سياسة وعلاقات دولية
أحزاب تحشد مهرجانات خطابية .. استقطابات أم استعراض قدرات؟
تسابق محموم نحو الاستعراضات العددية تتقاسمه مختلف التنظيمات الحزبية قبيل أقل من سنتين عن الاستحقاقات التشريعية لسنة 2021؛ فعلى امتداد الأسبوع الماضي، حوّل حزبا “التجمع الوطني للأحرار” و”الاستقلال” جنوب المغرب، تحديدا مدينتي أكادير وطانطان، إلى فضاء لحشد الأنصار، عقب تنظيمهما لتجمعات بإنزالات بشرية كبيرة ترأسها قادة وزعماء المكاتب السياسية للتنظيمين.
واسترعت الصور المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي انتباه كثير من المتتبعين، خصوصا وأن أعداد الحاضرين كانت كثيرة في محطات سابقة، لكن التعليقات لم تستبعد أن يكون “الأمر مرتبطا بظرف لحظي فقط فرضته الاستعدادات للانتخابات المقبلة”، فيما مضت تعليقات أخرى نحو “ربط الأعداد بظواهر جلب الناس من خلال إرشائهم بأموال أو وعود معينة”.
ويعول كلا الحزبين على معاقل لهما من أجل تمتين تواجدهما، خصوصا على مستوى مدن أكادير وتيزنيت وتافروات بالنسبة للأحرار، ومختلف جهات الصحراء بالنسبة للاستقلاليين، محاوليْن استثمار أعيان المنطقة من أجل كسب الأصوات في مختلف الدوائر التي ستشهد صراعا كبيرا في الأيام المقبلة.
وفي هذا السياق، قال محمد زين الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني بالمحمدية، إن “ظاهرة استعراض القدرات ليست جديدة، وترتبط باقتراب استحقاقات سياسية معينة”، مسجلا أنها “لا تستمر لفترات طويلة، ولها طابع فرجوي يحيل على أن تنظيما معينا له القدرة على ضمان حشد كبير من المتتبعين”.
وأضاف زين الدين، أن “الأحزاب لا تتعامل مع الاستقطابات بجدية لضمان استمرارها”، مشيرا إلى أن “الحضور يكون مكونا من متعاطفين أو غرباء عن الحزب أيضا”، مشددا على أن “الصور لا تعكس قطعا الواقع الحزبي المغربي، الذي سبق للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي أن قال بخصوصه إن الأحزاب لا تؤطر سوى 1 في المائة فقط من الشباب المغربي”.
وأوضح الأستاذ الجامعي أن “الأحزاب لا تشجع انخراطات الشباب لأنها تخاف الديمقراطية الداخلية، كما أن غياب الحراك السياسي داخلها يعيقها بشكل كبير، حيث من الصعب أن يتمكن المنخرطون الجدد من الوصول إلى هرم المسؤولية بسهولة”، وطالب بـ”ضرورة تقديم عرض سياسي حقيقي في حال أرادت الأحزاب فرض وجودها”.