حذرت تقارير حقوقية، اليوم الأحد، من تفاقم ظاهرة الهجرة السرية عبر “قوارب الموت” من سواحل الجزائر إلى الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط.
وكشفت القيادة العامة لقوات خفر السواحل بالجزائر، عن اعتقال 200 مهاجر غير شرعي في فترة قصيرة، حين كانوا يهمون بالإقلاع على متن قوارب صيد تقليدية الصنع، من شواطئ 5 محافظات بشرق وغرب البلاد.
وقالت عضو البرلمان الجزائري أمينة سليم، إن “ظاهرة الهجرة غير الشرعية من الجزائر إلى سواحل القارة الأوروبية، أضحت مقلقة، وتتطلب تظافر جهود السلطات ومنظمات المجتمع المدني لمواجهتها”.
وطالبت أميرة سليم، من وزارة الخارجية، بتنصيب خلية مركزية؛ لمتابعة وضعية 50 شابًا جزائريًا محتجزًا بمركز إيواء للمهاجرين غير الشرعيين في مدينة “زوارة” الليبية ، القريبة من الساحل التونسي، بسبب دخولهم إلى البلاد، بطريقة غير قانونية.
وذكرت البرلمانية الجزائرية، أن “وجود 50 شابًا جزائريًا بالسجون الليبية منذ أكثر من 3 أشهر، ثم احتجازهم في مركز إيواء بإيطاليا، هي قضية إنسانية بحتة، يجب أن تُجند لها كل الإمكانيات”.
ويُرجّح أن هؤلاء الرعايا الجزائريين، دخلوا السواحل الليبية عبر تونس، في اتجاه جزيرة “سردينيا” الإيطالية، حتى وقعوا في قبضة الجيش الليبي، الذي يحتجزهم منذ أشهر، دون أن تبادر السلطات الجزائرية إلى تخليصهم، بحسب شكاوى ذويهم.
وأشارت سليم، إلى أنها اتصلت بالقنصل الجزائري العام في مدينة قفصة التونسية، وأبلغته “بوجود عائلات تطلب التدخل العاجل، بالتنسيق مع السلطات الليبية؛ لتحديد هوية الجزائريين المتواجدين بالمركز، بعد تدوين كل المعلومات الخاصة، بهدف استكمال إجراءات سفرهم ،وترحيلهم في أمن وأمان”.
وأوضحت النائب المكلف بالجالية الجزائرية في أفريقيا والشرق الأوسط، في تصريحات لـ”إرم نيوز”، أن “وضع رعايانا مقلق، وهم يركبون قوارب الموت دون وعي منهم بخطورة ما يقدمون عليه.. صحيح قد يُبرّر هؤلاء إحباطهم من ظروفهم المعيشية ، وضغوط نفسية يتعرضون لها، لكن الوقائع المأساوية لقوارب الهجرة في سواحل المتوسط، تثبت أن أوروبا ليست جنة، والطريق إليها ليس مفروشًا بالورد”.
بدورها، أعلنت منظمة “العيش بدون عنصرية”، عن وصول زهاء ألفي مهاجر غير شرعي، من سواحل الجزائر إلى سواحل “مورسيا” الإسبانية ، خلال تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وأبرزت منظمة الإغاثة الإنسانية، أن هؤلاء “وصلوا إلى شمال المتوسط عبر قوارب الصيد، بشكلٍ مخيفٍ، في ظل تشبع نظام الاستقبال، الذي أضحى غير قادرِ على الاستجابة لعدد المهاجرين، الذين يصلون يوميًا”.
وقالت المنظمة ذاتها، إن “حكومة مدريد المركزية لم تفعل شيئًا إزاء هذا الوضع غير العادي، وكذلك الأمر بالنسبة للحكومة المحلية، التي لم تعد تقدر على مواجهة موجة اللاجئين المتوافدين إلى المنطقة عبر القوارب، في الفترة الأخيرة، وهذا يبدو فوق طاقتها”.