يواجه تعافي إنتاج النفط في ليبيا ضغوطا من نفس المشاكل المالية والاقتصادية والأمنية التي تهدد وعود الاستقرار وحياة أفضل للبلد العربي الذي تمزقه الانقسامات.
وفاجأت ليبيا الكثير من المراقبين حينما تمكنت من زيادة إنتاجها إلى أربعة أمثال ليصل إلى حوالي مليون برميل يوميا، معززة مصدرها المهم الوحيد للدخل.
ويقول مسؤولون بقطاع النفط ومهندسون في حقول كبيرة ومحللون إن التعطيلات المتكررة بفعل مجموعات محلية تطالب بحصة من الإيرادات، إضافة إلى نقص الأموال المخصصة للصيانة والاستثمار، تمنع المؤسسة الوطنية للنفط من تعزيز تلك المكاسب.
وقال مصطفى صنع الله رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط الأسبوع الماضي إن المؤسسة تلقت فقط ربع ميزانيتها لعام 2017، وهو ما يجعل الوصول إلى المستوى المستهدف المعلن عنه سابقا والبالغ 1.25 مليون برميل يوميا ”صعبا جدا“.
وحذر صنع الله من تراجع الإنتاج إذا لم يتم ضخ استثمارات كافية.
وقال ريكاردو فابياني كبير المحللين في (يوروآسيا جروب) إن إحدى المشكلات تتمثل في أن المكاسب التي تحققت على مدى العام المنقضي كانت سهلة نسبيا وأقل تكلفة.
وتابع قائلا ”أما الآن، فإن المشكلة في الشرق وأجزاء أخرى من البنية التحتية النفطية هي أنك تحتاج الى المزيد من العمل الجاد لإصلاح بعض المنشآت، ولذا فإن الأمر أكثر تكلفة ويشكل تحديا فنيا… والكميات الإضافية التي ستأتي نتيجة لهذا الإصلاح ستكون محدودة بشكل أكبر“.
وتوقع فابياني أن يصل الإنتاج إلى ما بين 700 ألف ومليون برميل يوميا في الأجل القصير.
وتأتي الإغلاقات بشكل رئيسي بفعل مجموعات مسلحة تقدم مطالب باسم أعضائها، وتدعي أحيانا أنها تعمل نيابة عن مجتمعات محلية تطالب بوظائف وخدمات عامة. لكنها قد تكون أيضا ناتجة عن مجموعات مدنية سلمية تحتج على المصاعب الاقتصادية منذ انتفاضة 2011 التي أطاحت بمعمر القذافي.