أخبارالمجتمع

حملات التبرع بالدم بالمغرب تراهن على المساجد ورمضان لتوفير 26 ألف كيس

في إطار تفعيل الشراكة التي تجمعه مع كل من مؤسسة محمد السادس للقيمين الدينيين والمجلس العلمي الأعلى ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، أطلق المركز الوطني لتحاقن ومبحث الدم حملة وطنية للتبرع بالدم خلال شهر رمضان، وفق جدولة زمنية محددة، تغطي جميع جهات وأقاليم المملكة، وتستهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي من هذه المادة الحيوية خلال هذا الشهر والحصول على أزيد من 26 ألف كيس من الدم على غرار حملات السنوات الفارطة.

وحسب المعطيات المتوفرة لجريدة هسبريس الإلكترونية، فإن عدد المتبرعين بهذه المادة الحيوية خلال شهر رمضان عرف تطورا مهما ما بين سنتي 2013 و2023، باستثناء فترة جائحة كورونا التي انخفض فيها هذا العدد؛ فقد انتقل عدد الأشخاص المتبرعين من 20 ألف متبرع سنة 2013 إلى قرابة 27 ألف متبرع برسم السنة الفارطة، فيما بلغ هذا العدد أكثر من 29 ألفا خلال سنة 2019.

في هذا الصدد، قالت نجية عمراوي، مديرة المركز الوطني لتحاقن ومبحث الدم، إن “حملة التبرع بالدم في شهر رمضان تتم خلال الفترة المسائية بعد الإفطار”، مشيرة إلى أن “هذه الحملة بدأت منذ سنة 2012 بشراكة مع كل من مؤسسة محمد السادس للقيمين الدينيين ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وكذا المجلس العلمي الأعلى، على أساس أن هذا الشهر كان قبل هذه السنة يعرف نقصا حادا في عدد المتبرعين؛ ولكن بعد هذه الشراكة أصبحنا نحقق الاكتفاء على الصعيد الوطني”.

وأضافت عمراوي، في تصريح لهسبريس، أن “حملة هذه السنة، التي تغطي مختلف جهات وأقاليم المملكة، تستهدف أولا تحقيق الاكتفاء الذاتي من الدم والحصول على أزيد من 26 كيس دم، أكثر من 16 ألفا منها بالمساجد”، موضحة أن “الحملات الرمضانية الخاصة بالسنوات الفارطة تجاوزت بكثير الأهداف المتوخاة من ورائها، باستثناء فترة جائحة كورونا التي أغلقت فيها المساجد بسبب تطورات الحالة الوبائية آنذاك؛ وهو ما يعبر عن تشبث المغاربة بمبدأ التضامن فيما بينهم”.

ولفتت مديرة المركز الوطني لتحاقن ومبحث الدم إلى أن “حملة التبرع بالدم خلال رمضان يتم التحضير قبل هذا الشهر، عن طريق اجتماع يتم بين مؤسسة محمد السادس للقيمين الدينيين والمركز الوطني لتحاقن ومبحث الدم، وبعد ذلك يتم التنسيق بين المراكز الجهوية والمندوبيات الجهوية للأوقاف والمجالس العلمية الجهوية والمسؤولين الجهويين لمؤسسة محمد السادس من أجل جرد المساجد التي ستستهدفها هذه الحملات والمصادقة على البرنامج الوطني”، مشيرة إلى أن “هذا الأخير يخضع للتعديل حسب الحاجة، كما يخضع إلى تقييم نصف شهري وآخر نهائي لعرض الحصيلة والعمل على تطويره”.

وبيّنت المسؤولة ذاتها في حديثها مع هسبريس أن “الحاجة اليومية من الدم على المستوى الوطني تُقدر بأكثر 1000 كيس؛ غير أن هذه الحاجة قد تختلف من يوم إلى آخر أو شهر إلى آخر، حيث إن بعض الفترات قد نحتاج معها إلى أكثر بكثير من هذه الكمية والعكس صحيح”.

وحول أهمية إشراك الجمعيات المهتمة وفعاليات المجتمع المدني في هذه الحملات، شددت عمراوي على أن “مركز تحاقن ومبحث الدم أطلق، في سنة 2014، شعار: “التبرع بالدم مسؤولية الجميع”. وعليه، فإن الكل مسؤول على هذا المستوى، سواء المواطنين أو جمعيات المجتمع المدني المختصة منها وغير المختصة، حيث إن أدوار مختلف المتدخلين ذات طابع حيوي وضروي في هذا الصدد، إذ يساهمون بنسب مهمة في إنعاش المخزون الوطني من الدم وفي التحسيس والتوعية بأهمية التبرع بهذه المادة الحيوية باعتباره واجبا وطنيا وإنسانيا”.

وتوجهت المصرحة لهسبريس نيابة عن جميع المرضى بـ”الشكر الجزيل إلى كل من يساهم من قريب أو من بعيد في توفير أكياس الدم للمرضى المحتاجين لهذه المادة الحيوية ولشركاء المركز في هذه الحملة، إضافة إلى الجمعيات المختصة في هذا المجال والجمعيات الأخرى وإلى كل الساهرين على هذه الحملة”، مشيرة إلى “دور الإعلام في نشر ثقافة التبرع بالدم وإيصال المعلومة الصحيحة في هذا الصدد”.

المصدر : هسبريس

إغلاق