أخبار
الدراسة والغلاء يبطئان الإقبال على تذاكر النقل الطرقي قبل عيد الأضحى
على بعد حوالي أسبوعين من حلول عيد الأضحى تتجه أنظار المواطنين التواقين إلى السفر بهدف قضاء هذه المناسبة رفقة ذويهم إلى المحطات الطرقية، بهدف الاستفسار عن الأثمان المرتقب العمل بها في بيع التذاكر، أو حتى اقتنائها مبكرا وقتما كان الأمر متاحا.
وتلجأ الأسر المغربية عادة، خصوصا المكونة من عدد متوسط من الأفراد، إلى اقتناء تذاكر السفر على بعد أسبوعين من يوم النحر أو أقل، وذلك رغبة منها في تجاوز غلاء التذاكر أو حتى انعدام الحافلات خلال الأيام الأخيرة التي تشهد إقبالا كثيفا على السفر.
غير أنه حسب إفادات مهنيين تحدثوا لهسبريس من المرتقب أن يكون الإقبال على السفر هذه السنة تزامنا مع عيد الأضحى “دون المأمول”، إذ إن واقع المحطات الطرقية هذه الأيام يبين وجود تردد لدى الأسر في حسم الموضوع لاعتبارات موضوعية، بما فيها الالتزامات الدراسية لأبنائها، خصوصا أن الامتحانات الإشهادية تنطلق أياما معدودات قبيل يوم العيد، فضلا عن صعوبة الموازنة بين احتياجات العيد ومتطلبات السفر.
في هذا الصدد قال عادل السكوري، فاعل مهني بالمحطة الطرقية لإنزكان: “خلال السنوات الماضية كنا في مثل هذه الأوقات نشهد إقبالا مكثفا على اقتناء تذاكر السفر الخاصة بالعيد بشكل مسبق، غير أن الإقبال هذه السنة يظل عاديا، إذ يوجد بالفعل من المواطنين من يلجؤون إلى اقتناء التذاكر بشكل مبكر، غير أن ذلك لا يرقى إلى ما كان عليه الحال في السابق”.
وأضاف السكوري، في تصريح لهسبريس، أن “الفاعلين المهنيين يرجحون ألا يكون هنالك إقبال هذه السنة على السفر كما هو مطلوب، فيما الأثمان المطروحة إلى حدود الساعة تظل عادية ومناسبة، لكن يرتقب أن تمسها بعض الزيادات خلال الأسبوع الذي يسبق العيد، وهو أمر طبيعي”.
ولفت المتحدث ذاته إلى أن “المواطنين في السنة الماضية كانوا يستفسرون عن التذاكر في مثل هذا الوقت وقاموا باقتنائها بشكل مبكر”، وزاد: “غير أننا هذه السنة نلاحظ تردد الأسر في حسم الموضوع عبر اقتناء التذاكر قبل فترة العيد”، مبررا الأمر بـ”استمرار الدراسة والامتحانات والغلاء”.
من جهته قال عبد الإله، فاعل مهني بمدينة فاس: “إن الحركة تظل عادية هذه الأيام، إذ لم نلمس بعد أي ارتفاع في الإقبال على تذاكر السفر، في وقت يتفادى بعض أرباب الحافلات طرح تذاكر العيد هذه الأيام عملا بقواعد الاحتياط التي تقتضيها المرحلة، وتفاديا لأي مشاكل لوجستية قد تصيب الحافلات المعبئة لإنجاح المرحلة”.
وكشف المتحدث لهسبريس أن “مناسبة هذه السنة قد تعرف الركود مقارنة مع السنة الماضية، إذ إن بوادره باتت تتضح على مستوى المحطات بغياب المستفسرين عن الأثمان إلى حدود الساعة”، لافتا إلى أن “هذا الواقع يعود إلى عدد من العوامل الموضوعية، بما فيها الامتحانات والدراسة ووجود صعوبة لدى الأسر في توفير أثمان الأضاحي، فما بالك بالسفر جماعة عبر الحافلات العمومية”.
بدوره أفاد الحسين أوبلخير، فاعل مهني بالدار البيضاء، بأن “بعض الوكالات بدأت فعليا استقبال استفسارات المواطنين بخصوص تذاكر السفر في فترة العيد، غير أن ذلك لم يكن في مستوى توقعات المهنيين الذين يطمحون إلى تحقيق رواج غير مسبوق رغم مختلف الإكراهات”.
وأرجع أوبلخير هذا الركود إلى “الامتحانات التي تنطلق أياما فقط قبل العيد، وستعرقل سفر عدد من العائلات صوب ديارها من أجل قضاء هذه المناسبة، فضلا عن الظروف الاقتصادية الصعبة لدى عدد منها، إذ إن توفير مستلزمات العيد والسفر كذلك يظل أمرا صعبا”، مشيرا إلى أن “السنوات الماضية كانت أفضل من السنة الحالية، في انتظار ما ستجود به باقي الأيام”.
المصدر : هسبريس