سياسة وعلاقات دولية
المغرب يبدأ مرحلة الصيف رسميا .. ودرجات الحرارة تتحكم في خريطة الحرائق
دخل المغرب رسميا مرحلة فصل الصيف أو الانقلاب الصيفي، الذي من المرتقب أن يمتد على مدار الـ93 يوما المقبلة إلى غاية الـ22 من شتنبر من السنة الجارية؛ وهو ما أعاد إلى الواجهة مخاوفَ نشوب الحرائق، لا سيما أن هذا الفصل معروف بموسم الحرائق بالمملكة كما العالم ككل.
غير أن ما لوحظ في الآونة الأخيرة هو عدم توجه الوكالة الوطنية للمياه والغابات، باعتبارها الجهاز المكلف بتتبع الغطاء الغابوي ورصد المخاطر المهددة له، إلى إصدار عدد جديد من الخريطة المفصلة للتنبؤات بخصوص الحرائق بعد أن كانت قد طرحت خلال الفترة ما بين 30 ماي و02 يونيو الجاري خريطة مفصلة تحدد المناطق التي من الممكن أن تعرف إمكانية نشوب حرائق.
وكانت الخريطة التي أفرجت عنها الوكالة ذاتها قبل حوالي 3 أسابيع تتضمن 4 تصنيفات لمناطق المملكة؛ مناطق ذات مخاطر ضعيفة، وأخرى ذات مخاطر متوسطة، فضلا عن أقاليم ذات مخاطر مرتفعة وأخرى ذات مخاطر قصوى متموقعة بشمال المملكة تحديدا.
وكشفت “المياه والغابات” وقتها أن إصدار الخريطة جاء بعد تحليل البيانات الخاصة بنوعية الغطاء الغابوي وقابليته للاشتعال والاحتراق إلى جانب التوقعات المناخية والظروف الطبوغرافية”، مشيرة إلى “الاستمرار في إصدار هذا النوع من الخرائط”؛ غير أن عدم قيامها بذلك خلال الأسابيع الثلاثة الماضية طرح مجموعة من التساؤلات لدى متتبعي الشأن المناخي في صلته بالغطاء الغابوي.
وعلى هذا النحو أكد مصدر من داخل الوكالة الوطنية للمياه والغابات أن “عدم اللجوء إلى إصدار نسخة جديدة من خريطة التنبؤ بمخاطر الحرائق على الصعيد الوطني راجع إلى استقرار درجات الحرارة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، مقابل ارتفاعها خلال الفترة التي تم خلالها إصدار الخريطة المذكورة”.
وأورد مصدر هسبريس أن “إصدار البطاقة التقنية يكون مدروسا وليس اعتباطيا حيث يرتبط أساسا بارتفاع درجات الحرارة والبيئة المناخية السائدة، إذ إن مصالح الوكالة تراقب باستمرار هذه المعطيات التي يتم استنادا إليها إصدار خرائط تنبيهية جديدة تفصل في الظرفية التي تعيشها المملكة خصوصا مع بداية فصل الصيف”.
وكشف المصدر ذاته أنه “كلما ارتفعت درجات الحرارة كلما كانت هنالك خطوات متقدمة من أجل الكشف عن خرائط جديدة للتنبؤات بالحرائق على المستوى الوطني، على الرغم من وجود تحيين داخلي للخرائط؛ لكن تقاسمها مع الإعلام لا يكون أساسا إلا إذا ثبت وجود خطر فعلي قطعيا”.
ولفت المصدر إلى أن “هذه الخرائط يتم إنشاؤها من خلال أنظمة للذكاء الاصطناعي، وهي متطورة وتتوفر على بيانات أساسية تتعلق بالحالة المناخية والطبوغرافية لمناطق المملكة؛ بما فيها سرعة الرياح ونوعيتها ونوعية التشكيلات الغابوية”، مؤكدا أن “هذه التقنية التي تعتمدها الوكالة جدُّ دقيقة ومتطورة، ولا يمكن أن تخطئ في توقعاتها”.
ولم يستبعد مصدر هسبريس أن “تلجأ الوكالة إلى إصدار خريطة جديدة خلال الأيام المقبلة، خصوصا بعد أن بيّنت توقعات مديرية الأرصاد الجوية أن الحرارة ستتراوح ما بين 37 و42 درجة خلال أيام السبت والأحد والاثنين”.
المصدر الذي تحدث للجريدة نفى أن “يكون هنالك تقاعسٌ أو تراجعٌ عن استراتيجية الخرائط الحرارية للتنبؤات، حيث إن هنالك تعبئة تامة ويقظة متواصلة من الوكالة بهدف استباق أية حرائق يمكن أن تشهدها المملكة خلال فترة الصيف التي تعرف ارتفاعا في درجات الحرارة والتي تُعرف أساسا بموسم الحرائق”.