سياسة وعلاقات دولية
عطوان: الجزائر قدمت درسا في حسن الجوار بتصويتها لـ”موروكو 2026 ” مقابل “الغدر” السعودي
اعتبر الكاتب الصحافي الفلسطيني، عبد الباري عطوان، أن الدول العربية التي لم تصوت لملف “موروكو 2026” وجهت طعنة غادرة في الظهر إلى دولة شقيقة واستسلمت للإبتزاز الأمريكي للتصويت على الملف الثلاثي الذي يجمع أمريكا بالمكسيك وكندا.
وشدد عطوان، في افتتاحية صحيفة “رأي اليوم” التي يرأس تحريرها، على أن “المغرب خَسِر بشَرَفٍ وكرامة أمام خَصمٍ شَرِس وغير أخلاقيّ، هَدَّد باستخدام سِلاح المُقاطَعة، ووقف المُساعدات الماليّة لكُل دولة لا تُصَوِّت لصالِحه، وكَسِبَ أصوات الأحرار في 67 دولة قالت “لا” بقُوّة لهذا الإرهاب الابتزازي الأمريكي، مِثلما كسب أيضًا مِئات الملايين من الشعوب العربيّة والإسلاميّة وفي العالم الثالث ومُعظَم الشُّرَفاء والأحرار في القارّات الخَمس”.
واعتبر عطوان أن من حق المغاربة أن يغضبوا من هذا الخذلان العربي لأنه جاء من “دول اعتقدوا أنها شقيقة وفتحوا بلدهم (المغرب) على مصراعيها أمام شعوبها، وساندوها وقضاياها في الأيّام الصعبة، وما زالوا، خاصَّةً تلك التي جاهرَت بخطيئتها، مثل المملكة العربيّة السعوديّة، وروَّجت للملف الثُّلاثي الأمريكي الكَندي المكسيكي، وحَشَدَت الأصوات لصالِحه.
واستغرب عطوان من مواقف الحكومات العربية التي خانت المغرب وتخندقت مع الرئيس الامريكي دونالد ترامب في ذات الموقف، “خصوصا العراق الذي عانى من الحصار ثم الإحتلال الأمريكي، أو دول خليجية كالبحرين والسعودية والإمارات.
واعتبر عطوان أن المبرر الذي يسوقه البعض بأن الإمارات والسعودية صوتتا ضد المغرب لموقفه من معونات غذائية إلى قطر بعد فرض الحصار عليها أمر مرفوض، متسائلا “ما العَيب أن تُقدِّم دولة عربيّة مساعدات لأُخرى شقيقة جرى فرض الحِصار عليها فَجأةً.. خاصَّةً أنّها لم تُقدِّم لها طائراتٍ حربيّة أو صواريخ أو غوّاصات، وإنّما شُحنات رمزيّة من الغِلال وعُلَب السَّردين المُعلَّب، وبعض الزُّيوت”.
بالمقابل، نوه عطوان بتصويت الجزائر رفقة 13 دولة عربيّة أخرى للملف المغرب، معتبرا أن الجزائر “تَرفَّعت عن خِلافاتِها مع المغرب، وقدَّمت مَثلاً مُشَرِّفًا في الأخلاق الإسلاميّة والعربيّة، وأواصِر حُسن الجِوار عندما أعلنت منذ اليوم الأوّل أنّها ستُعطِي صوتها للمغرب الشَّقيق دون تَردُّد”.
وزاد عطوان قائلا بأن “الدُّول التي صَوَّتت للملف الأمريكي يجب أن تُنَكِّس أعلامها خجلاً، فقد ألحَقت ضَررًا غير مسبوق بالتَّضامُن العَربيّ، وقدَّمت “هديّة” لا تُقَدَّر بثَمن للجماعات العُنصريّة المُتطرِّفة المُعادِية للعرب والتَّعايُش في أقطار الاتحاد المغاربي، وعلى رأسِها المغرب”.