من المقرر أن يقوم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يوم 6 ديسمبر المقبل بزيارة للجزائر حسب ما علم أمس الثلاثاء من مصدر مأذون بوزارة الشؤون الخارجية وأوضح ذات المصدر انه تبعا للمشاورات بين المؤسسات الجزائرية والفرنسية المعنية تم تحديد تاريخ زيارة رئيس الجمهورية الفرنسية ايمانويل ماكرون للجزائر يوم 6 ديسمبر المقبل .
وأكد الرئيس الفرنسي إيمانوال ماكرون أنه سيزور الجزائر يوم 6 ديسمبر القادم وهي الزيارة الأولى من نوعها لرئيس دولة المُستعمر السابق باتجاه بلادنا منذ وصوله إلى الحكم في ماي الفائت.
وجاء كشف ماكرون عن تاريخ زيارته إلى الجزائر بشكل عفوي خلال حديث هامشي جمعه بأحد مواطنيه خلال زيارته إلى إحدى مدن بلاده أمس الثلاثاء..
وتأتي زيارة ماكرون إلى الجزائر بعد التوقيع على العديد من اتفاقات التعاون الاقتصادي بين البلدين.
وتم التوقيع على هذه الاتفاقات يوم الأحد الماضي بالجزائر العاصمة بمناسبة انعقاد الدورة الرابعة للجنة الاقتصادية المختلطة الجزائرية-الفرنسية (كوميفا) التي سبقت اجتماع اللجنة الحكومية المشتركة رفيعة المستوى المقرر اجتماعها يوم 7 ديسمبر بباريس برئاسة الوزيرين الأولين للبلدين.
وقد وصفت نتائج أشغال الدورة الرابعة لكوميفا بـ الإيجابية حيث سمحت بمباشرة تقييم مفصل لمختلف مجالات التعاون بين البلدين.
وصرح وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل أن هذه الدورة الحالية لكوميفا إيجابية على أكثر من صعيد إذ أفضت لنقاشات مهمة وتوجهات واضحة لتعميق أكبر للشراكة الاقتصادية القائمة بين البلدين .
وبدوره وصف الوزير الفرنسي المكلف بأوروبا والشؤون الخارجية جون ايف لودريان أشغال هذه الدورة بـ جد الإيجابية مشيرا إلى قطع أشواط هامة في مجال التعاون الاقتصادي بين الجزائر وفرنسا.
وتم بمناسبة هذه الدورة التوقيع على ثلاث اتفاقات شراكة اقتصادية بين الجزائر وفرنسا.
ويتعلق الأمر بالتوقيع على اتفاق مساهمين بين مجمع PMO قسنطينة ومجمع كوندور ومؤسسة Palpa Pro وPSA بيجو لصناعة السيارات بالجزائر. راس مال الشركة الفرنسية بيجو سيتروان للإنتاج بالجزائر (PSA) موزع حسب قاعدة 51/49 بالمائة.
أما فيما يخص نسبة الإدماج فقد اوضح مدير المجمع الفرنسي لشركة بيجو سيتروان للإنتاج بالجزائر (PSA) مكلف بإفريقيا والشرق الأوسط جون كريستوف كيمار انها ستبلغ في نهاية المطاف 40 بالمائة مضيفا أن العقد ينص كذلك على إنشاء أكاديمية بالجزائر لشركة بيجو سيتروان للإنتاج بالجزائر (PSA) تسمح بتكوين اليد العاملة الجزائرية وتطوير الكفاءات في مجال تجميع وتركيب السيارات لفائدة المجمع.
ويتمثل الهدف من هذا المشروع -حسب ذات المصدر- في تطوير فرع السيارات الكاملة في الجزائر مشيرا إلى أن مموني بيجو بالتجهيزات الذين سيستقرون كذلك بالجزائر سيطورون شراكات أخرى مع متعاملين جزائريين من اجل إنشاء نسيج صناعي وتجاوز 40 بالمائة من نسبة الإدماج.
