أخبار

حصيلة النشر في المغرب .. هيمنة للعربية وتفرقة في توحيد خط الأمازيغية

كشف تقرير حديث صادر عن مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود بالدار البيضاء حول “وضعية النشر والكتاب في المغرب في مجالات الأدب والعلوم الإنسانية والاجتماعية 2022-2023” أن حصيلة النشر برسم الفترة سالفة الذكر بلغت 3482 عنوانا، بمعدل إنتاج سنوي يقدر بـ1714 عنوانا ورقيا ورقميا؛ فيما بلغت حصيلة المجلات المغربية حوالي 496 عددا، منها 93 مجلة رقمية.

ورصد التقرير ذاته أن المنشورات الورقية شكلت ما نسبته 92 في المائة من حصيلة النشر المغربي في المجالات التي شملها تقرير المؤسسة ذاتها؛ فيما شكل النشر الرقمي ما نسبته 8 في المائة من الحصيلة الإجمالية للنشر، على شكل إصدارات لمؤسسات عمومية وهيئات رسمية والمؤسسات العامة العاملة في مجال البحث.

في السياق نفسه، سجل المصدر ذاته أن “الناشرين المهنيين الخواص ما زالوا غير قادرين على تحقيق قفزة مهمة للنشر الرقمي بسبب هشاشة النموذج الاقتصادي للبلاد وعادات القراء المغاربة، حيث لا يزال الاعتقاد بمجانية النصوص الرقمية سائدا مع غياب الوعي بالملكية الفكرية وحقوق المؤلف. وهذا ما يفسر التراجع في حصيلة المواد الرقمية المحصاة”.

وفيما يخص لغات النشر، قدر التقرير السنوي لمؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود نسبة الإصدارات المغربية في مجالات الإبداع الأدبي والعلوم الإنسانية والاجتماعية المكتوبة باللغة العربية بما نسبته أكثر من 78 في المائة من مجموع المنشورات؛ فيما شكلت الإصدارات باللغة الفرنسية أكثر من 17 في المائة، ثم المنشورات باللغة الإنجليزية بنسبة أكثر من 2,5 في المائة، فيما لم يتجاوز عدد الإصدارات باللغة الأمازيغية ما نسبته 1,51 في المائة من مجموع الإصدارات المغربية.

في السياق نفسه أحصت المؤسسة ذاتها 53 مؤلفا ورقيا باللغة الأمازيغية خلال الفترة التي شملها التقرير، بمعدل سنوي لا يتجاوز 27 مؤلفا في العام الواحد، وبنسبة لا تتجاوز 1 في المائة من مجموع الإصدارات المغربية؛ فيما استحوذت جهة الرباط القنيطرة على النشر بهذه اللغة الدستورية، إذ تعود أغلب المنشورات إلى المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية الذي يتخذ من العاصمة الرباط مقرا له، تليها جهة سوس ماسة من خلال رابطة “تيرا” التي أصدرت 14 مؤلفا، من أصل 15 منشورا أمازيغيا بهذه الجهة، فيما حلت جهة الشرق في المركز الثالث على هذا المستوى.

وأشارت إلى هيمنة الإبداع الأدبي على النشر بالأمازيغية بواقع 43 نصا إبداعيا، مسجلة في الوقت ذاته أنه “على الرغم من ترسيم خط تيفيناغ بشكل رسمي منذ سنة 2003، فإنه لا يزال يلاحظ أن هناك تشظيا على مستوى توحيد الخط الذي تكتب به النصوص الأمازيغية”، مضيفة أن “هيمنة الأبجدية اللاتينية لا تزال مستمرة في ما يُنشر من كتابات بالأمازيغية في 39 إصدارا، 20 منها بخط لاتيني أوحد، و19 عنوانا بخط مزدوج، فيما انحصر ما صدر بخط تيفيناغ في 7 عناوين فقط”.

على صعيد آخر، حصر التقرير ذاته حصيلة النشر الرقمي المغربي في مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية في 191 عنوانا، موردا أن “التوزيع اللغوي للنصوص الرقمية أو المنشورة إلكترونيا يكشف عن حضور مهم للغة الفرنسية بواقع 84 عنوانا، متبوعة باللغة العربية بـ63 عنوانا ثم الإنجليزية”، مسجلا حضورا قويا للدراسات ذات الطابع الاقتصادي ضمن حصيلة النشر الإلكتروني بما نسبته 38,74 في المائة، تليها الدراسات السياسية والاستراتيجية ثم الدراسات المجتمعية بنسبة 23,03 و10,47 في المائة على التوالي.

على صعيد آخر، رصدت المؤسسة ذاتها استمرار “مسلسل تعريب قطاع النشر المغربي الذي سبق رصده في التقارير السابقة منذ سنة 2015″، لافتة في الوقت ذاته إلى تراجع إيقاع النشر بهذه اللغة الفرنسية مقارنة بالمكانة التي احتلتها هذه اللغة خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي التي شكلت مرحلة فريدة في تاريخ الإنتاج الفكري المغربي، مسفرة ذلك بـ”حركة التعريب التي طالت تدريس العلوم الإنسانية والاجتماعية داخل الجامعات المغربية منذ السبعينيات، وبالتالي تخرج أجيال جديدة من الباحثين والمؤلفين الناطقين بالعربية ومن ثم انعكاس ذلك على مجالي التأليف والنشر”.

المصدر : هسبريس

إغلاق