أخبارالثقافة والفن
دراسة تستشرف مستقبل البحث العلمي في التاريخ القديم لمنطقة شمال إفريقيا
حصيلة جديدة تعزّز تراكم البحث والتفكير في تاريخ شمال إفريقيا القديم بالجامعة المغربية، صدرت عن كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة ابن زهر بأكادير، بعنوان “خمسون سنة من البحث في تاريخ شمال إفريقيا القديم – رؤى متقاطعة”، إهداءً إلى أستاذ التاريخ القديم محمد مصطفى بودريبيلة.
وفي سعي تقييم حصيلة البحث في تاريخ وآثار شمال إفريقيا القديم، تشخّص أبحاث الكتاب الجماعي الإنتاج و”تستشرف المستقبل”، مع التركيز على محاور وموضوعات ظلت “هامشية أحيانا أو لم تحظ بما تستحقه من عناية أخرى”، مع التنبيه إلى أنه رغم تطور الاهتمام بهذا التخصص، إلا أن هذه المادة ما تزال “فتية” في مرحلتها “الجنينية” ضمن مقررات التعليم بالجامعات والمعاهد العليا المغربية بصفة عامة، والبحث العلمي بصفة خاصة.
نسّق هذا العمل الباحثون: البشير أبرزاق وحميد عرايشي ومحمد بوعجاجة، وشارك فيه كل من الباحثين: عبد العزيز أكرير، محمد العساوي، محمد مصطفى بودريبيلة، محمد اخريزي، خديجة قمش، عادل حلحول، سلامة أو سليمان، عبد المجيد أمريغ، رتيبة ركلمة، سمير أيت أومغار، نور الدين ازديدات، مهني السالك، ماجدة بنحربيط علمي، عبد الغاني السراضي وعبدالسلام بحاج
يقف الكتاب عند أركيولوجيا وإسطوريوغرافيا شمال إفريقيا القديم، وإشكال التأويل في المقاربة الأثرية لتاريخ المغرب القديم، ويبحث في نصف قرن من البحث في تاريخ الكيانات السياسية المنظمة على النمط الملكي بشمال إفريقيا القديم من عبد الله العروي في “مجمل تاريخ المغرب” الصادر سنة 1970 إلى أطروحة فيرجيني بريدو الصادرة سنة 2020.
كما تهتم الدراسات بموضوع الانتقال من المعرفة العالمة إلى المعرفة المدرسية في تدريس تاريخ وتراث مغرب العصر القديم بالمؤسسات التعليمية المغربية، والمجال والإنسان وإشكالية الهوية في شمال إفريقيا القديم، من خلال الحياة اليومية لإنسان ما قبل وما قُبيل التاريخ انطلاقا من نماذج للفن الصخري، ومواضيع من قبيل المراحيض بوليلي خلال الاحتلال الروماني، والعلاقات مع الجوار، والوصفات الغذائية والعلاجية، فضلا عن علاقة شمال إفريقيا القديم بالقوى المتوسطية، وإشكال علاقات “المحليين” و”الوافدين”.
ويرصد الكتاب التزايد المستمر في الاهتمام بتاريخ وآثار شمال إفريقيا القديم بالجامعات والمعاهد العليا المغربية، مقارنة بما شخصه عبد الله العروي منذ أزيد من نصف قرن في “مجمل تاريخ المغرب”، ثم يستدرك منبها إلى أن هذا التراكم الكمي يتطلب “مصاحبته بوقفات تأملية، ليس بهدف التقويم وتقديم الحصيلة فحسب، بل من أجل التشخيص والتوجيه كذلك”.
أعمال هذا المؤلّف الذي يقف عند نصف قرن من الإنتاج الأكاديمي حول تاريخ شمال إفريقيا القديم، أهديت إلى أستاذ هذا التاريخ وتاريخ بلاد الرافدين والحضارة المصرية والشرق الأقصى المعاصر وتاريخ وتراث جنوب المغرب محمد مصطفى بودريبيلة، الذي أطّر ثلاثة أجيال من الطلبة في مواد متنوعة، وتركزت أبحاثه على “تاريخ وآثار شمال إفريقيا القديم، ولا سيما ما يتصل بالوجود الأمازيغي والقرطاجي في المنطقة”.
المصدر : هسبريس