أخبارالتكنولوجيا
مبتكر مغربي يراهن على التنافس الدولي في سوق الطيران المدني والعسكري
أربع سنوات كانت كافية ليضع ابن واد زم عبد الرحمن العيساوي خطوة كبيرة في حلمه بصناعة الطائرات، حيث أسس شركة تحت اسم “عيساوي أيركرافت”، وتمكن من صناعة طائرتين؛ الأولى مدنية، والثانية لأهداف عسكرية تنافس قدرات “بيرقدار” التركية.
يحمل عبد الرحمن على عاتقه هم توفير قاعدة صناعية محلية تمكن المغرب من منافسة اللاعبين الدوليين البارزين، ويضع خدمات شركته الناشئة وشغفه بالميدان لما يصل إلى 23 سنة من البحث والتطوير في مجال الطيران، بين يدي بلده.
وخلال هاته السنوات كلها، تمكن العيساوي، أو “الناسا” كما يلقب في مدينة واد زم، من صنع طائرتين؛ الأولى مدنية بخمسة مقاعد، مختصة في النقل، سرعتها القصوى تصل إلى 350 كم في الساعة، صنعت من “مواد مركبة متقدمة”، وفق العيساوي.
الطائرة الثانية لأهداف عسكرية واستخباراتية، وهي من صنف الطائرات الموجهة عن بعد، مجهزة برادار “Lynx” متعدد الأوضاع الثوري، وهو نظام متقدم ومستشعر كهروضوئي.
“مسيّرة” مغربية
“من يمتلك الجو يمتلك البحر”، يقول عبد الرحمن العيساوي، الرئيس المؤسس المدير التنفيذي لشركة “عيساوي أيركرافت”، خلال تقديمه للطائرة العسكرية التي تحمل اسم “سوبر ليدر”، موردا أنها “من الجيل القادم من أنظمة الطائرات الموجهة عن بعد (RPAS)، التي توفر الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع المستمر (ISR)”.
وقال العيساوي إن “سوبر ليدر هي طائرة أكبر وأثقل وأكثر قدرة، تم تصميمها للطيران في الأفق وأيضًا في جميع أنواع الطقس والاندماج بأمان في المجال الجوي المدني، مما يمكّن القوات المشتركة والسلطات المدنية من توفير الوعي الظرفي في الوقت الفعلي في أي مكان”.
وعن مميزات رادار “Lynx”، يبين المؤسس المدير التنفيذي لشركة “عيساوي ايركرافت” أن “الطائرة مجهزة برادار Lynx متعدد الأوضاع الثوري، وهو نظام متقدم مستشعر كهروضوئي، (الأشعة تحت الحمراء) (EO/IR)، يتميز بجناح أطول يبلغ 82 قدما (حوالي 25 مترا)، ويوفر صورا عالية الجودة من داخل السحب سواء ليلا أو نهارا”.
وتمتاز “سوبر ليدر”، وفق ابن واد زم “بالإضافة إلى قدرتها على التحمل الرائد في الصناعة وقدرات المراقبة المتفوقة، بتصميم للمراقبة طويلة الأمد والمراقبة على ارتفاعات عالية واستيعاب المزيد من الحمولة والأداء والكفاءة والفعالية”.
ولا يقف طموح العيساوي عند هذا الحد، فمنافسة “بوينغ” و”لوكهيد مارتن” الأمريكيتين، ومسيرات “بيرقدار” و”أكنجي” التركية، هو الهدف الثاني للشركة الناشئة، فـ”سوبر ليدر” التي ستحتوي على محركين قويين، وأنظمة إزالة الجليد، يثق مصنعها بتحقيق هذا الهدف، و”تقديم خدمة كبيرة لرمال الصحراء المغربية”، وفق تعبيره.
“سونشاين” للمسافرين
في الشق المدني، بين المتحدث أن الطائرة المدنية التي تم تصنيعها، والتي تحمل اسم “سونشاين”، تستطيع حمل خمسة من الراكبين، مع وزن للإقلاع يتعدى ألف كلغ، مشيرا إلى أنه “باستخدام المواد والتقنيات المتقدمة، قامت شركة العيساوي بإنشاء هذه الطائرة لتكون أكثر أمانا، وأسرع، وأكثر راحة من أي طائرة شخصية على الإطلاق”.
وأضاف أن “التصميم البسيط والمبتكر يحتوي على شكل داخلي مريح يستحق أن يكون سيارة فاخرة، وشاشة عرض متعددة الوظائف لتوفير وصول أسرع إلى معلومات أوفر”.
وتابع قائلا: “المقصورة الأنيقة مع وسائل الراحة العصرية، هو عنوان الطائرة، حيث تدمج المقصورة بسلاسة بين الفخامة والأناقة والتكنولوجيا والراحة مع بيئة العمل المستوحاة من السيارات والمقاعد عالية الأداء ووسائل الراحة العصرية المختلفة”.
وتحتوي الطائرة على “أدوات للتحكم بسهولة في متناول اليد، مع إضاءة دقيقة في كل منطقة قدم، وأخرى علوية في الأمام والخلف، والثالثة، خاصة بالقراءة”.
يتكلم صاحب “عيساوي إيركرافت” بكامل الثقة بأن طائرته المدنية ستكون الأفضل عبر العالم في هذا الصنف، قائلا: “ستكون طائرتنا أسرع وأكثر موثوقية وأكثر راحة من أي طائرة أخرى في السوق الدولية”.
وفي الواقع، فطموح ابن واد زم كبير، إذ يريد تأسيس شركة ثانية متخصصة تحت اسم “نورت لارج أيرو سبيس” لصناعة طائرات الركاب المدنية ذات الحجم الكبير والثقيل، وأيضا مقاتلات عسكرية، وأخرى خاصة بالنقل العسكري.
وشدد العيساوي على أن “تأسيس هاتين الشركتين سيساهم في تعزيز القدرات العسكرية لبلادنا، وحماية الأمن القومي الصناعي، وتحقيق المزيد من مناصب الشغل”، مؤكدا أن “هدفه هو تحسين طائراته حتى يحصل على الاعتماد والتصنيع والتشغيل التجاري مع وضع حلم منافسة الشركات العالمية”.
المصدر : هسبريس