أخبارالبيئة والطقس
التساقطات المطرية الوفيرة تنعش حقينة السدود في مختلف جهات المغرب
بعد سنوات متتالية من الجفاف جعلت العديد من المدن المغربية عرضة لشبح العطش في الأشهر المقبلة، وفيما بدأت الحكومة خطتها لمواجهة الأزمة التي جثمت على البلاد بكل ثقلها، أبت رحمة الله الواسعة إلا أن تغيث البلاد والعباد، مخففة من حدة الأزمة المقلقة.
أيام قليلة من التساقطات الوفيرة كانت كافية لتنسي المغاربة الجفاف وقسوته، إذ ظهرت السيول في العديد من أقاليم ومناطق المملكة، التي سجلت أرقاما قياسية تعدت بعضها في الشمال حاجز الـ100 مليمتر خلال 24 ساعة فقط، الأمر الذي رفع نسبة ملء عدد من السدود إلى 100 بالمائة.
الكميات المهمة من الموارد المائية التي عرفتها البلاد خلال نهاية الأسبوع نزلت بردا وسلاما على الفرشة المائية والغطاء النباتي والزراعات الربيعية والأشجار المثمرة، إذ ستكون لها آثار إيجابية على مختلف المستويات.
تساقطات غير مسبوقة
في تعليقه على هذا التطور اعتبر الخبير في الماء مصطفى العيسات أن التساقطات المطرية الأخيرة “غير مسبوقة” هذه السنة، مؤكدا أن “انتظارات جميع فرقاء الشأن المائي كانت كبيرة جدا، بحكم الخصاص المائي الكبير الذي عرفته المملكة”.
وأضاف العيسات، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنه “بفضل التساقطات التي سجلت في هذه الأيام المباركة من شهر رمضان بلغت أزيد من ستة سدود شمال المملكة 100 بالمائة من نسبة الملء، و8 سدود بلغت ما بين 70 و80 بالمائة”.
وتابع الخبير ذاته: “عندما نتحدث عن حوض تنسيفت وسبو هناك كميات مهمة رفعت معدلات حقينة السدود، وبالتالي فإن هذه الأمطار أنعشت الرصيد المائي للمملكة وخلفت ارتياحا لدى عموم المواطنين والفلاحين”، معتبرا أن “الكل سيستفيد من كميات الأمطار المهمة التي ستنعكس إيجابا على الزراعات العلفية وأكل الماشية، والمراعي”.
وسجل المتحدث ذاته أن “المؤشرات الحالية تبين أهمية السدود”، مردفا: “عندما نتكلم عن زيادة بناء السدود هناك من يعلق: كيف سنزيد السدود ونحن نعاني الجفاف؟”، قبل أن يضيف: “السدود تعطينا إمكانية تخزين مياه الأمطار التي تنفع لسنة أو ثلاث سنوات، بالإضافة إلى دورها في إنتاج الطاقة الهيدروليكية، وتشكل مولدا كهربائيا مهما يساهم بحوالي 10 بالمائة من إنتاج الطاقة الكهربائية النظيفة في المغرب”.
وأكد العيسات أن “كل الفعاليات تلقت بارتياح هذه التساقطات التي ستخفف من حدة الجفاف”، مبرزا أهمية “سيناريوهات الأوراش الكبرى التي دعا إليها الملك، سواء بناء سدود جديدة تلية وكبرى للحفاظ على الموارد المائية، أو الربط بين الأحواض”، وزاد: “اليوم مع هذه الكميات الكبيرة من الأمطار لو كان الربط ما بين جميع الأحواض لتمكننا من تغذية الأحواض التي فيها خصاص، في إطار العدالة المجالية”.
حصيلة غير كافية
سجل الخبير في الماء والبيئة عبد الرحيم هندوف أن الأمطار الأخيرة “ستكون لها تأثيرات إيجابية على الأشجار المثمرة والكلأ والغطاء النباتي بصفة عامة، والزراعات الربيعية”، وأضاف أن تأثيرها “مهم على الفرشة المائية وحقينة السدود”.
وأضاف هندوف، في تصريح لهسبريس، أن “حقينة السدود انتقلت من 23 بالمائة إلى 28 بالمائة من نسبة الملء”، موضحا أن “المغرب مازال لم يصل إلى 34 بالمائة التي كانت في الفترة نفسها من السنة الماضية”.
وتابع الخبير ذاته موضحا: “نتمنى أن تهطل أمطار أكثر، لأن تأثير الكميات المسجلة سيبقى محدودا بالنسبة لزراعة الحبوب”، مبرزا أن التساقطات الأخيرة “ستخفف من الحدة، لكن لم نصل بعد إلى مستوى يجعلنا لا نخاف من العطش”.
وزاد المتحدث مبينا: “بعض المناطق ستكون عرضة للعطش. ولا يوجد العطش فقط، بل الجوع أيضا، لأنه شئنا أم أبينا ينبغي أن نسقي لننتج ما نأكل”.
كما شدد هندوف على أن “حاجيات المغرب من الماء في تزايد مستمر، فيما تأثير التساقطات إيجابي ومحدود في الزمن والمجال”، مبرزا أن “الماء المتوفر يمكن أن يكفي في بعض المناطق هذا الموسم؛ لكن ليس بنسبة الملء لهذه السنة يمكن أن نتكلم عن ضمان الحاجيات من الماء السنة المقبلة”، ومشددا على أن “الوضع يتطلب المزيد من اليقظة”.
المصدر : هسبريس