2030.
مؤهلات طبيعية
وبحسب الخبراء في مجال البيئة والطاقات المتجددة تمثل المناطق الجنوبية للمملكة موقعا مثاليا لتشييد المنشآت الخاصة بمشاريع الطاقة الشمسية والريحية على الخصوص.
وتوفر هذه المناطق قدرة إجمالية مستغلة تفوق 900 ميغاواط، تمثل ما يقارب 21 بالمئة من الطاقة المركبة في الطاقات المتجددة، وهو ما يشكل ثلث الاستثمارات في الطاقات المتجددة حسب معطيات رسمية.
وتمثل حصة الطاقة الريحية من إجمالي الطاقات المتجددة في جنوب المملكة 760 ميغاواط، فيما تبلغ حصة الطاقة الشمسية 105 ميغاواط.
رياح الصحراء
يعتبر إدريس فجلي، مدير مختبر هندسة النظم المتقدمة بالمدرسة الوطنية للعلوم المتقدمة في القنيطرة، أن ما يتم إنجازه من مشاريع للطاقات المتجددة اليوم في الأقاليم الجنوبية من شأنه المساهمة في تقليص فاتورة الطاقة في المغرب الذي يستورد 90 في المئة من احتياجاته من الطاقة.
ويؤكد فجلي في تصريح على أن جنوب المملكة يتوفر على مؤهلات طبيعية كفيلة بجذب مستثمرين في مجال الطاقات المتجددة خصوصا الريحية والشمسية، مما سيساهم في توفير قدرة إنتاجية مهمة من الطاقات المتجددة.
ويتابع المتحدث على أن الأقاليم الجنوبية للمملكة تعتبر من بين المناطق الأفضل على الصعيد العالمي في هذا المجال، استنادا لمقاييس ومواصفات تتميز بها المنطقة في مقدمتها سرعة الرياح وانتظامها.
ويوضح فجلي أن معدل سرعة الرياح في تلك المناطق التي تضم أكبر محطة لتوليد الطاقة الريحية في إفريقيا يبلغ 9.5 متر في الساعة على علو 10 متر، مما يرشحها لأن تصبح أحد أهم مصادر الطاقة النظيفة في العالم.
تعزيز الطاقة المتجددة
وتعتبر مناطق الجنوب المغربي من بين المناطق الواعدة في مسار التحول نحو الطاقات النظيفة وتحقيق الأهداف التي سطرتها المملكة في الاستراتيجية الطاقية لعام 2009 والتي تضمنت 80 تدبيرا مختلفا.
يقول الخبير في المناخ والتنمية المستدامة محمد بن عبو، إن هذه المشاريع تأتي في إطار الدينامية التي تعرفها المملكة في مجال الانتقال الطاقي، وتتماشى مع التزامات المملكة للتوجه نحو الطاقات النظيفة وتقليص انبعاثات الغازات الدفيئة.
ويوضح بن عبو في تصريح على أن الاستراتيجية المغربية في مجال الطاقات المتجددة قد أتبتث نجاعتها في الانتقال التدريجي بالمملكة من بلد يعتمد على استيراد احتياجاته من النفط والغاز، إلى منتج للطاقة المتجددة.
ويعتبر الخبير البيئي، أن الاستثمار في مجال الطاقات المتجددة سينعكس إيجابا على مختلف المجالات الأخرى التي تعتمد على الطاقة النظيفة من بينها تحلية مياه البحر، كما سينعكس على تحقيق التنمية المستدامة بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية على المستوى الوطني وبالمناطق الجنوبية للمملكة.
الريادة في الطاقة الخضراء
يعتبر عدد من الخبراء في مجال الطاقةأن المغرب يمثل نموذجا في مجال الطاقة المستمدة من مصادر خضراء وذلك لعدة اعتبارات من بينها:
موقع جغرافي مميز ومؤهلات طبيعية لإنتاج الطاقة الشمسية والريحية والمائية.
وجود أكبر محطة لتوليد الطاقة الشمسية المركزة في العالم (محطة نور) .
نحو 3.95 ألف ميغاواط من القدرة الكهربائية المولدة مستمدة من الطاقة المتجددة عام 2021.
تبلغ حصة إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقات المتجددة 37 في المئة.
تصدير 851 غيغاواط ساعة من الطاقة الكهربائية النظيفة إلى أوروبا خلال سنة 2021.
المصدر : سكاي نيوز عربية