الصحة والطبشؤون دينية
مساجد المغرب ترفع الإقبال على التبرع بالدم .. والمخزون لا يتجاوز ثلاثة أيام
لا يزال رهان تحقيق الاكتفاء الذاتي من مخزون الدم، بوصفه مادّة حيوية، خلال شهر رمضان، والحصول على أزيد من 26 ألف كيس من الدم، مرفوعاً بعد مرور نحو أسبوعين. وهذه الفترة ستكون بلا شك فاصلة في “رفع الإقبال على التبرع”، لاسيما بعدما تمّ وضع جدولة زمنيّة جديدة ومحددة، تستثمر الفترة المسائية بعد الإفطار، في ظل مجموعة من الشراكات التي تعزز هذا الرهان.
وحسب معطيات سابقة لهسبريس، فإن عدد المتبرعين بهذه المادة الحيوية خلال شهر رمضان عرف تطوراً مهماً بين سنتي 2013 و2023، باستثناء فترة جائحة “كورونا”، التي انخفض فيها هذا العدد؛ إذ انتقل عدد الأشخاص المتبرعين من 20 ألف متبرع سنة 2013 إلى قرابة 27 ألف متبرع في السنة الفارطة، فيما بلغ هذا العدد أكثر من 29 ألفا خلال سنة 2019.
مديرة مركز تحاقن الدم بالدار البيضاء، آمال دريد، أوضحت أن “تكيف المواطنين مع شهر رمضان، بعد مرور أسبوعين منه، جعل مراكز تحاقن الدم تعرف تدفقاً أكبر، لاسيما بعد النشرات الإعلامية والحملات المتواصلة الداعية إلى التبرع”، مشيرةً إلى أن “المخزون يشهد حالياً زيادة طفيفة، ولكن بسبب الاستعمال الكبير لهذه الكميات فالمخزون لا يتجاوزُ يومين أو ثلاثة أيام”.
وحسب المعطيات التي قدمتها دريد لهسبريس، فإنه من أجل تكثيف جمع الأكياس، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، لجأ المركز إلى مؤسسات الدولة، من قبيل القوات المساعدة والمديرية العامة للأمن الوطني وغيرهما، فضلا عن فعاليات المجتمع المدني، في محاولة لتجديد المخزون، حتى يكون لديها احتياطي كاف من المادة يغطي شهر رمضان كاملا، وأيضاً أيام العيد التي تعرف انخفاضاً كبيراً في المخزون سنوياً”.
وتابعت قائلة: “تم تفعيل برنامج، بتعاون مع مشجعي نادي الرجاء، لتلقي متبرعين بشكل يومي على مدار الشهر”، لافتةً إلى تسخير شراكة مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لجمع التّبرعات كل مساء خلال هذا الشهر، خصوصاً بمساجد جهة الدار البيضاء سطات بصفتها أكثر جهة تعرف عددا مهمّا من المتبرعين”. وأضافت أن “المراكز الجهوية للتبرع بالدم تفتح أبوابها يوميّا، بما في ذلك السبت والأحد، بعد الإفطار في انتظار قدوم المتبرعين”.
ودعت المسؤولة عينها عموم المواطنين إلى “المسارعة بالتبرع خلال هذا الأسبوع، وتكثيف العملية بقوة في الأسبوع الأخير من شهر رمضان على أن تتواصل بلا توقف طيلة السنة لأن الدم يعد مادة أولية وحيوية ليس لها بديل بالصيدليات والمدخر الوحيد هو الإنسان”، مبرزة أن “الحاجة إلى هذه المادة لا تتوقّف، خصوصاً أننا نحتاج نحو 500-600 كيس يوميا”.
واسترسلت قائلة: “إطلاق النداء التحسيسي لغرس ثقافة التبرع بالدم لدى المغاربة، الذين لم تصل نسبتهم بعد إلى 1 في المائة، وهو الحد الأدنى الذي حددته منظمة الصحة العالمية، في حين أن معدل المتبرعين بالدم يجب أن يكون حسب المنظمة عند حدود 3 في المائة”، لافتة إلى أن “جهة الدار البيضاء سطات تعرف استثناء، فقد وصلت إلى 1.45 في المائة بفضل حملات التواصل واستراتيجية القرب المتنقلة والثابتة الموجودة حاليا بجميع مدن الجهة، والتي تحتاج إلى تعميم”.
المصدر : هسبريس