سياسة وعلاقات دولية

بودومة: “لا تقتلو الشهيد بنعيسى مرتين لتحقيق مكاسب سياسية قذرة”

دعا الصحافي، والكاتب، جمال بودومة، إلى عدم المتاجرة بدماء الشهيد، محمد بنعيسى آيت الجيد “لتحقيق مكاسب سياسية قذرة”، حسب وصفه.

وتطرق بودومة، في مقال نشر له في صحيفة “أخبار اليوم” إلى قضية آيت الجيد، انطلاقا من الوضع، الذي عاشته الجامعة، بداية التسعينيات من القرن الماضي، إذ كانت “مقسمة إلى معسكرين: “الرفاق”، و”الإخوان”، و”كان الصراع بين “القاعديين”،  و”الإسلاميين” دخل فصوله الأكثر دموية.

وأضاف المتحدث نفسه أن كلا الطرفين كان لا يرى غير العنف وسيلة لطرد خصمه بعيدا عن “الحرم الجامعي”، كما “كنا نسمي الكلية بكثير من التقديس”، حسب وصفه.

وعن زمن وقوع الجريمة، كتب بودومة “ذات يوم، في مستهل 1993، دلف حشد من الطلاب الغاضبين إلى المدرج، وانتزعوا الميكروفون من أستاذ “الجينيتك”، كي يخبروننا بأن أحد “الرفاق” قُتل في فاس على أيدي “العصابات الظلامية”. كان اسمه ثلاثيا: محمد بنعيسى آيت الجيد… وسرعان ما اندلعت اشتباكات عنيفة بين “الرفاق”، و”الإخوان”، دارت رحاها بين كليتي الآداب والعلوم، والإقامة الجامعية، وحي الزيتون بأكمله، امتدت إلى عدة أسابيع”.

وتابع بدومة: “سمعنا روايات كثيرة حول الرفيق المغدور، وكيف استعمل البربر حجر الرصيف كي ينزعوا روحه من جسده، وفي النهاية عرفنا أن السلطات اعتقلت المتورطين في اغتياله، كما أوقفت كل من استطاعت الوصول إليهم من “الرفاق”، و”الإخوان”، خلال هذه المواجهات الدامية، وصدرت الأحكام فيما بعد، وطويت صفحة مضرجة بالدم”، متابعا “مرّت السنوات، وماتت الشعارات، وتفرّق “الرفاق”، منهم من صار ضابطا محترما في المخابرات، ومنهم من تحوّل من متعهد مظاهرات إلى متعهد حفلات، ومنهم من ذهب إلى الحجّ، ثم خلط الأصالة بالمعاصرة، وأصبح مستشارا، أو نائبا في البرلمان… وحدها روح آيت الجيد بقيت معلقة على حبال التاريخ، تنظر إلينا جميعا بغضب”.

واليوم، يقول بودومة: “يود البعض أن يقنعنا أن القضاء من فرط نزاهته، وغيرته على روح الشهيد المعذبة، يريد فتح ملف مقتله من جديد، ربع قرن بعد صدور الأحكام النهائية، وما تلاها من تدخل لهيأة الإنصاف والمصالحة لجبر ضرر من أدينوا ظلما في القضية…”

وزاد الكاتب نفسه: “أي قضاء؟ القضاء الذي أدان ناصر الزفزافي بعشرين سنة سجنا، وتوفيق بوعشرين باثني عشر سنة سجنا، والمرتضى إعمراشا بخمس سنوات، ومازال يبهدل حميد المهداوي وثلة من النشطاء الأبرياء بين المحاكم والزنازين.. القضاء، الذي طمس ملف الشبان الأربعة، الذين ماتوا محروقين داخل وكالة بنكية، في 20 فبراير 2011، وأغلق بسرعة ملف محسن فكري، وكمال عماري، والمعطي بوملي.. ضربته الغيرة فجأة على آيت الجيد. يا للعجب!”

وختم بودومة بالقول: “لا تقتلوا الشهداء مرتين. اتركوا آيت الجيد يرقد في سلام، بدل المتاجرة بدمه الزكي، لتحقيق مكاسب سياسية قذرة!”

إغلاق