أخبار
دلالات دعوة الملك كقائد وحيد من خارج المنطقة في حفل تنصيب رئيس السنغال
يواصل المغرب حصد عوائد تكريس عقيدته الدبلوماسية في التزام الحياد وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، خاصة الشريكة؛ فبعدما خطت السنيغال نهر التوتر بسبب جدل الانتخابات، من خلال فوز الشاب باسيرو ديوماي فاي، جاء حفل تنصيبه لتحضر الرباط فيه، الدولة الوحيدة خارج المنطقة.
ومثّل عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، العاهل المغربي الملك محمد السادس، أمس الثلاثاء، في حفل تنصيب الرئيس السنغالي الجديد، الذي وجه دعوة للملك، كقائد وحيد من خارج منطقة الساحل وغرب إفريقيا.
وتعد العلاقات المغربية السنغالية ذات بعد تاريخي حرص فيها قادة البلدين، منذ زمن بعيد، على استحضار أواصر الاحترام والمودة، والتضامن؛ في وقت ارتقت هاته العلاقات إلى مستويات كبيرة خلال فترة الرئيس السابق ماكي صال، والتي يبدو أن ديوماي فاي حريص على استمرار نموها.
وتحرص المملكة المغربية على تجنب الدخول في شؤون شركائها الذين يواجهون فترات عصيبة؛ وهو ما يعود عليها بالكثير من العوائد. ولعل منطقة الساحل أكبر دليل، وفق مراقبين، حيث “تستعد الرباط لحمل مشعل خروج هاته الدول من أزمات ما بعد الانقلابات عن طريق مبادرة الأطلسي”.
وقال إبراهيم زين كونجي، خبير في الشؤون الإفريقية، إن “العلاقات التي تجمع المغرب والسنغال هي قوية للغاية، كما هو الحال لدى غالبية علاقات الرباط مع الدول الإفريقية”.
وبيّن كونجي، ضمن تصريح لهسبريس، أن شريط الساحل، على الخصوص، له “علاقات ودية مع المملكة المغربية”، مشيرا إلى أن “مبادرات عظيمة تشكر عليها الرباط، تقدم الكثير للشعوب الإفريقية”.
وتابع الخبير في الشؤون الإفريقية: “العلاقات بين المغرب والدول الإفريقية عميقة، وتمتد على مرور السنين. وبالطبع، ستكون أقوى مما كانت عليه مع الرئيس الجديد”.
وأورد المتحدث ذاته أن البلدين لهما روابط شعبية قوية، وكلاهما يمتلكان خصال الكرم والإحسان للضيف، مشيرا إلى أن “الجالية المغربية في السنغال ترى نفسها مستمتعة في هذا البلد”.
من جانبه، قال أحمد صلحي، أستاذ باحث في الشؤون الإفريقية بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، إن استمرار المغرب في سياسة الحياد وتجنب التدخل في شؤون الدول الأخرى عنوان “حضوره في حفل تنصيب الرئيس السنغالي الجديد”.
وأضاف صلحي، ضمن تصريح لهسبريس، أن هذا نهج عام للسياسة الخارجية المغربية التي ينسجها ويسيرها ويرأسها العاهل المغربي محمد السادس، والتي لا تنحصر فقط على البلدان التي تعيش أزمات، بل الجميع.
وأوضح المتحدث ذاته أن “كل بيانات الخارجية المغربية، التي تأتي بتعليمات ملكية، تحرص، في جميع الأزمات التي تعرفها العديد من الدول، على مبدأ الحكمة وتجنب التدخل في الشؤون الداخلية والحياد”، لافتا إلى أن “أزمات الساحل الإفريقي كانت تجسيدا واضحا”.
وزاد الأستاذ الجامعي المتخصص في الشؤون الإفريقية: “المغرب في تعامله مع الدول الشريكة التي تعيش أزمات، سواء سياسية أو أمنية، يضع رهان السلم الاجتماعي ويدعو مختلف الفرقاء إلى هذا الرهان، مع استحضار مبدأ الحكمة؛ وهو ما تحقق في السنغال”.
المصدر : هسبريس