أخبار
“المياه والغابات” تطلق حملة تمشيطية واسعة لتعقب “قط السرفال” النادر بطنجة
تسارع الوكالة الوطنية للمياه والغابات تعقب آثار “قط السرفال”، أو ما يعرف بـ”القط الأنمر”، الذي ظهر عبر شريط على جنبات “غابة سلوقية بكاب سبارطل” ضواحي مدينة طنجة، ومازال طليقا إلى حدود اللحظة؛ مؤكدة أن “سبب ظهوره في هاته المنطقة غير معروف إلى حد الآن؛ كما يعتبر من الحيوانات التي توشك على الانقراض بالمغرب”.
وأوردت الوكالة في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية أنها فور تداول الشريط أطلقت “حملة تمشيط واسعة لهذه المناطق للبحث عن هذا الحيوان، والتأكد من صحة هذه الأنباء”.
وأضاف المصدر ذاته أن “هذه الحملة تضمنت تمشيطا ميدانيا للمناطق التي بلغ عن مشاهدة هذا الحيوان بها، وكذا المجاورة لها، للبحث عن آثار له وجمع معلومات من الساكنة بهذا الخصوص، للقيام بتحليلها من طرف مختصين”، مردفا بأن “فرق الوكالة الوطنية للمياه والغابات تواصل في هذه الأثناء عمليات التمشيط الميداني، بحيث تظل يقظة ومنتبهة للتدخل والتفاعل مع أي مشاهدة لهذا الحيوان أو إخبار بذلك”.
وجوابا عن سؤال لهسبريس عن سبب ظهور هذا القط بطنجة أوردت الوكالة: “مصالح المياه والغابات مازالت تبذل جهودا لتحديد كيفية وصوله إلى غابة سلوقية كاب سبارطل”، لافتة إلى أنه “يتم العثور حاليا على القط الأنمر فقط في حدائق الحيوانات، حيث يعيش في حالة الأسر”.
وكشف المصدر ذاته أن “القط الأنمر يتواجد فقط في إفريقيا، خاصة جنوب الصحراء الكبرى، في شكل مجموعات صغيرة منعزلة”، مضيفا أنه “في المغرب يعتبر القط الأنمر على وشك الانقراض، حيث يحتمل تواجده في منطقة كلميم ووادي درعة حتى آيت وابيلي شرقًا، ووادي نون/أساكا على حافة جبال الأطلس الغربي شمالًا؛ وفي الأطلس المتوسط بمنطقة إفران إلى أويزاغت؛ وهناك تم توثيق ملاحظتين حديثتين عامي 2013 و2014″، وموضحا أن حماية هذه الحيوانات من الانقراض يأتي في إطار إستراتيجيته لسنة 2020-2030.
وأردفت الوكالة الوطنية للمياه والغابات بأن “الأثر الذي يتركه القط الأنمر على السكان المحليين وبيئته عمومًا يبقى محدودًا، بسبب حجمه الصغير نسبيًا ونظامه الغذائي الذي يعتمد بشكل رئيسي على صيد فرائس صغيرة، مثل القوارض؛ بحيث لا يشكل خطرًا مباشرًا على البشر، بل على العكس قد يكون مفيدًا بمساهمته في تنظيم مجتمعات القوارض التي قد تصبح ضارة بالزراعة أو الصحة العامة في حالة الإفراط في تكاثرها”.
“القط الأنمر يُصنف ضمن فصيلة السنوريات، وهو حيوان ثديي لاحم، يتميز برشاقة جسمه وطول عنقه وأطرافه، ويغطيه فراء كثيف يتراوح لونه بين الرملي والأصفر الذهبي، مع وجود بقع سوداء تميز كل فرد عن الآخر. ويبلغ الوزن المتوسط لجسم القط الأنمر بين 14 و18 كيلوغرامًا للذكور البالغين، وبين 10 و12.5 كيلوغرام للإناث البالغات”، يورد المصدر ذاته.
وبحسب الوكالة نفسها يعتمد هذا الحيوان بشكل رئيسي على اللحوم في غذائه، إذ “يتغذى على الثدييات الصغيرة، مثل القوارض والأرانب، مع الزواحف والحشرات وأحيانًا الأسماك، فيما تزن 90 في المائة من فرائسه أقل من 200 غرام؛ كما يُصنف هذا النوع في الملحق الثاني من اتفاقية التجارة الدولية للأنواع المهددة بالانقراض، ويُخضع أي نشاط مرتبط به لترخيص مسبق من الوكالة الوطنية للمياه والغابات، وفقًا للقانون رقم 29.05 المتعلق بحماية أنواع النباتات والحيوانات المتوحشة ومراقبة الاتجار بها”.
المصدر : هسبريس