الاسرةالصحة والطبجغرافيا

50 ألف ولادة خارج الزواج بالمغرب.!

ما يقارب 300 طفل سنويا يتم العثور عليهم في حاويات المزابل في جهة الدار البيضاء

أثارت وضعية الأمهات العازبات وأطفالهن في المغرب جدلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعد تقرير لجريدة “لوموند” الفرنسية، ورد فيه أن 50 ألف ولادة تتم خارج إطار الزواج كل عام في المملكة.

وتباينت التدوينات بين من يحمل مسؤولية ارتفاع الظاهرة للدولة، ومن ينتقد العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج.

“ظلم كبير”

رئيسة جمعية “إنصاف” المدافعة عن حقوق الأطفال والنساء، مريم العثماني، تعتبر أن ما تتعرض له الأمهات العازبات وأطفالهن من “إهانة وإذلال” من طرف بعض المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي “ظلم كبير”.

وأضافت “لا يجب التعامل معهن بهذه الطريقة، هن نساء شجاعات للغاية يواجهن قسوة المجتمع من أجل الدفاع عن حياة أطفالهن ولا ذنب لهن”.

وتشير العثماني إلى أن ما يقارب 300 طفل يتم العثور عليهم في حاويات المزابل سنويا في جهة الدار البيضاء فقط، موضحة أن الأمهات غير المتزوجات حين يكتشفن الحمل إما ينتحرن أو يقمن بالإجهاض أو يقمن بالتخلي عن الطفل في الشوارع.

قنابل موقوتة

يعتبر الباحث في علم الاجتماع، علي الشعباني، أن هؤلاء الأطفال هم بمثابة “قنابل موقوتة يهددون سلامة المجتمع واستقراره “، مؤكدا على أن النظرة العاطفية لهذه الفئة “مرفوضة “، وعلى الدولة سن قوانين تحد من الظاهرة و”أن لا تسمح بالفوضى”.

ويشرح الشعباني موقفه من خلال الوسط الذي ينشأ فيه الطفل، إذ أنه “لا يتمتع بالرعاية الكاملة في غياب والده، ووالدته لا تكون في حالة مريحة لا نفسيا ولا اجتماعيا فيحقد الطفل على نفسه وعلى المجتمع ويشكل خطرا على محيطه”.

نظرة المجتمع للأمهات العازبات وأطفالهن، بالنسبة للشعباني، مسألة “طبيعية تتماشى مع السياق الديني للمغاربة “، وفي هذا الصدد يوضح أن “المجتمع المغربي محافظ، لا يسمح بعلاقة جنسية خارج إطار الزواج ويعتبرها زنا وماينتج عنها من أطفال هم لقطاء وأبناء حرام، وبالتالي هم منبوذون اجتماعيا ودينيا”.

“​مجتمع منافق”

النظرة التي يعاني منها هؤلاء الأطفال وأمهاتم ترجع إلى طبيعة المجتمع المغربي، والتي أشارت رئيسة جمعية “ماتقيش ولدي”، نجية أديب، إلى أنه “مجتمع منافق وذكوري بامتياز” .

وأفادت الناشطة الحقوقية، بأن المجتمع “لا يسأل عن الرجل شريك هذه المرأة في إنجاب الطفل بل يحمل المسؤولية للمرأة فقط”.

وتابعت “هؤلاء لم يختاروا أن يأتوا لهذا العالم، وإن كانوا لا يتمتعون بالحق في نسب وغير معترف بهم، كيف سنحمي لهم حقهم في التعليم والصحة “.

وشددت أديب على أن “القوانين التي تحفظ كرامة أطفال الأمهات العازبات مغيبة، وإلا كنا بحثنا عن والد هذا الطفل ولنسبناه له رغما عن أنفه، ولن نسمع مثل هذه الأرقام الصادمة”.

من جهتها تقول رئيسة جمعية التضامن النسائي، عائشة الشنا، إنها حذرت قبل سنوات من تفاقم وضعية الأمهات العازبات، كما طالبت بتدريس التربية الجنسية دون أن تجد “آذانا صاغية”.

وتردف الشنا، في حديث لـ”أصوات مغاربية”، أن “كل مغربي يجب أن يضع نفسه مكان هذه الفئة ليحس بمعاناتها”، مشيرة إلى أن نعت أطفال الأمهات العازبات بـ”أولاد الزنا” ما هو إلا “نفاق اجتماعي”.

إغلاق