أخبار

مهنيو الإرشاد السياحي في المغرب يحذرون من تفشي الابتزازات والنصب

تفاعل مهنيون في مجال الإرشاد السياحي مع عملية الابتزاز التي تعرضت لها سائحة أجنبية بالمدينة العتيقة في فاس من طرف شخص انتحل صفة مرشد سياحي، معتبرين أنها “شجرة تخفي غابة غير عادية يتحرك داخلها بكثير من الطمأنينة مئات المرشدين الوهميين، الذين يمارسون كل أشكال العنف تجاه السياح”، مؤكدين أن هؤلاء “يسيئون أيضا للمرشدين غير النظاميين الذين يتوفرون على كفاءة ميدانية حاولت الدولة استيعابها”.

ولأن العمل الميداني أصبح “شرطا في تأطير المهنة”، فإن المرشدين الذين يتخذون هذه المهنة “عملا نهائيا” لكن “بدون اعتماد رسمي”، صاروا يشتكون في “السنوات الأخيرة من دخول أشخاص إلى المهنة ليست غايتهم ممارسة هذا العمل بقدر ما يسعون إلى الابتزاز والنصب”، الأمر الذي أطلق الثناء على “العمل الذي تقوم به الشرطة السياحية في التنظيم”، على الرغم من أن “التأطير يتم خارج هذا الأفق، ويحتاج حلا نهائيا”، وفق المهنيين.

تغير سياق تاريخي

جمال السعدي، الرئيس السابق لفيدرالية المرشدين السياحيين بالمغرب، قال إن “موضوع المرشدين غير النظاميين كان دائماً مصدر قلق بالنسبة للمهنيين، لكون جزء منه أصبح يشوش على مصداقيّة الإرشاد السياحي، باعتبار المرشد هو واجهة المملكة أمام السياح الأجانب الذين يزورون المغرب”، ملحّا على “ضرورة التعاطي بجدية وبكثير من العقلانية مع هذه المشكلة، في أفق محاصرتها والقضاء عليها نهائيّا لنضمن تحصين المجال من الدخلاء”.

وشدد السعدي، ضمن تصريح لهسبريس، على أن “التقليص من هذه المسألة رهين بتوفر إرادة سياسية وبسنّ قوانين صارمة لا يكون فيها أيّ هامش للاستثناء”، مسجّلا أن “الوضع أصبح يتجه نحو الخطر بالنظر إلى وجود ممارسات تجعل هؤلاء عاملين مع البازارات أكثر من أي شيء آخر”، وزاد: “من الصعب في الوقت الحالي القضاء على هذه الظاهرة مادام الهدر المدرسي متواصلا، لأن كل من يغادر المدرسة في المدن السياحية يتخذ من الإرشاد مهنة”.

وأكد الرئيس السابق لفيدرالية المرشدين السياحيين بالمغرب أن “السياق التاريخي الذي ظهرت فيه هذه المسألة خلال الستينات من القرن الماضي مع الصبيان الذين كانوا يرافقون السياح وتحولوا لاحقا إلى مرشدين غير نظاميين، تغير كثيرا بالنظر إلى ما تعرفه المهنة اليوم من تنظيم وتدبير صارمين”، منبها إلى “صعوبة السياق اليوم في ظل وجود الرغبة في الربح السريع بدون مجهود، حتى لو كان ذلك على حساب مهنة أصبحت منظمة ومؤطرة بموجب القانون”.

تصويب المسار

أمينة آيت براهيم، الكاتبة العامة لنقابة المرشدين السياحيين، قالت إن “العنف الذي صار يمارس على السائح الأجنبي من طرف فئة من المرشدين المزيفين، صار يستدعي تكثيف المراقبة أكثر من أي وقت مضى”، مسجلة أن “العديد منهم مع الأسف لديهم تجربة مهنية رائعة ومرجعية لا يمكن الاستهانة بها، لكن بعضهم يسيء للجميع، خصوصا وأن وضعيتهم ليست مؤهلة كفاية لممارسة الإرشاد بالنظر إلى التنظيم الذي يخضع له هذا القطاع بالمغرب ومواصلة جهود تقويته وتحصينه”.

وأضافت آيت براهيم، في تصريح لهسبريس، أن “المجال أصبح مستباحا للغاية بشكل يتضمن تمييعاً عاليا، خصوصا في ظل أن نسبة من هؤلاء يحدثون مواقع إلكترونية تقوي حظوظهم أمام المرشد المعتمد الذي يشتغل في إطار رسمي ونظامي ويحترم القوانين المعمول بها”، مسجلة أن “تأهيل الكفاءات الميدانية يتعين أن يجد حلاّ للأشخاص ذوي السوابق، لأن الطريقة التي نعاين بها كيف يتم إحراج السياح على مستوى المدينة العتيقة بمراكش وبمدن أخرى، مثيرة للقلق”.

ولفتت الكاتبة العامة لنقابة المرشدين السياحيين إلى “الحماية التي يخص بها بعض المهنيين هذه الفئة من المرشدين، نظرا لتبادل المصالح، ونحن لدينا كمتتبعين معارف داخل هذه الفئة ونتفهم ظروف العديدين منهم، غير أن الأمور لا بد أن تكون واضحة ومنظمة حتى نستطيع تصويب مسارها”، خاتمة بأن “المرشدين غير النظاميين الذين التحقوا بالمهنة رسميا في السنوات الأخيرة يحتاجون بدورهم إلى تكوين مستمر”.

المصدر : هسبريس

إغلاق