منوعات
“بوجو 208″… صنع في المغرب
الملك محمد السادس يدشن المصنع الجديد بالقنيطرة الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 100 ألف سيارة ومحرك
دشن الملك محمد السادس المصنع الجديد التابع ل “بي أس أ”، الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 100 ألف سيارة ومحرك، والذي يعتبر ثمرة اتفاقية شراكة بين الدولة والمجموعة الفرنسية،
تم توقيعها قبل 4 سنوات، لتصل اليوم إلى أجلها المحدد، وتمكن المغرب من صنع سيارته “بوجو 208” بيد عاملة مغربية 100 في المائة، وهي السيارة التي تعتبر الأكثر مبيعا لدى المجموعة الفرنسية.
التفاصيل في الورقة التالية:
إنجاز: نورا الفواري (موفدة “الصباح” إلى القنيطرة)
أشرف الملك محمد السادس، بالقنيطرة، على افتتاح المصنع الجديد لمجموعة “بي أس أ” الفرنسية، بالمنطقة الصناعية المندمجة “أتلانتيك فري زون”، بحضور كبار المسؤولين داخل المجموعة وأعضاء من الحكومة وفاعلين اقتصاديين وطنيين وأجانب، وهو المصنع الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 100 ألف سيارة ومحرك (حراري وكهربائي) سنويا ويوفر 4 آلاف منصب شغل في أفق 2023، حسب ما أكد مولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والتجارة والاستثمار الرقمي، في الكلمة التي ألقاها أمام الملك خلال حفل التدشين، مشددا من خلالها، على أنه تم الالتزام بإنجاز البنيات التحتية والمصنع ضمن الشروط المتفق عليها في الآجال المحددة، ووفق التعليمات السامية لجلالته، التي أصدرها قبل أربع سنوات أثناء التوقيع على الاتفاقية الإستراتيجية في 19 يونيو 2015 بين الدولة ومجموعة “بي أس أ”.
3 ملايير درهم
وأكد العلمي، في الكلمة نفسها، أن المجموعة الفرنسية استثمرت 3 ملايير درهم، وهو المبلغ نفسه الذي تعتزم استثماره في مشاريعها المستقبلية بالمغرب، مبرزا أن مصنعي مكونات السيارات الخاصين بالمجموعة استثمروا أكثر من 16 مليار درهم، وأن مشتريات “بي أس أ” للأجزاء المصنعة بالمغرب بلغت 700 مليون أورو في 2018، وهو ما يفوق التوقعات، موضحا أن هدف مليار أورو من المشتريات سيتحقق قبل 2025، وأن المصنع سينتج 200 ألف سيارة ومحركا قبل بلوغ 2023 مثلما كان مقررا.
وقال العلمي إن المصنع الجديد بالقنيطرة يستفيد من نسبة إدماج تفوق 60 بالمائة، ومن الخط فائق السرعة الذي يربط بين القنيطرة وميناء طنجة المتوسط، مضيفا أن الانعكاسات الإيجابية للمشروع على قطاع السيارات الوطني أصبحت حقيقة حتى قبل الانطلاق الفعلي للمصنع الجديد للمجموعة بالقنيطرة، إذ أن 27 مصنعا جديدا من 10 جنسيات مختلفة استقرت بالقنيطرة منذ تاريخ توقيع الاتفاقية بين المغرب والمجموعة، وأن مركز “أر أند دي”، الذي كان من المرتقب أن يشغل مبدئيا 1500 مهندس وتقني عال، يشغل اليوم 2300 مستخدم، 85 بالمائة منهم مهندسون.
تكوين وإدماج اليد العاملة الشابة
وتحدث العلمي عن جانب التكوين الخاص، بشراكة مع المجموعة الفرنسية، والذي استفاد منه العديد من العاملين والمستخدمين، من أجل مواكبة هذه الديناميكية الجديدة وضمان إدماج الشباب المغربي في قطاع الشغل، حسب التعليمات السامية للملك محمد السادس. كما أكد أن قطاع السيارات يعرف تغيرا كبيرا في المغرب الذي يرغب في المشاركة الفعالة في الديناميكية المستقبلية لهذا القطاع، من خلال الاستثمار في تخزين الطاقة وتصنيع السيارات الكهربائية والمستقلة، أو في مشاريع نقل الأشخاص عبر “الدرون”.
وأشار العلمي، في كلمته نفسها، إلى أن ترؤس الملك شخصيا لحفل تدشين المصنع الجديد، إشارة قوية لمجموع الفاعلين والمستثمرين في قطاع صناعة السيارات، ويعبر بشكل واضح عن إصرار المغرب على أن يجعل من هذا القطاع أحد محاور تنميته الصناعية.
وتم، خلال حفل التدشين، الكشف عن سيارة “بوجو 208” الجديدة المصنعة بالكامل في مصنع القنيطرة أثناء قيام الملك محمد السادس بجولة بمختلف ورشات المصنع، قبل أن يأخذ صورة تذكارية مع العاملين، ثم يشرف بعد ذلك على إعطاء انطلاقة أشغال الشطر الثاني من هذا المركب الصناعي الجديد.
استثمارات بـ 8 ملايير درهم
تحدث العلمي عن انطلاق العمل في مجموعة من المصانع والمشاريع الاستثمارية في المجال، من بينها مصنع تابع للمجموعة الصينية “ديكاستال”، الرائدة العالمية في مجال صناعة إطارات الألومنيوم الخاصة بالسيارات، والذي يمتد على مساحة 24 هكتارا باستثمار يناهز 4 ملايير درهم، والذي ينتج اليوم 3 ملايين إطارا في السنة، ومصنع “إندوفر”، ثمرة الشراكة بين المجموعة اليابانية “أجيسي”، الرائدة في مجال صناعة زجاج السيارات، وشركة “إندوفر” المغربية، وهو المصنع الذي يمتد على مساحة 13 هكتارا باستثمار يصل إلى 1.5 مليار درهم، إضافة إلى مصنع “فوريسيا”، التابع للمجموعة الفرنسية الرائدة عالميا في مجال الصناعة الداخلية للسيارات، والذي يمتد على مساحة 4 هكتارات باستثمار 300 مليون درهم، وهو ثاني مصنع تشيده الشركة بالمغرب، ليصل مجموع الاستثمارات في هذه الوحدات الصناعية الأربع 8 ملايير درهم.
الرؤية الملكية أصبحت واقعا
أكد جون كريستوف كيمار، نائب المدير التنفيذي لمجموعة “بي إس أ” بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن المغرب يقع في قلب إستراتيجية نمو المجموعة التي تعد اليوم من بين أكثر مصنعي السيارات نجاحا بالعالم، مضيفا في كلمته التي ألقاها أمام الملك، أن الرؤية التي تبناها جلالته، لتطوير ميكانيزمات اقتصادية فعالة، أصبحت اليوم واقعا، ومشيرا، في الندوة الصحافية التي نظمت على هامش حفل الافتتاح، إلى أن “بوجو 208” الجديدة، هي الوريثة الشرعية لصنف من السيارات لاقى نجاحا باهرا انطلق مع “بوجو 205″، وهو النجاح العالمي الذي من الأكيد أن السيارة الجديدة ستعرفه أيضا.