سياسة وعلاقات دولية
خبير يربط المستقبل الأوروبيّ بالأمن والتنمية في الفضاء المغاربيّ
قال تيري دو مونتبريال، الرئيس المؤسس لمنظمة “World Policy Conference” رئيس المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، إن هناك حاجة ملحة لتكون أوروبا قوية أمام قوتين لهما وزن كبير في العالم، هما الصين والولايات المتحدة الأميركية.
وأضاف في افتتاح أشغال الدورة الـ 12 من مؤتمر السياسة العالمي، في مدينة مراكش، أن الوضعية الدولية مقلقة جداً لأن هناك عددا من عوامل الخطر في العالم.
وفي نظر دو مونتبريال فإن القارة الأفريقية لا تخرج عن هذا الوضع بالنظر إلى ما يقع في دول الساحل الذي يمكن أن يتطور إلى خطر أكبر، مشيراً إلى أنه من الضروري توقع أكثر الفرضيات مأساوية من أجل تجنبها.
وعن تطرق النسخة الثانية عشرة من المؤتمر لمواضيع من بينها الصين، قال دو مونتبريال إن “هذا البلد صاعدٌ وله طموح دقيق يتمثل في أن يصبح القوة الأولى عالمياً في أفق 2049، وهذا التاريخ يتزامن مع الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين”.
وأوضح أن “الصين تريد تحقيق طموحاتها على المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية، وهذا مترجم اليوم في تنافس قوي مع الولايات المتحدة الأمريكية”.
وفي نظر الخبير الفرنسي ذاته، يتوجب على القوى المتوسطة أن “تعي هذا الواقع الدولي من أجل التحكم في مستقبلها”، وهنا شدد على “أهمية الاتحاد الأوروبي لأن وجود أوروبا قوية يمكن أن يكون لها وزن أمام قوتين إمبرياليتين، الصين وأميركا، في تنافس مستمر بخصوص العقود المقبلة، ناهيك عن العملاقين الهند واليابان”.
واعتبر دو مونتبريال أن “أمن أوروبا يرتبط ارتباطاً وثيقاً بأمن حدودها”، وقال إنه من بين أولئك الذين يرحبون في هذا الصدد باحتمال حدوث تقارب مع روسيا.
وشدد المتحدث على أن “أمام الاتحاد الأوروبي سنوات عديدة ليصل إلى ممارسة سياسة خارجية مشتركة”، لكنه لا يرى “حاجة للانتظار طويلاً للعمل معاً لتعزيز التنمية والأمن لدى جيراننا في الجنوب، مثل بلدان المغرب الكبير والساحل، لأن مصيرها يرتبط بمصيرنا”.
وزاد دو مونتبريال قائلاً: “إذا كنا نجتمع اليوم للمرة الخامسة في المغرب، فلأننا مقتنعون بهذه الحقيقة ونرى البناء المشترك للأمن بين الشمال والجنوب بمثابة مساهمة إيجابية لفائدة المنتظم الدولي ككل”.
جدير بالذكر أن المؤتمر افتتح بمشاركة عدد من الشخصيات من عوالم السياسة والاقتصاد والإعلام، أمس السبت، بالإضافة إلى أكاديميين وخبراء وباحثين من مختلف دول العالم.
ويسعى هذا المؤتمر إلى الإسهام في حفز عالم أكثر انفتاحاً ورفاهاً وإنصافاً، من خلال التفكير في أقلمة سلمية لتنظيم العلاقات بين الدول على كافة المستويات في احترام للثقافة وللمصالح الرئيسية لكل أمة، وتتناول أشغاله، على مدى ثلاثة أيام، مواضيع تتعلق بتحديات التكنولوجيا في المجتمع والسياسة، والقوى السيبرانية، والطاقة والبيئة، بالإضافة إلى الآفاق الاقتصادية والسياسية، والتجارة.
وسيناقش المحاضرون مواضيع تتعلق بأوروبا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وإفريقيا، بالإضافة إلى التوجهات السياسية الخارجية الجديدة بشرق آسيا، والصعود القادم للصين.
(هسبريس)