سلايد 1

المغرب: أهالي مدينة جرادة يستقبلون أول يوم من 2018 بمظاهرات حاشدة ‏

استعدت مدينة جرادة/ شمال شرق المغرب، للخروج مساء الاثنين، في مظاهرات حاشدة من أجل الاحتجاج على وفاة اثنين من شبابها داخل ساندريات الفحم، والتنديد بالتهميش والإهمال اللذين تشهدهما المدينة، التي تخرج ساكنتها للاحتجاج يوميا منذ وقوع الحادثة.
وقال عبد الصمد هباشي أحد شباب الحراك الاحتجاجي بجرادة إن تنسيقية أحياء المدينة بصدد إعداد ملف مطلبي شامل يتضمن مختلف الحاجيات والخدمات التي تنقص المدينة، ومن بينها إقامة وحدة إنتاجية في المدينة سواء في الجانب المعدني الطاقي أو في الجانب الفلاحي، إضافة إلى إقامة ملحقة جامعية في المدينة من أجل تخفيف الضغط على جامعة وجدة القريبة.
ويتضمن الملف المطلبي أيضا إصلاح البنية التحتية للمدينة خاصة الطريق المزدوجة مع مدينة وجدة، إلى جانب إصلاح طريق جرادة الناظور عبر مدينة العيون مشرع حمادي، وبناء محطة لمعالجة المياه في بني مطهر التي يعاني ساكنتها من أمراض الكُلى نتيجة عدم تنقية وتصفية مياه عين بني مطهر التي يتزودون منها.
ونقل لكم عن هباشي أن لجنة حراك جرادة قاطعت اللقاء التواصلي مع والي (محافظ) جهة الشرق لأسباب تنظيمية محضة منها تنظيم لجان تنسقية في مختلف أحياء المدينة في ملف مطلبي واضح وموحد، مضيفا أن لقاء المنتخبين والجمعيات مع الوالي لم يسفر عن أية نتيجة ولم يقدم خلاله الوالي أية إجابات مقنعة لمعالجة المشاكل التي تعاني منها المدينة.
وأضاف هباشي أنه عكس ما قال والي جهة الشرق بكون أغلب المحتجين من الأطفال، فإن ساكنة مدينة وجدة يخرجون عن بكرة أبيهم للاحتجاج منذ أكثر من أسبوع حيث يصل عدد المحتجين يوميا إلى أكثر من 10 الآف شخص.
وكان الآلاف من سكان مدينة جرادة ونواحيها، قد خرجوا مساء الأحد، ولليوم العاشر على التوالي، في مسيرة تعد هي الأضخم منذ انطلاق شرارة الاحتجاجات عقب مصرع الشابين الشقيقين داخل بئر عشوائي لاستخراج الفحم الحجري.
واتجهت المسيرات الآتية من عدة أحياء، صوب ساحة البلدية بجرادة قصد الاحتجاج هناك، حيث حج الآلاف من الحشود الغفيرة مساء رأس السنة، للمكان للمطالبة برد الاعتبار لضحايا «استغلال الفحم الحجري» في المنطقة.
واختار نشطاء «الحراك» ارتداء لباس «السندريات» التي تستعمل عادة داخل مناجم الفحم، فيما تم طلاء الوجوه بالأسود، في إشارة إلى اللون الذي تُخلفه عملية البحث عن الفحم، وذاك تعبيرا عن السخط الذي تعيشه المدينة.
ورفع عمال أنفاق الفحم التي راح ضحيتها شابين شقيقين في مقتبل العمر على شعارات تعبر عن رفض الاحتفال برأس السنة، حيث رددوا طيلة الشكل الاحتجاجي الشعار المركزي «مامحتفلينش حيث فجرادة معايشينش» (لا نحتفل لاننا في جرادة لا نعيش).
ورفع المحتجون في مسيرتهم شعارات «يا شهيد رتاح رتاح .. سنواصل الكفاح»، و»الشعب يريد بديلا اقتصاديا»، و»هي كلمة واحدة هذه الدولة فاسدة»، «سلمية سلمية لا حجرة لا جنوية»، في الوقت الذي قام فيه نشطاء بحماية رجال الأمن وسيارات القوات العمومية، من خلال سلاسل بشرية.
وتخللت المسيرة التي عرفت مشاركة واسعة من لدن مواطنين قدر عددهم بالآلاف، في حين اتسمت بحضور لافت للعنصر النسوي، كلمات النشطاء وإلقاء قصائد شعرية حول الأوضاع المزرية التي تعيشها المنطقة، كما هاجم المحتجون الحكومة واصفين إياها بـ»الحكومة الوهمية».
ويقول السكان إنهم مصرون على الاستمرار في نضالهم حتى تحقيق ملفهم المطلبي الذي تلخصه شعارات المحتجين في شعار «الشعب يريد بديلا اقتصاديا».
ويأتي حراك جرادة، ليخم سنة 2017 بعد مسار طويل من الاحتجاجات التي عرفها المغرب، والتي قدرت أعدادها حسب ما نشرته الصحف المغربية بـ«17 ألف نشاط احتجاجي» خلال السنة نفسها، وكان أبرزها الحراك الشعبي بالريف.
وقال محمد شلاي، الناشط الإعلامي والجمعوي في المنطقة إن «الاحتجاجات متواصلة لليوم العاشر على التوالي بذات الزخم والحجم»، وأن «الجديد هو تعبير نشطاء الحراك عن عدم اعترافهم بالمنتخبين وممثلي المجتمع المدني الذين التقوا والي الجهة وعامل الإقليم بدعوى عدم امتلاكهم شرعية تمثيل الساكنة».
وأوضح أن «المحتجون مصرون على ضرورة إيفاد لجنة وزارية للمدينة للاستماع مباشرة لمطالب المواطنين وتوفير بديل اقتصادي، وتجديد الدعوة لرحيل العامل والباشا المدينة…من المطالب أيضا إعادة النظر في صيغة الرعاية الصحية لمرضى السيليكوز».
وأكد أن الحراك ما زال يسطر ملاحم في السلمية والتضامن بين المواطنين والتعبير بتحضر وتشكيل لجان في الأحياء لتنظيم وحماية الممتلكات والمرافق العامة.

إغلاق