أخبار

“مؤسسة فوسبوكراع” تكشف نتائج محصول علفي بديل مقاوم للجفاف والملوحة

ي ندوة احتضنها رواق مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط قُدمت نتائج أبحاث ودراسات مُنجَزة من طرف مؤسسة محمد السادس للتعريف بزراعة “البلوپانيكوم” (BLUE PANICUM)، الذي يعد بمثابة “محصول علفي بديل لمواجهة مشكل الجفاف والملوحة”.

تقديم هذا المستجد وشرح تفاصيله تما بحضور وسائل الإعلام من قِبل عبد العزيز حيريش، أستاذ باحث في المعهد الإفريقي للأبحاث في الزراعة المستدامة، التابع لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، وبمشاركة ممثلة عن مديرية تنمية سلاسل الإنتاج بوزارة الفلاحة والتنمية القروية والمياه والغابات، وفلاحين عن تعاونيات استفادوا من تجارب لتحسين مردودية إنتاجهم باستعمال “البلوبانيكوم”.

وأكد حيريش، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية على هامش الندوة، أن “هذا الابتكار الزراعي يدخل في إطار المرونة الزراعية التي ينعقد معرض الفلاحة الدولي هذه السنة في إطارها”، مضيفا أن “الضرورة تفرض ذلك لأن المغرب يعاني عدة مشاكل، أهمها مشكل التغيرات المناخية وتوالي سنوات الجفاف، فضلا عن إشكال المُلوحة الخطير المهدد للقطاع الفلاحي في المغرب”.

وأوضح الأستاذ الباحث ذاته أن “أبحاث جامعة UM6P بشراكة مع مؤسسة فوسبوكراع أفضت إلى تطوير حلول زراعية لمشكليْ الملوحة والجفاف، أبرزها زراعة علفية جديدة بديلة أدخَلناها في إطار المرونة الزراعية”، وتابع شارحا فوائدها: “تحصَّلْنا على نتائج تُثبت أنها زراعة علفية لها مستقبل واعد بالمغرب، لأنها تُقاوم الملوحة، وأيضا لا تتطلب كميات مهمة من مياه السقي كما هو الشأن لعلف ‘الفصة’ مثلا، وهو أمر جد مهم في سياق ضغط الإجهاد المائي”.

كما أكد حيريش أن “هذه النتائج المشجعة خلال المرحلة التجريبية بعدة أقاليم في الجهات الجنوبية بالصحراء المغربية، وأيضا منطقتي سيدي عابد وأولاد غانم بأقاليم دكالة، تعني أنه يمكن الوصول إلى إنتاج 140 أو 150 طنا في الهكتار الواحد من المادة العلفية الخضراء، وعند الفلاح من الممكن أن نتجاوز 100 طن في الهكتار، وهو ما يعادل ضِعف إنتاج ‘الفصّة’ المعروفة عند الفلاحين”، وزاد: “إذا تم إعطاء هذه المادة للمواشي، خاصة البقر الحلوب، ستُمكّن من الحصول على الإنتاجية نفسها تقريبا من الحليب بالمقارنة مع سلالة مُحَسَّنة”.

وأوضح الأستاذ الباحث في علوم الزراعة أن “مادة البلوپانيكوم تضم معدل بروتينات مرتفعا (حوالي 2017)، كما أنها مُقاوِمة للأمراض كذلك، مع الحد من نسبة الملوحة؛ ما يعني أنها تظل صالحة في عدد من الأراضي الزراعية بعد تجريبها في منصات تطبيقية (خاصة في مناطق ذات ملوحة جوفية مرتفعة)”.

من جهته أورد بقاد محمد لمين، عضو تعاونية حليب الساقية الحمراء الذي حضر ندوة تقديم النتائج، مُدلياً بشهادة حول تجربة البلوبانيكوم في أقاليم صحراوية جافة مرتفعة التملح، أن مؤسسة فوسبوكراع واكبت فلاحي و”كسابة” التعاونية.

ووصف عضو التعاونية المذكورة أن “استخدام هذه النبتة العلفية الجديدة أثمر نتائج في المستوى”، وزاد: “بدأنا استخدامها لفائدة أبقارنا بالفعل لأنها نبتة ذات قيمة مضافة تضمن تغذية متوازنة وتصلح لرفع إنتاجية وجودة الحليب المنتج”.

وحسب معطيات مقدمة خلال الندوة فإنه “تم العمل بداية على مساحة مزروعة من 9 هكتارات بهذا المحصول العلفي الجديد؛ فيما يتم العمل على نقل سلسلة النبتة الأصل قصد تعميمها في مناطق فلاحية مغربية تعاني ملوحة شديدة أو مناخاً جافا”.

المصدر : هسبريس

إغلاق