بعدما راج في الوسط الفلاحي المغربي أن القطيع الوطني من الأغنام تراجع أكثر هذا العام، بسبب توالي سنوات الجفاف، ما حدا بالحكومة إلى العودة إلى الاستيراد المؤقت للأغنام بهدف توفير الأضاحي، كشفت الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز أن “القطيع الوطني مازال بخير، والنّقص ليس بالحدة التي تروج الأخبار بشأنها، لأن الولادات غطت الخصاص الذي كان محتملاً”.
وقال عبد الرحمان مجدوبي، رئيس الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز، إن “ترقيم الأضاحي بدأ منذ أسابيع، ووصل القطيع الخاضع للترقيم إلى نحو 2 مليون و600 ألف رأس، ومازالت تفصلنا 50 يوماً عن عيد الأضحى، بمعنى أننا يمكن أن نصل إلى نحو 7 ملايين رأس من الأضاحي حين استكمال الترقيم”، معتبراً أن “هذا الرقم يكفي للتّأكيد على أن الخصاص الذي نتحدث عنه ليس مطروحا، مع العلم أن العديد من الكسابة يرفضون ترقيم أغنامهم، وهناك من يتفادى الأمر”.
في السياق ذاته، لفت مجدوبي، في تصريح لهسبريس، إلى “محدودية الاستيراد أمام ما هو متوفر عمليّا؛ وحتى أثمنة الأغنام الأجنبية صارت مرتفعة وأعدادها محدودة في موطنها”، وأضاف أن “حصة ما هو مستورد لا تتجاوز عموما 5 في المائة من الحصيلة الإجمالية الموجهة للذبح خلال العيد”، موردا أن “هذا الأمر يجعل الاستيراد بلا تأثير كبير على القطيع الوطني، الذي يوجد في وضعية جيدة، حتى لو اعترفنا بأن هناك نقصا، فهو يظل طفيفا ومتحكّما فيه”.
وشدد رئيس الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز على “أهمية الدعم الذي خصصته الحكومة للأعلاف منذ السنة الماضية، لكونه ساهم في إنتاج قطيع وطني ذي جودة أفضل من السنة الماضيّة”، مؤكداً أن “المنتوج المغربي من الأغنام سيستمر إلى ما بعد العيد لأشهر، بما أن الولادات التي ازدهرت منذ نونبر ستغطّي كميات قادرة على أن تُغري المواطن المغربي لأداء شعيرة الذّبح”، وقال إن “هذه المعطيات مبنيّة على الواقع والمواكبة الميدانيّة والأرقام التي تتوصل بها الجمعية بشكل يومي”.
وتابع شارحاً: “ما تقوله ANOC نعرف حيثيّات الوصول إليه، لذلك في اجتماعات رسميّة مع وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات طمأنا السلطات بأن المنتوج الوطني بخير، وهو ما نطمئن به المستهلك المغربي الذي يبحث عن منتوج يجيب عن احتياجاته”، موضحاً أن “التجربة السنة الماضية أثبتت بلا أيّ هامش للنقاش بحث المغاربة عن القطيع الذي نشأ وتربّى في بيئة مغربية ووفق معايير محليّة”.
وعاد المتحدث ليؤكد أن “الخصاص ليس مطروحا، وسنصل إلى تموين كاف خلال العيد، لأن الوفرة موجودة في الوقت الحالي، والخروف لم يعد يذبح غالبا، وهناك تصور لدى المهنيين لكي يتجه خصيصا لعيد الأضحى”، مذكرا بأن الموضوع ليس بالهالة المنتشرة، لكن من حقّ الحكومة اتخاذ الاحتياطات اللازمة في هذا الصدد من خلال الاستيراد، الذي لن يكون أثره كبيرا للغاية، على غرار السنة الفارطة”.
وكان محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، قد كشف في جلسة الأسئلة الشفهية بمجلس المستشارين، قبل أيام، أن طلب العروض الخاص باستيراد رؤوس الأغنام الموجهة إلى الذبح في عيد الأضحى بلغ، إلى حد الآن، 600 ألف، مشيرا إلى أنه “سيتم الرفع من هذا العدد إلى مليون إذا اقتضى الحال”، وهو ما عدّه متتبعون “حلّا للتخفيف عن المواطن المغربي من أسعار المنتوج الوطني التي تعرف اشتعالا ملحوظا كما حدث السنة الفارطة”.
تجدر الإشارة إلى أن الحكومة المغربية كانت قد قررت السنة التي مضت استيراد نحو مليون رأس من الأغنام من إسبانيا والبرتغال ورومانيا، لسد الخصاص المسجل في القطيع الوطني بفعل ما تسبب فيه الجفاف وندرة التساقطات، وبغاية ضمان استقرار أسعار الأضاحي خلال العيد.
المصدر : هسبريس