ألقى الجفاف وندرة المياه بالمغرب بظلالهما على مربي المواشي، حيث تقلصت نسب المراعي وارتفع ثمن “العلف المحلي” وسط مناشدات للمهنيين للحكومة لتنشيط الاستيراد من الخارج.
ومع توالي سنوات الجفاف بالمملكة، أصبح مخزون الكسابين من الأعلاف على وقع النفاد؛ ما يدفعهم إلى اللجوء إلى شراء “الأعلاف الصلبة”، التي بدورها تعيش على وقع ارتفاع صاروخي في الأسواق.
وبجانب الجفاف وندرة المياه، يشتكي الكسابة بمنطقة الغرب من “تقلص أراضي الرعي أيضا بسبب ظهور زراعات أخرى استحوذت على مساحات مهمة
التعجيل بالاستيراد
قال علاء الشريف العسري، مربي ماشية بمدينة القصر الكبير، إن مدة أزيد من خمس سنوات من الجفاف ببلادنا جعلت “الكسابة يعيشون أوضاعا مزرية”.
وأضاف العسري، ضمن تصريح ، أن الكسابة يعيشون في الوقت الحالي على وقع تقلص كبير في المراعي، مع ارتفاع مهول في أسعار “العلف المحلي”.
وبيّن المهني بالقطاع أن “نقص المراعي دفع الكسابة إلى شراء الأعلاف؛ ما أضر بالفعل بميزانيتهم، وبصفة عامة حالتهم المادية”.
وأورد المتحدث ذاته أن أثمنة المواشي بالنسبة للكسابة فهي مناسبة رغم الجفاف الحاصل وارتفاع التكلفة، الأخير الذي يعود سببه إلى انخفاض العرض في الأسواق.
ولفت العسري إلى أن “منطقة القصر الكبير يعود سبب تقلص المساحات المخصصة للرعي، بجانب الجفاف، إلى ظهور زراعات جديدة؛ على غرار الأفوكا. كما أن مجموعة من أراضي “الجموع” تم تقسيمها”.
وبخصوص تأثير ندرة المياه، أردف المتحدث عينه أن “هنالك تأثيرا بليغا، حيث إن مجموعة من الآبار جفت؛ ما قلص نسب الصبيب في المياه التي توجه بالأساس لسقي زراعات الأعلاف”.
ولا بديل أمام الكسابين، وفق العسري، أمام هذا الوضع سوى التوجه لاقتناء الأعلاف من الأسواق، إذ شدد على أن الأسعار ملتهبة وصاروخية، على الخصوص الأعلاف المحلية، عكس المستوردة التي تعرف انخفاضا نوعا ما”، موضحا أن “الإشكالية الحالية تتمثل في ارتفاع العلف الخشن والصلب المحلي، بثلاثة أضعاف مقارنة بالسنة الماضية، بسبب الجفاف وأيضا غياب استيراده من الخارج”.
ودعا المهني بالقطاع الحكومة إلى “التعجيل في استيراد الأعلاف الخشنة والصلبة (التبن والفصة)، لتدارك الارتفاع الصاروخي الذي تعرفه الأسواق.
تأثير ندرة المياه
في منطقة طاطا، قال محمد المعطى، مستشار فلاحي بوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات بمنطقة طاطا، إن “الجفاف الحاصل أثر بشكل كبير على الفرشة المائية التي تستغل من قبل الكسابة”.
وأضاف المعطى، في تصريح ، أن مجموعة من الفلاحين توجهوا، منذ سنوات، إلى زراعة “البطيخ”، وبعد أن منعت السلطات هاته الزراعة بحكم استهلاكها الكبير للمياه عاد غالبيتهم لتربية المواشي، على أن يصطدموا بغلاء الأعلاف، مبرزا أن “الكساب بطاطا، الذي يرغب في إعادة نشاطه من جديد بعد توقف زراعة البطيخ، يجد صعوبات منها غلاء الأعلاف وعدم توفرها، وأيضا ندرة المياه”.
وأورد المستشار الفلاحي أن “العرض في الأسواق فيما يخص الأعلاف قد تراجع في هاته الفترة؛ وهو ما رفع في أثمنتها، التي تأتي في الأصل بفعل مضاربات البائعين”.
وشدد المتحدث ذاته على “ضرورة اتخاذ الدولة لتدابير تنويع الأعلاف في الأسواق، وتوفيرها أمام الكسابة”، مشيرا إلى أن “منطقة طاطا تعرف وضعية صعبة على الرغم من وجود تباين في المساحات المخصصة للرعي هنا، حيث توجد الجافة للغاية، وأخرى تحتوي على فرش مائية”.
ويعيش سوق الأعلاف، وفق المعطى، على وقع “ارتفاع الطلب المبكر، وتراجع حاد في العرض؛ ما يعني بشكل مباشر ارتفاع الأثمنة”، مشيرا إلى أن “رؤوس المواشي التي يرغب الكسابة في شرائها لرعيها هي الأخرى أثمنتها جد مرتفعة”.
المصدر : هسبريس