أخبار

“حرب غزة” تضعف “السياحة الدينية” بالمغرب.. والطائفة اليهودية “تعلق” الأنشطة

صارت الجاليات اليهودية في مختلف مناطق العالم “تتخوف” من التوجه إلى المغرب وبلدان أخرى بعد الحرب غير المتكافئة التي تشنها إسرائيل على غزة وارتفاع منسوب الغضب في “البلدان الإسلامية” إلى مستويات جد قياسية، حيث صار العديد من اليهود يلغون حجوزاتهم أو يؤجلونها بسبب الجو الضبابي الذي خلقته “حالة العدوان” في الشرق الأوسط.

وفي هذا الصدد، أعلنت “كوشر ترافلرز”، الشركة البريطانية الفاخرة المتخصصة في الأسفار، أنها أجلت الرحلات المتجهة نحو المغرب والإمارات العربية المتحدة حتى العام المقبل، وفق ما نقلته وسائل إعلام إنجليزية، إذ قال المدير العام للشركة سالفة الذكر في تصريحات للصحافة: “هناك مستوى عال من القلق بشأن السفر بين عملائنا اليهود”، وأضاف: “الناس خائفون؛ وحتى لو لم يكونوا كذلك، فهم ليسوا في حالة مزاجية لقضاء عطلة”

“تأثير متباين”

الزبير بوحوت، الخبير السياحي، قال إن “تأثيرات الحرب على السياحة الدينية بالمغرب موجودة؛ لكنها متباينة، لأن اليهود منتشرون في كل مناطق العالم”، لافتا إلى أن “المغاربة اليهود الذين تربطهم علاقة وجدانية بالمغرب سيجدون صعوبة للمشاركة في الأحداث الدينية التي تنظمها الطائفة اليهودية المغربية، أو الزيارات الموسمية المعروفة التي يقومون بها للمزارات والأضرحة اليهودية التي يحافظ عليها المغرب في إطار تثمين هذه الذاكرة العبرية واحتوائها”.

وأوضح بوحوت، في تصريح لجريدة هسبريس، أن “الأيام المقبلة ستوضح الصورة أكثر، بما أن الانتعاشة في السوق اليهودية تكون خلال شهر أبريل كما بينت التجربة دائما”، معتبرا أن “الظرفية الحالية تتسم بنوع من الضبابية ولا تقدم إجابة واضحة حول الانعكاسات على السياحة الدينية في المغرب؛ لكن المؤكد أنها تعرف وستعرف المزيد من التراجع خلال فترة الحرب الدائرة”، مستدركا بالقول إن “الأوضاع يمكن أن تعرف تحسناً مع مرور الوقت، إذا وضعت هذه الحرب أوزارها”.

وأفاد الخبير السياحي بأن “التأثير لا شك فيه؛ لكن لا مؤشرات موضوعية عنه.. فعلينا أن ننتظر الأرقام والمعطيات الخاصة بكل دولة على حدة، لأن اليهود موجودون في العديد من مناطق العالم. وأما اليهود بإسرائيل فمن المؤكد حاليا أنهم لا يستطيعون زيارة أي بلد بحكم التظاهرات الكثيرة التي تتضامن مع الشعب الفلسطيني، والتي خلقت خريطة جديدة في المشهد السياحي العالمي وأيضا المغربي، وتحديدا المتصل بالسياحة الدينية والثقافية المتعلقة بذاكرة اليهود”.

“تعليق للأنشطة”

جاكي كادوش، رئيس الطائفة اليهودية المغربية بجهة مراكش آسفي، قال إن “الطائفة اليهودية ما زالت تسجل تراجعا ملحوظا في زيارات العبريين إلى المغرب منذ اندلاع حرب 7 أكتوبر المنصرم بين غزة وإسرائيل”، موضحا أن “المغاربة اليهود ظل بالهم مشغولا مع أصدقائهم من الجالية المغربية المقيمة هناك، وهذا ما علق الكثير من الأنشطة، بحيث لا يمكن للطائفة اليهودية القيام بأية خطوة في الوقت الذي تستمر فيه الحرب”.

وأوضح كادوش، في تصريح لجريدة هسبريس، أن “الحفنة الصغيرة التي ظلت من اليهود بالمغرب ينبغي الحفاظ عليها ما دامت المملكة المغربية تقدم نموذجا للتعايش ولحماية اليهود منذ زمن الملك الراحل محمد الخامس وبعده الحسن الثاني والملك الحالي محمد السادس”، مبرزا أن “المشاعر حاليا تعرف نوعا من الحزن على أزيد من ألف يهودي قتلوا في الشهر الماضي؛ وهو ما جعل أي احتفال ذي طابع ديني يكون مغيبا في برنامجنا كمغاربة يهود”.

وأكد رئيس الطائفة اليهودية المغربية بجهة مراكش آسفي أن “احتفالات “هيلولة” الدينية، التي تقام في ضواحي مدينة تارودانت، ستتم في الغالب بصمت هذه السنة، ولن تكون بصخبها القديم هذه المرة نظرا لأجواء الحزن؛ لكن الجالية الإسرائيلية عموما لن تستطيع المجيء لتخليد ذكرى وفاة الحاخام دافيد بن باروخ هاكوهين معنا في مقبرة “أغزو نبهمو” في دجنبر المقبل، لكون النفسية هناك محبطة”، موضحا أن “اليهود في ثقافتهم إذا مات شخص منهم يحزنون عليه سنة كاملة، ولا يستطيعون الاحتفال بمرح إلا بعدها”.

ومن هذا المنطلق، لفت كادوش إلى أن “السياحة الدينية التي انتعشت في الشهور الأخيرة، والتي كان في مقدمتها اليهود القادمون من إسرائيل بالتحديد، لن تعود بالضرورة إلا بعد سنة إلى سابق عهدها وانتعاشها”، مبرزا أن “المغاربة اليهود يتابعون ما يجري في الشرق الأوسط بشكل يومي ولديهم اتصالات مع اليهود في كل مكان، خصوصا الذين من أصول مغربية؛ وهو ما جعل الاهتمام ينصب على متابعة ما يحدث عوض التفكير في تنظيم أي نشاط أو حفل”.

إغلاق