الصحة والطب
حصص التصفية تدفع المصابين بالقصور الكلوي إلى مجابهة “كورونا”
إذا كانت أغلب الأقسام الطبية بالمراكز الاستشفائية الجهوية والإقليمية والمستوصفات والمراكز الصحية الحضرية والقروية قد عرفت، في الآونة الأخيرة، انخفاضا في عدد قاصديها، بسبب تفادي أغلب المرضى الذهاب إلى تلك المرافق في ظل انتشار فيروس كورونا، فإن فئة من المرضى لم ولن تجدّ بديلا عن تتبع علاجاتها بالمرافق الصحية التي دأبت على الاستفادة من خدماتها.
ومن بين المرضى الذين لم تُربك جائحة كورونا مواعيد علاجهم، ولم يوقف انتشار الوباء تنقّلهم إلى المرافق الصحية باستمرار، المصابون بالقصور الكلوي الذين يجدون أنفسهم مضطرين إلى مغادرة مساكنهم والذهاب إلى الوحدات الطبية أو المراكز المتخصصة في تصفية الكي، على أمل الخضوع لحصة علاج لا يمكن بأي حال من الأحوال تأجيلها أو إلغاؤها.
حنان غزيل، طبيبة بمركز تصفية الكلي بالمستشفى الاستشفائي الإقليمي الحسن الثاني بخريبكة، أشارت إلى أن الدراسات الحديثة تشير إلى أن الأشخاص المصابين بأمراض الكلي أكثر عرضة للإصابة بعدوى فيروس كورونا المستجد، خاصة إذا كان المريض يتلقى العلاج بالغسيل الكلوي ويعاني من مشاكل صحية أساسية.
وعن وضعية عملية التصفية في الظرفية الراهنة، قالت المتحدثة ذاتها، في تصريح لهسبريس: “منذ الإعلان عن أول حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد بالمغرب التزمنا رفقة الطاقم الطبي والتمريضي بالمركز باتخاذ إجراءات استباقية صارمة لتجنب خطر الإصابة بالعدوى، سواء في صفوف المرضى أو العاملين بالمركز”.
ومن بين التدابير التي اتخذها المركز من أجل حماية مرضى القصور الكلوي من الإصابة بكورونا، أشارت غزيل إلى “توزيع كمامات عليهم، مع إلزامية ارتدائها، وتوعيتهم بضرورة غسل اليدين بشكل متكرر بالماء والصابون أو استخدام معقم اليدين، ومرافقة المريض من فرد واحد فقط لإيصاله إلى قاعة العلاج، وانتظاره خارجها إلى حين انتهاء الحصة، وتوعية المرافق بضرورة اتباع الاحتياطات اللازمة لتجنب نقل العدوى للمريض”.
وسجّلت الطبيبة ذاتها الحرص على “تعقيم المركز يوميا، ومضاعفة تدابير النظافة الاعتيادية، وتغيير أغطية الأفرشة بعد انتهاء كل مريض من حصته، وتعقيم المعدات الطبية المستعملة، وتعقيم أحذية المرتفقين بالكلور قبل ولوج المركز، والدعوة إلى تجنب خروج المرضى من منازلهم إلا للضرورة القصوى، مع وجوب ارتداء الكمامة إلى حين عودة المريض إلى منزله”.
وقالت غزيل إن التدابير الاحترازية لم تقتصر على المرضى ومرافقيهم، بل تشمل أيضا عاملات النظافة والأطقم الطبية والتمريضية لحماية أنفسهم من العدوى بفيروس كورونا، ومن بينها عدم الاكتفاء بارتداء الوزرة فوق الملابس اليومية، بل إزالة الخارجية وارتداء زي العمل الرسمي الكامل، بما في ذلك الكمامة، إضافة إلى تعقيم الأحذية بالكلور عند مدخل المركز، وغسل وتعقيم اليدين باستمرار، خاصة خلال الانتقال من مريض إلى آخر.
وعن مدى مواظبة المصابين بالقصور الكلوي على حضور حصص التصفية، أكدت حنان غزيل أنه “منذ انتشار الوباء بالمغرب يواظب المرضى على إجراء الحصص رغم الإكراهات التي تواجه بعضهم، وتحديدا القاطنون خارج المدينة الذين يعانون من مشاكل مرتبطة أساسا بعدم توفير وسائل التنقل”، مضيفة: “من جهتنا ننصحهم باستمرار بعدم التخلف عن أي جلسة من جلسات غسيل الكلي، لما في ذلك من خطورة على صحتهم”.
ومن بين النصائح التي قدّمتها الطبيبة لمرضى القصور الكلوي، حفاظا على سلامتهم من الإصابة بفيروس كورونا، “تجنب مغادرة المسكن إلا للضرورة القصوى”، و”غسل اليدين بشكل متكرر بالماء والصابون أو استخدام معقم اليدين”، و”الالتزام بالحجر الصحي وتجنب الاختلاط بالناس”، و”الحرص أكثر من أي وقت مضى على تناول الأغذية المتوازنة والغنية بالفيتامينات”