أخبار
هل تتولى وساطات عربية إبرام “صلح دبلوماسي” بين المغرب وإيران؟
كشفت وكالة “سبوتنيك” الروسية، نقلاً عن مصادر دبلوماسية مطلعة، عن “وجود تقدم ملحوظ في مشاورات (غير معلنة) لإعادة العلاقات بين المغرب وإيران بوساطة من سلطنة عمان”.
يأتي هذا في ظل صمت رسمي مغربي مقابل حديث الخارجية الإيرانية لوسائل إعلام محلية عن “رغبة طهران في تحسين العلاقات مع جميع الدول”.
وذكرت “سبوتنيك” أن “الرباط اشترطت سحب دعم إيران لجبهة البوليساريو، وعدم المساس بالأمن الديني والروحي المغربي، ووقف التحركات التي تمس بعمق الرباط الإفريقي”.
وفي السنوات الأخيرة أصلحت إيران علاقاتها مع غالبية الدول الخليجية في المنطقة، أبرزها السعودية، وهي الدول التي تعتبرها المملكة المغربية “حليفة إستراتيجية”.
وسارت إيران على نسقها طيلة هذه السنوات في التعبير عن دعمها “أطروحة الانفصال” بالصحراء، ما كان آخره داخل اللجنة الرابعة الأممية.
وقطع المغرب علاقاته مع طهران سنة 2018، وأكد وقتها وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، “وجود دعم عسكري من إيران لأفراد من جبهة البوليساريو”. وتلت ذلك تقارير غربية أكدت هذا الدعم بشكل ملموس.
وعن أسباب وجود هذه المشاورات في الظرفية الحالية اعتبر لحسن أقرطيط، خبير في العلاقات الدولية، أن “الأمر كان مرتقباً، خاصة أن طهران أصلحت علاقاتها مع غالبية الدول في الشرق الأوسط، أبرزها السعودية”.
وأضاف أقرطيط، في تصريح لهسبريس، أن “هناك نهجاً جديداً للخارجية الإيرانية اتجه إلى الخروج من ظل الخميني وإصلاح العلاقات مع الدول العربية”، وتابع: “في ظل وجود صلح بين إيران وهذه الدول، خاصة الخليجية التي تعتبر الحليف التاريخي والمستقبلي للرباط، ظلت العلاقات بين البلدين جامدة”، وزاد: “هذا سببه دعم البوليساريو. واللافت أن السياق الحالي بدأ يظهر إيران برغبة في التخلي عن القواعد القديمة. والمغرب اليوم واضح في هذا الصدد، حيث الصحراء خط أحمر”.
وأشار المتحدث نفسه إلى أن “إيران في سياستها السابقة كانت مزعزعة للشرق الأوسط، ما شمل أيضاً جبهة البوليساريو في شمال إفريقيا، وبه كانت شكوك الرباط صحيحة”، وأكد أنه “في السياق الحالي، وفي ظل وجود وساطات عربية من دول حليفة تاريخياً، يمكن لطهران أن تنهي اللبس وتوقف هذا الدعم المشبوه”.
يذكر أنه سنة 2018، بعد تصريحات بوريطة، خرجت الخارجية الإيرانية لتنفي “أي صلة لها بجبهة البوليساريو”، وأكدت أنها لا تتدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة.
وترى شريفة لموير، محللة سياسية، أن “سعي إيران إلى إصلاح العلاقات مع المغرب يأتي في سياق طموح طهران إلى علاقات جيدة مع المنطقة العربية بعد عودة دونالد ترامب لتسلم الحكم في أمريكا”.
وأضافت لموير، ضمن تصريح لهسبريس، أن “عودة العلاقات المغربية الإيرانية لن تتم إلا بناءً على الشروط المغربية (وقف دعم البوليساريو، والتخلي عن طموح تشييع المملكة)”.
وتابعت المتحدثة نفسها: “ينبغي أن تتراجع إيران عن الاعتراف بالبوليساريو ودعمها، خاصة في ظل النجاحات الدبلوماسية المغربية التي شهدها العالم واعتراف دول وازنة بمغربية الصحراء”.
المصدر : هسبريس