أخبار
تراجع محصول الزيتون يقلل من المخلفات الخطيرة على البيئة بشمال المغرب
مع حلول موسم جني الزيتون واستخراج الزيت منه بأقاليم الشمال، خاصة وزان وشفشاون والعرائش، المعروفة بهذا النوع من الأشجار المثمرة، يتجدد النقاش حول مخلفات عملية عصر الزيتون، خاصة صبغ الزيتون المعروف بـ”المرجان”، الذي يؤدي إلى تلويث الموارد المائية وإلحاق أضرار كبيرة بالمجال البيئي.
ويقدر نشطاء مخلفات عمليات عصر الزيتون التي تتزامن مع موسم الجني من كل عام بآلاف الأطنان، يجري التخلص منها بطرق تقليدية تكون لها من دون شك انعكاسات سلبية على المنظومة البيئية بالجهة.
سمير العطار، واحد من أرباب معاصر الزيتون الذين ينشطون بإحدى الجماعات التابعة لإقليم شفشاون مترامي الأطراف، أكد أن الطريقة التي يتبعها في معصرته للتخلص من “المرجان” تتفادى الإضرار بالبيئة والموارد المائية.
وقال العطار، في تصريح لهسبريس، إن المعصرة تتوفر على حوض شاسع مجهز لاستقبال مخلفات عملية العصر، موضحا أن هذه المخلفات تبقى “فيه إلى أن تتبخر المادة السائلة (المرجان)، والباقي (أساسا نواة الزيتون مطحونة) يشتريه منا بعض التجار”.
وأضاف أن هذه المخلفات “لها أصحابها، ولست أدري بصفتي صاحب معصرة في ما يمكن أن تستعمل”، واستدرك: “البعض يقول إنهم يبيعون نواة الزيتون لأصحاب الأفران التقليدية والحمامات، حيث تحرق كباقي المواد التي تستعمل لهذه الأغراض”.
وبخصوص الحركية التي يعرفها القطاع هذه السنة، سجل العطار أن المنتوج تراجع مقارنة بالسنة الماضية بحوالي 40 بالمائة، كاشفا أن كمية الزيت المستخرجة من كل قنطار تبلغ ما بين “16 و18 لترا”، وأن سعر الكيلوغرام الواحد من الزيتون يبلغ 14,5 درهما، فيما يؤدي صاحبه عنه في المعصرة 50 سنتيما.
وفي إقليم وزان، المعروف بدوره بأشجار الزيتون، لا يبدو الوضع مغايرا لإقليم شفشاون، إذ إن المعاصر تنشط بشكل كبير خلال هذه الفترة من السنة لتزود باقي مناطق الجهة بهذه المادة الحيوية، التي بات الطلب عليها كبيرا هذا العام، في ظل الحديث المتنامي عن قلة المحصول بسبب تداعيات الموسم الفلاحي الجاف.
وفي هذا الإطار، قال عبد اللطيف الشاوي، صاحب معصرة للزيتون بإقليم وزان، إن معصرته تتوفر على “حوض كبير مجهز مساحته 2000 متر مربع وعمقه لا يتجاور 1,5 متر، من أجل تسريع عملية التبخر عند ارتفاع درجة الحرارة”.
وأضاف الشاوي، في تصريح لهسبريس، أن العملية التي يقوم بها في معصرته “تستعمل فيها تقنية عزل العجين عن النواة”، موضحا أن “العجينة الخاصة بالزيتون يجري بيعها لشركات متخصصة إما تستعملها في التكرير أو إنتاج بعض المنتجات الأخرى”، بسعر 40 سنتيما للكيلوغرام الواحد.
وتابع المتحدث: “نواة الزيتون بدورها تباع، وقد يصل سعرها إلى درهم للكيلوغرام الواحد”، وأكد أن الغلة خلال هذه السنة بإقليم وزان “تراجعت بحوالي 75 بالمائة”.
وقال الشاوي أيضا، موضحا سبب هذا التراجع الكبير على مستوى الإقليم المعروف بإنتاج زيت الزيتون، “نعتمد على التساقطات المطرية بشكل كبير، وهذا العام كان الجفاف، وحقول قليلة تعتمد على السقي”.
وذكر المصرح لهسبريس أنه رغم هذا التراجع الكبير على مستوى المحصول، إلا أن كميات الزيت حافظت تقريبا على مستواها المسجل العام الماضي، إذ ينتج كل قنطار “ما بين 16 و20 لتراً”، وفق تقديره.
وفي ظل هذا التراجع على مستوى الإنتاج، قلل أرباب المعاصر وبعض المنتجين الذين تواصلت معهم هسبريس بالشمال من خطورة مخلفات الزيتون على الوضع البيئي هذه السنة، إذ إن الكميات التي ستخلفها العملية سيجري التعامل معها من قبل الشركات التي باتت تستثمر في هذا المجال.
المصدر : هسبريس