أخبارالقانون والمحاكم
بنخضراء تُشيد برعاية أوراش “الدولة الاجتماعية” لقضايا الأسرة المغربية
بحضور نسائي غفير وضيوف من إفريقيا ودول أخرى، التأمت أشغال “قمة المرأة التجمعية” في نسختها الثالثة، التي اختارت لها الفيدرالية الوطنية للمرأة التجمعية بمدينة مراكش موضوع “الأسرة وأسس الدولة الاجتماعية”، تخليدا لليوم العالمي لحقوق المرأة المحتفى به في الثامن مارس من كل سنة.
الجلسة العامة، التي توجت القمة التجمعية الثالثة للمرأة المنعقدة في مراكش، افتُتحت بخطاب طويل ألقته أمينة بنخضراء، رئيسة الفيدرالية الوطنية للمرأة التجمعية، قائلة إن “اختيار مناقشة موضوع ‘الأسرة وأسس الدولة الاجتماعية’ يندرج في إطار السياق الراهن؛ المتميز بانخراط الحكومة المغربية تحت رئاسة عزيز أخنوش في تنزيل أوراش تنموية كبرى، من أجل إرساء أسس الدولة الاجتماعية”، مضيفة بأنها “أوراش مختلفة تهدف جُلها إلى حماية ورعاية الأسرة المغربية وتحصينها؛ لأن الأخيرة هي الخلية الأساسية التي يتكون منها المجتمع”.
وتطمح فيدرالية المرأة التجمعية”، من خلال هذا اللقاء، حسب ما شرحته بنخضراء أمام 1300 مشاركة من مختلف جهات المملكة، إلى “الاعتراف بالمجهودات المبذولة من طرف جميع مكونات الحكومة خلال النصف الأول من الولاية الحكومية، في تنزيل الإصلاحات الهيكلية وأوراش التنمية المهمة التي تُنجزُ لأول مرة في التاريخ السياسي للمملكة”، مسجلة أنها “كلها تستمد مرجعيتها من التوجيهات الملكية السامية التي تضع الأسرة المغربية في صُلب اهتماماتها”.
كما اغتنمت “رئيسة التجمعيات” فرصة اللقاء الوطني لهن لتُشيد “عاليا بمجهودات المنظمات الجهوية الاثنتي عشرة، على انخراطها في النقاش التشاركي الوطني، استجابة للتوجيهات الملكية السامية التي وردت في خطاب الملك محمد السادس، بمناسبة عيد العرش سنة 2022 والذي خص المرأة والأسرة عامة باهتمام كبير، من أجل الحرص على كرامة المرأة المغربية وعلى التوازن الأسري”.
وتابعت شارحة تفاعل “فيدرالية نساء الأحرار” من خلال “توجيهات وإشراف فعلي لرئيس الحزب عزيز أخنوش وإعلانه فكرة بلورة الكتاب الأبيض للحزب أثناء النسخة الثانية لقمة المرأة التجمعية (يوم 4 مارس 2023) التي ساهمت إثرها الفيدرالية الوطنية للمرأة التجمعية بالإدلاء بدلوها في موضوع تعديل مدونة الأسرة ومراجعة نصوصها من خلال مُخرجات اللقاءات الجهوية ومواصلة النقاش بصفة دورية بإشراك المكتب السياسي وخبراء”.
وثيقة مقترحات لتعديل المدونة
أعلنت بنخضراء، في كلمتها، أنه “تم تثمين هذا المجهود الحزبي في ورش تعديل مدونة الأسرة، بإخراج وثيقة مهمة تضم مقترحات وتوصيات، استخرجنا محتواها من الواقع المُعاش ومن التحولات المجتمعية التي نعيشها”، موجهة شكرها إلى رئيس الحزب: “هذه الوثيقة (الكتاب الأبيض) نتاجُ دعمكم، ونشكركم لتيسير الاجتماعات واللقاءات التشاركية الجهوية في هذا الموضوع”.
