سياسة وعلاقات دولية
الجزائر وموريتانيا يدشنان أول معبر حدودي بري..هل ينافس معبر الكركارات؟
أعلنت الجزائر وموريتانيا، جارتي المغرب، فتح أول معبر حدودي بري بينهما منذ استقلال الدولتين في مطلع ستينيات القرن الماضي، بهدف زيادة التبادل التجاري وتنقل الأشخاص وتعزيز التعاون الأمني بين البلدين، في منطقة أضحت مرتعا للتهريب والجماعات الإرهابية، ووسط تساؤلات عن تأثير افتتاح المعبر الجديد لموريتانيا مع الجزائر، على معبر الكركارات مع المغرب.
وفي توضيح خلفيات افتتاح المعبر الجديد، قال الموساوي العجلاوي، الخبير في الشؤون الإفريقية، في تصريح له أمس الثلاثاء، إن المعبر الذي افتتح خلال الأسبوع الجاري بين موريتانيا والجزائر كان مقررا منذ مدة، وغير مرتبط بالمستجدات الأخيرة للملفات الإقليمية.
وأشار العجلاوي، إلى أن المعبر الجديد بين الجزائر وموريتانيا، لا علاقة له بمعبر الكركارات ولا تصح المقارنة بينهما، لأن معبر الجديد بين الجزائر وموريتانيا أحدث لتصريف أزمة بين البلدين، واستجابة لتحديات أمنية في المنطقة التي تعمها الفوضى والجماعات الجهادية.
كما أن ذات الخبير، أضاف أن المعبر الجديد بين الجارتين الشرقية والجنوبية، لا يمكن أن يمثل منافسا اقتصاديا لمعبر الكركارات المغربي، لأن الجزائر ليست بلدا مصدرا للمواد الفلاحية، بل لأن جنوبها حيث يوجد المعبر الجديد، يعاني من نقص في المواد الفلاحية، كما أن عدم وجود طريق معبدة بين المعبر الجديد ومدينة الزويرات الموريتانية، سيكون عاملا محددا للحركية الاقتصادية في المعبر الجديد.
يشار إلى أن موريتانيا كانت قد أعلنت المنطقة الحدودية مع الجزائر منطقة عسكرية، بسبب المخاطر الامنية في المنطقة وانتعاش التهريب، ما استدعى حسب العجلاوي إخراج هذا المعبر للوجود.
وعن إمكانية “استفادة” جبهة “البوليساريو” الانفصالية من المعبر الجديد الذي يفتح الباب بين الجزائر وموريتانيا، قال العجلاوي إن حضور البوليساريو محدود في تندوف، وهي منطقة بعيدة عن الحدود مع موريتانيا، كما أن “البوليساريو” موجود في مخيمات يسيرها الجيش الجزائري، وبالتالي حديث انفصاليي الجبهة عن فك موريتانيا لعزلة الجبهة الانفصالية، يظل كلاما بعيدا عن الواقع.