كما تم التوقيع على بروتوكول اتفاق لإنشاء مجمع لتصدير الخضر والفواكه الجزائرية نحو أوروبا وشراكة في مجال المنتجات الفلاحية من النوع البيولوجي بين المجمع الجزائري اغروماد والشركة الفرنسية اغرولوغ.
ووقع الجانبان في ذات السياق على عقد مساهمة بين مجمع التجهيزات الكهربائية والالكترومنزلية والالكترونية اليك الجزائر ومجمع جيكا (للإسمنت) ومجمع شنايدر في مجال صناعة التجهيزات الكهربائية ذات الضغط المنخفض والمتوسط والعالي.
أما بخصوص مشروع بيجو فقد أشار السيد يوسفي إلى ان انطلاق هذا المشروع ليس غاية في حد ذاتها لكن الأمر يتعلق بانطلاق صناعة ستشمل عددا هاما من المؤسسات من اجل صناعة مكونات السيارات موضحا أن الجانبين اتفقا على العمل معا من أجل هذا المسعى.
وأضاف الوزير أنه تم التطرق خلال أشغال الكوميفا إلى عديد المجالات الصناعية مشيرا في هذا الصدد إلى الصناعات الصيدلانية والصناعات الغذائية ومواد البناء.
وتابع قوله إن المحادثات من اجل تجسيد الشراكات في تلك المجالات تتقدم بشكل جيد .
وأشار الوزير الفرنسي إلى أن العلاقة الاقتصادية بين البلدين لم تعرف تقدما كبيرا خلال السنوات الأخيرة معربا عن عزم بلاده على تحقيق طموح جديد ملموس .
عزيمة على الاضطلاع بحقيقة الذاكرة كاملة
وكان السيد ماكرون قد أعرب خلال زيارته إلى الجزائر في شهر فيفري الأخير كمرشح للرئاسة الفرنسية عن إرادته في اعطاء نظرة مستقبلية للشراكة بين الجزائر وفرنسا.
وأوضح حينها أن إرادتي تتمثل في إعطاء نظرة متفتحة ونشيطة ومستقبلية (من اجل) إعطاء مزيد من الزخم للشراكة بين الجزائر وفرنسا مؤكدا أن العلاقات بين البلدين قد تحسنت خلال السنتين الأخيرتين سيما بعد سنة 2012 على اثر الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي فرونسوا هولاند إلى الجزائر.
كما صرح كذلك بأن البلدين بحاجة إلى تعزيز شراكتهما على المستوى الدبلوماسي والأمني لأنهما سيعملان على موضوعين هامين هما ليبيا ومالي.
وأعرب في ذات السياق عن أمله في تعزيز العلاقات القنصلية والعلمية والثقافية واللغوية بين البلدين من اجل تكوين نخبة على المستوى الأكاديمي .
أما على المستوى الإنساني فقد أشار إلى أن الجالية الجزائرية المقيمة بفرنسا تمثل جسرا حيويا بين البلدين وتتقمص ذاكرة مشتركة معبرا عن إرادته في تعزيز ومواصلة مصالحة الذاكرتين التي شرع فيها خلال السنوات الأخيرة.
وفيما يتعلق بمسألة الذاكرة اعتبر السيد ماكرون خلال حملته الانتخابية للرئاسيات الفرنسية أن استعمار فرنسا للجزائر جريمة ضد الإنسانية .
أما الرئيس عبد العزيز بوتفليقة فقد نوه في رسالة التهنئة التي وجهها للرئيس ماكرون بالمبادرة الرائدة التي تضع الرئيس الجديد للدولة الفرنسية في مكانة المبادر المقتنع والمقنع باستكمال مصالحة حقيقية بين بلدينا .
كما أشار الرئيس بوتفليقة إلى فتح آفاق جديدة واعدة بعزيمة على الاضطلاع بحقيقة الذاكرة كاملة وصداقة بلغت مرحلة النضج ومصالح إيجابية متوازنة .