الرياضة
الكعبي.. “نجار” تحول إلى سفير رياضي للمغرب في الصين
شكل الموسم الرياضي الماضي منعرجا حاسما في حياة لاعب المنتخب الوطني أيوب الكعبي، بحكم الأحداث الهامة، والأخبار السارة التي رافقت مقامه رفقة النهضة البركانية، بعدما حط الرحال بشرق المملكة قادما من بطولة الدرجة الثانية، وكله رغبة في تسلق الدرجات.
ولد الكعبي يوم 26 يونيو 1993 بالبيضاء، وقضى طفولته كباقي الأطفال المغاربة الحالمين بمستقبل مشرق بين أزقتها يداعب الكرة، التي اتخذها وسيلة لتحقيق أهدافه، والتي انتشلته من براثن الهواة إلى عالم الاحتراف.
لعب الكعبي لفريق اتفاق للا مريم، ومنه انتقل سنة 2014 إلى فريق الراسينغ البيضاوي، الذي ارتبط اسمه بعبد الحق “ماندوزا”، الذي لعب دورا كبيرا في صقل موهبته، التي فجرها بإعلان نفسه هدافا لدوري الدرجة الثانية، لتنهال عليه العروض، التي اختار منها الظهور بالبطولة الاحترافية من خلال بوابة فريق النهضة البركانية.
التحاق لاعب ” الأسود” بممثل الشرق سرعان ما أعطى أكله بالعمل الجاد والمثابرة، وكانت أولى الثمار المشاركة مع المنتخب المحلي في نهائيات “الشان” التي زفته عريسا للنسخة التي توج بها المغرب، وفاز خلالها بلقب الهداف بعد مشاركة استثنائية فتحت الأبواب على مصراعيها أمامه لحمل قميص المنتخب الأول بعدما خطف الأضواء وسحب البساط من تحت أقدام الجميع.
واصل الكعبي تألقه مع النهضة البركانية في منافسات كأس “الكاف”، والتي قاد من خلالها ممثل الكرة الوطنية في الاستتحقاق القاري لتدوين اسمه ضمن قائمة كبار القارة السمراء.
توهج الكعبي مع النهضة عبد له الطريق لتلقي دعوة الناخب الوطني هيرفي رونار لحمل قميص المنتخب الأول، وكانت المكافأة اختياره للمشاركة في نهائيات النسخة الأخيرة لكأس العالم، والتي احتضنتها روسيا، في استحقاق عالمي وضع “الأسود” في مجموعة “الموت” إلى جانب إسبانيا، البرتغال، وإيران.
سنة 2018 كانت استثنائية بالنسبة للكعبي على جميع المستويات، بعدما انهالت عليه العروض من كل صوب وحدب، قبل أن يستقر اختياره على الدوري الصيني، وتحديدا فريق هيبي شينا فورشن، الذي قدم عرضا أسال اللعاب، وقطع الطريق على فرق مصرية، إسبانية، وخليجية خطبت وده وعولت عليه لتقديم الإضافة المطلوبة إلى خطوطها الأمامية.
الكعبي لم يخفي معاناته خلال فترة الطفولة، حينما تحدى الفقر والإكراهات المالية لمواصلة مداعبة الكرة، من خلال امتهان مجموعة من الحرف، التي لا ينظر إليها، عادة، بعين الرضى، غير أن الواقعية والرغبة في الاعتماد على الذات دفعته لمزاولتها رغبة في كسب قوته ومسايرة متطلبات الحياة.
الكعبي اعترف بكل فخر واعتزاز بامتهانه لبيع “القراعي” والاشتغال كنجار، وبيع “الملحة” لمجابهة متطلبات الحياة، وتقديم دروس في الواقعية وضرورة الاعتماد على النفس، والتسلح بالصبر والمثابرة لتحقيق الأهداف المنشودة، وترجمتها على أرض الواقع.
شكل انتقال الكعبي إلى الدوري الصيني منعرجا حاسما في حياته الشخصية، وفي تاريخ البطولة الاحترافية، وفريقه البركاني بعدما تجاوزت قيمة الصفقة 6 ملايين أورو، مبلغ فرض على فرق الزمالك المصري، نانت الفرنسي، وفرق برتغالية وإسبانية وخليجية، البحث عن مهاجمين آخرين.