أخبارالجيش والشرطة
قيادة قوات “أفريكوم” تثمن أهمية المغرب في المعادلات الأمنية العالمية
في زيارة هي الثالثة له منذ توليه مهمة قائد قوات “أفريكوم”، حل الجنرال الأمريكي مايكل لانجلي، الأربعاء، بالمملكة المغربية حيث التقى بعدد من المسؤولين والضباط في القوات المسلحة الملكية، من أجل التباحث حول سبل تطوير التعاون الثنائي المشترك بين الرباط وواشنطن على المستويين الأمني والعسكري والتباحث أيضا حول القضايا المشتركة، حسب ما أفادت به السفارة الأمريكية بالمغرب في بيان لها.
وتنفيذا للتعليمات الملكية، استقبل عبد اللطيف لوديي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، الأربعاء، بمقر هذه الإدارة، الجنرال مايكل لانغلي، قائد القيادة الأمريكية في إفريقيا (USAFRICOM)، الذي يقوم بزيارة عمل للمملكة المغربية.
وفي اليوم نفسه، وتنفيذا لتعليمات الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، أجرى الفريق أول المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية مباحثات، على مستوى القيادة العامة، مع الجنرال مايكل لانغلي، قائد القيادة الأمريكية في إفريقيا.
واعتنم الجنرال مايكل لانغلي هذه المناسبة للتعبير عن إعجابه بالدور المهم الذي تضطلع به المملكة المغربية تحت قيادة الملك محمد السادس، كفاعل في الاستقرار والسلام لفائدة إفريقيا.
زيارة تأتي في سياق إقليمي سمته الأساسية تدهور الوضع الأمني وتنامي التهديدات الإرهابية، خاصة في منطقة الساحل والصحراء. كما تأتي في سياق التحذيرات الغربية من هشاشة الأوضاع الأمنية على حدود المغرب؛ وبالضبط في الجزائر التي أوصت مجموعة من الدول على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية رعاياها بتجنب السفر إليها، خاصة إلى تندوف، نتيجة مخاوف من حدوث أعمال إرهابية وحوادث اختطاف للأجانب.
وفي مقابل هذه التحذيرات والتي باتت تفرض على الدول المغاربية المجاورة للجزائر تعزيز أمن حدودها وتبني مقاربات مستحدثة لتجنب تمدد نشاط التنظيمات الإرهابية إلى أراضيها؛ فإن توالي زيارة المسؤولين العسكريين الأمريكيين إلى المغرب وتأكيدهم في أكثر من مناسبة على مركزية المملكة في المعادلة الأمنية الإقليمية والعالمية يُترجم، حسب متتبعين، اعترافا أمريكيا بنجاعة النموذج الأمني المغربي وتأكيدا على دور المغرب في الحفاظ على الأمن والاستقرار، بل ومراهنة الإدارة الأمريكية على هذا الدور.
مؤشر قوة
قال جواد القسمي، باحث في القانون الدولي والعلاقات الدولية، إن “زيارة جنرال المارينز الأمريكية مايكل لانجلي، قائد قوات “أفريكوم”، إلى المغرب تأتي في إطار تعزيز المستوى المهم والمتقدم للتعاون الثنائي بين البلدين، خصوصا على المستويين الأمني والعسكري؛ وهي مؤشر على قوة العلاقة بين البلدين ومكانة المغرب كحليف كبير ومهم للولايات المتحدة الأمريكية، ليس في شمال إفريقيا فقط بل على مستوى القارة الإفريقية بأكملها”.
وأضاف القسمي، في تصريح أن “هذه الزيارة لها دلالات جيوسياسية وجيواستراتيجية مهمة تؤكد مكانة المملكة المغربية كقطب مهم للأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي، أمام ما تعيشه منطقة الساحل الإفريقي والصحراء من تدهور أمني منذ سنوات. كما تؤكد على مكانة المغرب لدى دول المنطقة ومبادراته المهمة في هذا الباب، كالمبادرة الأطلسية”.
ولفت الباحث ذاته إلى أنه “لا يمكن عزل الزيارة من حيث توقيتها عن تحذيرات سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالجزائر وكذا الخارجية البريطانية لرعايا بلديهما بخصوص خطر الإرهاب والخطف خلال الوجود في الجزائر، أمام وجود تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” و”حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا” في هذا البلد”.
واعتبر المتحدث ذاته أن “لقاء المسؤولين الأمريكيين بنظرائهم المغاربة سيشكل فرصة لاستعراض أوجه التعاون الثنائي الأمن- العسكري بين البلدين وبحث سبل تعزيزه، ومختلف التحديات التي تعيشها شمال إفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء، إضافة طبعا إلى تحضيرات التمرين السنوي “الأسد الإفريقي” التي تستضيفها المملكة والذي يعد الأكبر على صعيد القارة، دون أن ننسى الاتفاق العسكري المغربي الأمريكي الموقع سنة 2020، والذي يتضمن خريطة طريق تهم مجال الدفاع العسكري بين البلدين بهدف تعزيز التعاون العسكري بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية ضد التهديدات المشتركة”.
علاقات متميزة
قال إسماعيل أكنكو، باحث في الشؤون السياسية والدولية، إن “زيارة المسؤول العسكري الأمريكي إلى المغرب تدخل أولا في إطار العلاقات المتميزة بين البلدين، وفي سياق التعاون العسكري بينهما والتي تجسده تمارين الأسد الإفريقي كموعد سنوي أصبح تقليديا عريقا في هذا السياق”.
وأضاف الباحث ذاته، في تصريح ، أن “هذه الزيارة تسعى إلى تطوير هذا التعاون بكيفية أخرى، فضلا عن إحساس أمريكا وحلفائها بالمخاطر الأمنية التي تعيشها منطقة الساحل والصحراء الإفريقية، والتي تنطلق أساسا من الجنوب الجزائري؛ وبالتالي فهي لا يمكن أن تكون بمعزل عن الجماعات الإرهابية التي تنشط في هذه المنطقة والتي تهدد المصالح القومية لمجموعة من الدول”.
وزاد شارحا: “من الطبيعي جدا أن تتكرر الزيارات التي يقوم بها المسؤولون الأمريكيون للمغرب باعتباره نموذجا يحتذى به في مجال الأمن ومحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة والعابرة للحدود. كما أن التجربة أبانت أن الأجهزة العسكرية والأمنية المغربية كان لها السبق دائما في تفكيك الخلايا الإرهابية قبل تنفيذها لمخططاتها التخريبية؛ وهو ما جعل عددا من الدول في العالم تبحث التعاون الأمني مع المغرب نتيجة لهذا الدور الذي يقوم به”.
المصدر : هسبريس