أخبار
دبلوماسي إسرائيلي يتهم المغرب بالتطهير العرقي
أثار منشور لدان بوراز، نائب السفيرة الإسرائيلية بإسبانيا، في حسابه على موقع “إكس”، حيث عرض خرائط عدة دول عربية على غرار العراق والجزائر وسوريا، بما فيها خريطة المغرب مبتورة، مُرفقة بأرقام تظهر أعدادا اليهود الذين كانوا يسكنون في هذه الدول ما بين أواخر أربعينيات القرن الماضي واليوم، مع إحالة على أنهم تعرضوا لما أسماه “تطهيرا عرقيا”، (أثار) جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب، حيث اعتبر النشطاء الأمر استفزازا وتلاعبا بالمعطيات التاريخية.
ويدعي الدبلوماسي الإسرائيلي من خلال منشوره، الذي أرفقه بعبارة “حدثوني أكثر حول التطهير العرقي في الشرق الأوسط”، أن عدد اليهود في المغرب كان قد يبلغ في العام 1948 حوالي 265 ألفا، فيما لا يتجاوز عددهم اليوم في المملكة 2000 يهودي”، وهو ما دفع وزارة الخارجية الإسرائيلية للخروج بتوضيحات حول هذا الموضوع.
في هذا الصدد، قال ليؤر حياط، المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية، في تصريح خص به جريدة هسبريس الإلكترونية، إن “المنشور يُحاول فقط أن يُبين التطهير العرقي الذي تعرض له اليهود في بعض الدول العربية التي تتهم إسرائيل بممارسة هذا التطهير”، مشددا على أن “المغرب غير معني بهذا الأمر، ولا يوجد أي ادعاء من هذا النوع بشأنه، ذلك أن اليهود الذين هاجروا من المغرب إلى إسرائيل إنما هاجروا هذا البلد بعد تأسيس دول إسرائيل”.
وبشأن عرض الدبلوماسي الإسرائيلي خريطة المملكة مبتورة، وهو ما كان تكرر إبان استقبال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نظيرته الإيطالية، أكتوبر الماضي، أوضحت الخارجية الإسرائيلية في حديثها مع هسبريس: “في أعقاب ما تم نشره نريد أن نؤكد أنه لا تغيير في موقف الدولة الإسرائيلية في ما يخص سيادة المملكة المغربية على كامل أراضيها”، مسجلة أن “اعتراف إسرائيل بمغربية الصحراء بشكل رسمي منذ أربعة أشهر لا يدع مجالا للشكوك في مواقفنا الرسمية حول هذه المسألة”.
وبعد الجدل الذي أثاره، خرج نائب السفيرة الإسرائيلية في إسبانيا، بمنشور جديد على حسابه أشار من خلاله إلى أن عرضه خريطة المغرب مبتورة “كان بِنية تسليط الضوء على اختفاء المجتمع اليهودي في الشرق الأوسط خلال نهاية أربعينيات وبداية خمسينيات القرن الماضي”، حسب تعبيره، مسجلا أنه “خلال هذه الفترة تم طرد ما يقرب من مليون يهودي قسرا من الدول العربية…كما هو الحال في العراق، حيث لا يوجد اليهود تقريبا اليوم”.
وأضاف صاحب المنشور أن “اللافت للنظر أن المغرب شكل استثناء في هذا الصدد، مع وجود جالية كبيرة مازالت قائمة حتى يومنا هذا”، مشيرا إلى أن “هذا البلد نموذج للتعايش السلمي، حيث تعايش اليهود مع المسلمين لعدة قرون عكس البلدان العربية الأخرى، حيث تعرضوا للطرد ومصادرة ممتلكاتهم، ما أجبرهم على الفرار”، معبرا في الوقت ذاته عن “تقديره للعلاقات الإيجابية التي تربط بلاده والمغرب”.
وتفاعلا مع النقاش ذاته، نشر الحساب الرسمي لدولة إسرائيل على منصة “إكس”، أول أمس الخميس، منشورا لفتت من خلاله إلى أن “عدد اليهود المُهجرين قسرا من الدول العربية وإيران، حيث عاشوا فيها مئات وآلاف السنين، يبلغ 850 ألفا”، مُوردة أنهم “تركوا وراءهم منازلهم ومقاولاتهم ومعابدهم وممتلكاتهم”.