أخبارالثقافة والفن
معنينو يستعرض كيفية تعامل المغاربة مع التدخين قبل أزيد من 400 سنة
تاريخ لدخول التدخين إلى المغرب سلّط عليه الضوء الإعلامي المهتم بتاريخ المغرب محمد الصديق معنينو، في أحدث حلقات برنامجه الرمضاني الذي تعرضه هسبريس، حيث قال إن “ظاهرة التبغ وبداية التدخين في المغرب كانت في نهاية عهد المنصور الذهبي ونجاحاته”، حيث أرسلت دول إفريقية إلى البلاد هدايا على الأفيال، ووصلت إلى مراكش، وكان مسيّروها من المدخنين.
وجاء في الحلقة التاسعة من “تاريخنا مع الصديق معنينو” أن قدوم الأفيال خلق ضجة كبيرة في صفوف الناس الذي قدموا لمشاهدة هذه الكائنات بمراكش، وأُعجب السلطان بها وأرسلها إلى فاس ودخلتها سنة 1659.
وتابع الإعلامي متحدثا عن “أزيد من 400 سنة من دخول ‘الدخان’ إلى المغرب، وما وقع من اختلاف بين حرمته من عدمها؛ فقال غالبية الفقهاء، إن لم يكن جميعهم بمنعه، ووصفوا نبتته بنبتة الشر”.
هكذا “منعت نبتة التبغ بالمغرب، واعتبر زارعها مرتكبا ذنبا فاحشا، فانتقل التدخين إلى السر في الدور والحوانيت والنْزهات (نُزهات جماعية في البرية والمناظر البيئية)، لكن بعد اضطراب وفاة المنصور وصراع الزعامات المحلية تجددت الزراعة وعلنية التدخين بل والتصدير، وصار بعض العلماء يدخّنون، فوقع تساهل، وظهرت فتاوى لا ترى الأمر حراما”، وهو ما تلاه “تطور التدخين مع الوقت، ووسائله؛ مثل السبسي”، بحسب المتحدث ذاته.
واهتمت الحلقة الجديدة أيضا بالذهب في تاريخ المغرب، حيث كان “نادرا، وكان البحث عنه في الخارج”؛ فـ”منذ القرن الثاني عشر كان المغرب يستورد الذهب، وفي نهاية القرن 16 عشر وصلت إلى البلاد 60 قنطارا منه، عبر قوافل تجتمع من مناطق أخرى في إفريقيا بتومبوكتو، ومن ثمّة إلى المغرب. ويصل الذهب ذو الجودة العالية من تشاد، حسب مصادر إنجليزية. وبعد معركة وادي المخازن ارتفعت قيمة الذهب في البلد”.
وواصل الصديق معنينو: “كان السعديون يتبعون سياسة السرية حول الذهب المخزون، وموعد خروج القوافل، ونوعية حمولتها، لكن رغم هذا تكشف مصادر إنجليزية وقوع تهريب للذهب بدون علم السلطات المغربية، ففي سنة 1580 انطلقت سفينة من المغرب محملة بالسكر إلى لندن، وغرقت في الوادي، ولما أُخرجت الصناديق، وجدوا تحت السكر الذهب المهرّب”.
ووضّح المتحدث أن “عامل الذهب كان حاضرا في الاحتلال الأجنبي للشواطئ المغربية (…) وكان هذا هاجس البرتغاليين؛ ولما علموا أن الذهب يأتي من تشاد والنيجر وتومبوكتو قالوا ألّا حاجة لانتظار وصوله إلى مراكش ثم للبحر الأبيض المتوسط، وهذا كان من أسباب احتماء تلك المناطق (المسلمة) بالسعديين للحماية من تغلغل النصارى”.
وتلا هذا العهدَ تطور “حرب الطرقات” بين أطماع بلدان أوروبية ومحاولات استعادة طرق التصدير المغربية، والرغبة التركية في توجيه حمولات القوافل إلى إسطنبول؛ علما أن المغرب كانت له في القرن السابع عشر تجارة كبيرة مع الخارج، رغم احتلال بعض سواحله، وفق المصدر ذاته
ومع غنى القرن السابع عشر بالأحداث وصراعات السلالات والزعامات، نبّه محمد الصديق معنينو إلى “الاستمرارية الحضارية للمغرب؛ فعندما تلي الدولة سابقتها تستمر أسس الحضارة المغربية، والإنسية المغربية، والتفكير المغربي”، فقد توقف العثمانيون في الحدود المغربية، و”كانت الدولة الأمة الوحيدة في شمال إفريقيا هي المغرب، بسلطان وحكومة وعملة خاصة، وكان الحكام في باقي دول الجوار أتراكا، وكانت الصلاة عندهم تقام باسم حاكم إسطنبول”.
المصدر : هسبريس