سياسة وعلاقات دولية
العثماني: يجب أن نتوقف عن الانتقاص من المدرسة العمومية
دعا سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، إلى التوقف عن الانتقاص من مكانة المدرسة العمومية، منوها بـ”نضالية” رجال ونساء التعليم في سبيل وطنهم، في الوقت الذي كشف عن حزمة من الإجراءات التي أعدتها حكومته استعدادا للدخول المدسي والجامعي المقبلين.
العثماني خاطب البرلمانيين في الجلسة الشهرية بمجلس النواب، لأول أمس، بقوله: “يجب أن نتوقف عن التنقيص من المؤسسة التعليمية”، مضيفا “يجب أن نفتخر بالمدرس العمومية، لأن النخب المتوفرة اليوم، وفي الغد هم من خريجي تلك المدرسة”، مشيرا إلى أن التلاميذ المتفوقين هم من أبناء المدرسة العمومية ويُثبتون تفوقهم في كل المباريات الوطنية والدولية”. وأقر العثماني بأن “هناك نقصا وخصاصا بالفعل، ولكن هذا لا يجب أن يجرنا إلى الانتقاص من المدرسة العمومية”. وتوجه رئيس الحكومة بالتحية إلى رجال ونساء التعليم العمومي، مؤكدا “يجب أن نعترف بنضالية وجهود رجال ونساء المدرسة العمومية”، خصوصا وأن “أغلبيتهم يعملون ويناضلون بجد في سبيل وطنهم”.
إشارات العثماني جاءت في سياق هيمنة لغة التنقيص، التي باتت لصيقة بالمدرسة العمومية، علما أن جل المتفوقين من التلاميذ في السنوات الأخيرة هم من خريجي تلك المدرسة. وأشاد إدريس الفينة، خبير اقتصادي، بإشارات العثماني لأن “المعاول التي تشتغل لهدم ما تبقى من التعليم العمومي أصبحت متعددة، وكنت أتمنى لو طلب رئيس الحكومة من الوزارة المعنية أن تتكلف بملف الإصلاح بمعية رجال التعليم، مع تكثيف إدخال اللغة الإنجليزية على كل المستويات”.
وأعلن العثماني عن حزمة إجراءات للدخول المدرسي المقبل، منها إعداد خريطة مدرسية أولية بُغية تحديد الحاجيات بهدف تقليص الاكتظاظ والأقسام المشتركة، وتوسيع العرض التربوي من خلال إحداث 87 مؤسسة تعليمية جديدة بالأسلاك التعليمية الثلاثة (الابتدائي، الإعدادي، الثانوي)، منها 37 بالوسط القروي.
وأضاف العثماني أن الدخول المدرسي المقبل سيعرف التحاق 20 ألف أستاذ جديد بموجب عقود من طرف الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، يتم تكوينهم حاليا بالمراكز الجهوية للتربية والتكوين.
ووعد العثماني بأن يعرف الدخول المقبل تخفيف الاكتظاظ في المدارس، بحيث لن يتعدى عدد التلاميذ بالقسم 30 تلميذا في السنتين الأولى والثانية ابتدائي، و36 في باقي المستويات. كما وعد باعتماد أقسام مشتركة بمستويين فقط، وبأقل من 30 تلميذا، علاوة على الاستمرار في تأهيل المؤسسات التعليمية، خصوصا في المجال القروي، وفي هذا الصدد قال إن 90 في المائة من المؤسسات تم تأهيلها.
أما بخصوص الدخول الجامعي المقبل، فقد كشف العثماني أن القرار اتُخذ من أجل أن تنطلق الدراسة في 10 شتنبر المقبل، وأن يتم تيسير هذه الانطلاقة من خلال فتح الأحياء الجامعية يوم 3 شتنبر المقبل، وفتح المطاعم الجامعية ابتداء من 17 من الشهر نفسه، وفتح إعادة التسجيل ومنصة التسجيل خلال شهر يوليوز الجاري، ومراجعة الخريطة الجامعية في إطار سياسة القرب وتكافؤ الفرص من خلال فتح مؤسسات جامعية جديدة، وتحويل المدارس العليا لأساتذة التعليم التقني إلى مدارس وطنية للمهندسين، وبرمجة إحداث مركزين جامعيين بكل من بركان وتاوريرت.
وأكد العثماني أن الحكومة قررت إحداث 1700 منصب مالي برسم سنة 2018، مع إحداث 700 منصب مالي جديد، وإحداث 300 منصب مالي في إطار التعاقد مع الطلبة الدكاترة. وإذا كانت التوقعات تشير إلى أن نحو 2700 من الأطر البيداغوجية والأطر الإدارية ستتم إحالتهم على التقاعد برسم حد السن خلال الفترة 2019-2021، منهم ما يناهز 1.500 أستاذ باحث، فقد تم تحديد حاجيات القطاع من الموارد البشرية فيما يناهز 11.800، خلال الفترة 2019-2021.
ويظهر من خلال إجراءات أخرى أن الحكومة تواصل مهننة التعليم الجامعي، تحت عبارة ملاءمة التكوينات مع الحاجيات الاقتصادية والاجتماعية، من خلال التوجه نحو رفع عدد الطلبة الجدد بالمؤسسات الجامعية ذات الاستقطاب المحدود بنسبة 30%؛ وكذلك الرفع التدريجي من عدد الطلبة المسجلين بالمسالك الممهننة بالمؤسسات ذات الاستقطاب المفتوح للوصول إلى نسبة 10 % في أفق 2021-2022، وإصلاح الولوج المتعلق بمدارس المهندسين والتكوينات الخاصة بالدبلوم الجامعي التكنولوجي، علاوة على تفعيل سلك الإجازة في التربية ابتداء من الدخول المقبل، في سياق الاستجابة لحاجيات قطاع التربية الوطنية (20 ألف سنويا). وتبلغ مدة التكوين بهذه المسالك ثلاث سنوات تُتَمم بسنتين من التكوين بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين.