أخبار
موجة تنموية تغمر “الكركرات” .. محطة تحلية المياه ووكالة بنكية ومشاريع أخرى
قبل أيام على حلول ذكرى تحريره، يشهد معبر الكركرات سلسلة تنموية “مهمة”، من محطة لتحلية المياه إلى أول وكالة بنكية ومشاريع أخرى، تضع هذا المعبر الحدودي في مواصفات عالمية.
وعلى الرغم من “محاولات التشويش” الخطابية التي عرفها عمل المعبر من قبل جبهة “البوليساريو” بعد تحريره سنة 2020، فإن المغرب وضع سياقا آخر بعيدا عن المواجهات، عنوانه “التنمية” لصالح ساكنة الأقاليم الجنوبية ودول غرب إفريقيا.
وباعتباره “شريان” الاقتصاد المغربي في الغرب الإفريقي، يمثل هذا المعبر حلقة مهمة في إبراز حقيقة نزاع الصحراء، والدور الذي تلعبه المملكة المغربية في وضع أسس السلام بالمنطقة لفائدة التنمية وتعزيز التقارب الاقتصادي مع جميع الدول الإفريقية.
وفي انتظار انتهاء أشغال إنجاز ميناء الداخلة الأطلسي، سيكون المغرب أمام “زحف اقتصادي قوي” نحو الغرب الإفريقي، يضرب بذلك أحلام الجزائر وصنيعتها “البوليساريو” في الوصول إلى منفذ أطلسي وعرقلة النفوذ الاقتصادي المغربي في إفريقيا عرض الحائط.
وتتزامن موجة التنمية التي يعرفها معبر الكركرات بالإضافة إلى جل الأقاليم الجنوبية المغربية بوجود طموح ملكي لتشكيل تعاون إفريقي اقتصادي على المستوى الأطلسي.
نور الدين باحداد، خبير في قضية الصحراء، قال إن “هذا المعبر له خاصية تاريخية مهمة كانت تجمع المغرب بعمقه الإفريقية، حيث كانت القوافل التجارية تجد طريقها نحو الغرب الإفريقي”، لافتا إلى أن “المملكة تضع، اليوم، هاته النقطة الجغرافية في مستويات تنموية جد مهمة”.
وأورد باحداد، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “معبر الكركرات يشكل شريان حياة بالنسبة لغرب القارة الإفريقية، والمغرب من منطلق مسؤوليته للحفاظ على هذا الوضع قام بمجهودات جبارة ساهمت في استمرار حرية تنقل البضائع”.
ولفت المتحدث ذاته إلى أن “الرباط كانت حريصة على عدم حصول أية أزمة اقتصادية بينه وبين الغرب الإفريقي، وأيضا القارة الأوروبية، حيث تمر شاحناتها من هناك أيضا”.
“تشهد الكركرات تنمية على جميع المستويات، والتي بذلك تحمل دلالات قوية؛ فالمسجد تعبير على إمارة المؤمنين الضامنة للوحدة والسلم، ومشروع تحلية مياه البحر له مهمة التزود بالماء باعتباره مادة الحياة، والوكالة البنكية لها دلالة العمق الاقتصادي وتقريب الخدمات لجميع المواطنين أينا كانوا”، قال الخبير في قضية الصحراء.
وخلص باحداد إلى أن “جبهة البوليساريو والجزائر فشلا في التأثير على مشروع المملكة الرائد في إعطاء معبر الكركرات عمقا اقتصاديا شاملا في القارة الإفريقية”.
من جانبها، أوضحت شريفة لموير، محللة سياسية، أن “أهم مؤشر لتعزيز مكاسب المغرب ميدانيًا أو سياسيا يتمثل في هاته المشاريع التنموية التي يعرفها معبر الكركرات”.
وأضافت لموير لهسبريس أنه “عملية تحرير معبر الكركرات شكلت تغييرا جذريا في موازين القوى وما أعقب ذلك مجموعة من الأحداث فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية؛ أهمها الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، وافتتاح قنصليات أجنبية في الأقاليم الجنوبية”.
وشددت المتحدثة ذاتها على أن “هاته الأحداث كرست لشرعية الوجود المغربي بالمنطقة من جهة أولى، ومن جهة ثانية حشرت الجزائر والبوليساريو في زاوية ضيقة”.
وأوردت المحللة السياسية أن “الجزائر والبولساريو استنفدتا كل أوراقهما في هذا النزاع المفتعل. وبعد هاته الهزيمة السياسية، تحاولان اليوم إقحام المغرب في مواجهة مباشرة؛ وهو ما لن ترضخ له المملكة”.