وزادت بأنه “تم الأخذ بعين الاعتبار احترام المقدسات والثوابت المجتمعية، في اقتراح التعديلات تنفيذا للتوجيهات الملكية السديدة التي حرصتُم السيد الرئيس على تطبيقها”، مشددة على أن “حزب الحمامة” كان “مساهما قويا في النقاش المجتمعي الذي يستهدف الارتقاء بوضعية المرأة في مختلف مناحي الحياة إلى المكانة التي تستحق، حيث بادر إلى صياغة تصوراته وفق منهج يجعل من الاسرة النواة الصلبة في المجتمع والحاضنة لجميع أفرادها في إطار من التوازن والتآزر”.
“تقديرا منا للمسؤوليات الوطنية التي يشغلها الرئيس والتي كلفه بها جلالة الملك محمد السادس، فإننا لن نخوض في الموقف الذي عبر عنه الحزب في موضوع إصلاح المدونة حرصا منا على تجنب كل تأويل”، أوضحت رئيسة فيدرالية التجمعيات، التي شددت على أن “الفيدرالية الوطنية للمرأة التجمعية تعلن أنها ستواصل الانخراط في مواكبة الدينامية التي تعرفها بلادنا؛ حتى تساهم المرأة الى جانب الرجل في بناء مغرب الكرامة والتقدم، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده الداعم الأول للمرأة والساهر على حماية الأسرة”.
المشاركة السياسية للمرأة التجمعية
رحبت بنخضراء بالمشاركات القادمين من جميع أنحاء المملكة ومن “الجهة (13)”، لحضور أشغال هذا “الملتقى الوطني الحزبي المهم”، وتابعت: “نحن في لقاء سياسي حزبي لا بد من استحضار المشاركة السياسية للمرأة التجمعية والتي ساهمت الفيدرالية الوطنية للمرأة التجمعية في مواكبة النساء ومساعدتهن لتعزيز قدراتهن من خلال اللقاءات الحزبية المختلفة والاستفادة من الدورات التدريبية، خصوصا في مجال التمكين السياسي”.
ونوهت المتحدث ذاتها بـ”مبادرات متعددة تعكس القناعة الراسخة لحزب الحمامة بأهمية دور المؤسسات في التأطير والتكوين للنساء والشباب على حد سواء؛ وهي قناعة قدمنا من خلالها صورة جديدة وتاريخية في الممارسة السياسية التي تتجاوز النظرة التقليدية لمكانة المرأة في الساحة السياسية”.
“تطور التمثيلية”
حسب رئيسة الفيدرالية النسائية للأحرار، فإن “تمثيلية المرأة التجمعية عرفت تطورا مهما خلال الانتخابات الأخيرة في البرلمان المغربي، ومجالس الجھات، مجالس العمالات والأقاليم وكذلك مجالس الجماعات والمقاطعات”.
“اليوم المرأة التجمعية حاضرة في جميع المواقع والمسؤوليات”، أوردت المتحدثة مستحضرة معطيات ومؤشرات رقمية دالة، من خلال 2676 منتخبة في الجماعات، و21 برلمانية بمجلسي النواب والمستشارين، و19 رئيسة جماعة. كما أن “المرأة التجمعية هي رئيسة جهة كبرى ورئيسة الجمعية الوطنية لرؤساء الجهات، كما ترأس مجلس المدينة الاقتصادية للمملكة”، زدات بنخضراء في نبرة افتخار.
وساهمت عضوات الفيدرالية في “صياغة مخرجات مهمة لأشغال القمة الثالثة للمرأة التجمعية، من خلال مناقشة خمس ورشات متزامنة، والتي تناولت مواضيع ذات أهمية وأولوية”.
وهكذا، انكبت الورشة الأولى حول “موضوع منظومة التعليم ودورها في تحسين وضعية المرأة”، بينما الورشة الثانية قاربت موضوع “تعميم التغطية الصحية الإجبارية وتأهيل المنظومة الصحية الوطنية”، واهتمت الورشة الثالثة بموضوع “الدعم الاجتماعي المباشر لبنة أساسية لصيانة كرامة الأسرة”، ثم الورشة الرابعة قاربت “موضوع أهمية إشراك المرأة في السياسة كدعامة أساسية لترسيخ أسس الدولة الاجتماعية”. أما الورشة الخامسة والأخيرة، فسلطت الضوء على “أهمية الاقتصاد التضامني والاجتماعي كرافعة قوية لمواجهة الأزمات”.
المصدر : هسبريس