سياسة وعلاقات دولية
الزخم التكنولوجي والعسكري يقود تحسين العلاقات بين الهند والمغرب
ماضية في إرساء ظروف الشراكة الثنائية بشكل سلس، لاسيما خلال السنوات الأربع الأخيرة؛ يتعلق الأمر بعلاقات التعاون الهندي المغربي، إذ بدأت الجمهورية الهندية تنفتح على السوق المغربية، وهو ما تجلى من خلال الزيارات التي قامت بها جريدة هسبريس الإلكترونية إلى مجموعة من المؤسسات التابعة للحكومة الهندية؛ ويأتي على رأسها التعاون العسكري والمعلوماتي، فضلا عن الشراكة في مجال الأنشطة الفضائية.
تعاون عسكري
شرعت الحكومة الهندية، خلال السنوات الأخيرة، في تعزيز أواصر علاقاتها الثنائية مع المغرب، الذي انفتح نسبيا على مجموعة من الصفقات العسكرية التي همت بعض المجالات الحساسة، إذ كشفت مؤسسة “Bharat Electronics Limited” كونها عرضت العديد من أنظمة الرادارات الحديثة المخصصة لضمان أمن المطارات على المملكة.
في هذا السياق قال Anil Pant، المدير العام للمؤسسة التابعة للقوات المسلحة الهندية، إنه “عرض العديد من الرادارات على المغرب، موجهة لحماية المطارات من أي تهديدات خارجية”، مؤكدا أن “المؤسسة تعمل على تطوير العلاقات الثنائية مع المغرب بشأن مجالات الدفاع والأمن الوطني، إذ سبق أن حل وفد عالي المستوى من وزارة الدفاع المغربية بالهند، السنة الماضية، للحديث عن الصفقات العسكرية”.
وأضاف المدير العام للمؤسسة المتخصصة في تصنيع المنتجات الإلكترونية العسكرية، في حديث مع جريدة هسبريس الإلكترونية التي زارت المقر الرسمي للشركة، أن “الهند تعمل حاليا على تطوير علاقاتها الثنائية مع المغرب بخصوص مجالات الأمن والدفاع الوطني”، معتبرا أن “المؤسسة تولي الأهمية البالغة لمعايير الجودة والابتكار في منتجاتها الإلكترونية الموجهة للدفاع الوطني”.
وتطرق المسؤول عينه، خلال اللقاء الذي أجرته معه هسبريس بالعاصمة التكنولوجية الهندية، إلى مميزات الشركة التي رأت النور سنة 1954 من لدن وزارة الدفاع الوطني، مشيرا إلى أنها “تحتل المرتبة 59 ضمن ترتيب أفضل 100 شركة عسكرية في العالم”، ثم زاد مستدركا: “نوظف قربة 9507 موظفين و4984 مهندسا، يتفرغ حوالي 47 في المائة منهم للبحث العلمي”.
وتقوم الشركة العسكرية سالفة الذكر، التي يوجد مقرها في بنغالور، بصناعة مختلف التجهيزات الموجهة للدفاع الوطني، من قبيل أنظمة الرادارات الجوية والبحرية والأرضية؛ فضلا عن الصواريخ وأنظمة الاتصالات الحديثة، إلى جانب أنظمة الدبابات والسفن الإلكترونية، وغيرها. كما تعمل المؤسسة عينها على تصنيع المنتجات المدنية المتعلقة أساسا بالأنظمة الإلكترونية في الشركات الكبرى بالعالم.
شراكة في مجال الفضاء
ولا ينحصر التعاون بين البلدين على المجال العسكري فقط، وإنما يشمل أيضا مجالات استكشاف الفضاء، خصوصا ما يتعلق بالبحث العلمي والدراسات الفضائية، رغم أن الشراكة بين الطرفين في هذا المجال مازالت في مراحلها الأولى، إذ تعود إلى الموسم المنصرم، عقب الزيارة الرسمية التي قام بها الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني للهند، وأسفرت عن توقيع مجموعة من الشراكات، من بينها مذكرة تفاهم تخص التعاون في مجال الأنشطة الفضائية.
في هذا الصدد، زارت جريدة هسبريس الإلكترونية مقر منظمة البحوث الفضائية الهندية، التي أصبحت نموذجا يحتذى به في تكنولوجيات الفضاء، بحيث تتوفر المنظمة التابعة للحكومة، التي يزيد عمرها عن الخمسين سنة، على فروع كثيرة في مختلف المناطق الهندية، فضلا عن كونها تتوفر على شراكات مع عشرات البلدان، في مقدمتها كندا وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية وإندونيسيا وغيرها.
وشدد بعض المسؤولين في المؤسسة، الذين التقت بهم الجريدة، على هامش الزيارة التفقدية التي قامت بها، على أن المنظمة الهندية للبحث الفضائي لديها شراكات مع معهدين مغربيين؛ هما المركز الملكي للاستشعار البعدي الفضائي، والمركز الملكي للدراسات والأبحاث الفضائية التابع لإدارة الدفاع الوطني، تهم العلوم الفضائية والتكوين ونقل الخبرات.
المنظمة الهندية للبحث الفضائي، التي تشغل أزيد من 17 ألف موظف بميزانية سنوية تتجاوز مليار دولار سنويا، أشرفت على تأطير نحو 2900 موظف يتحدرون من 109 دول، إلى جانب توقيعها لقرابة 230 اتفاقية شراكة مع 55 بلدا.
خدمات معلوماتية
وبدأت المملكة أيضا تستفيد من الخدمات المعلوماتية والتكنولوجية التي تقدمها الشركات الهندية، على رأسها شركة “Infosys Technologies Limited”، المتخصصة في الخدمات الرقمية، والتي يعود تاريخ تأسيسها إلى سنة 1981، إذ تتوفر في الظرفية الراهنة على قرابة 1300 زبون في أزيد من أربعين دولة، على أساس أن الزبون قد يكون شركة أو مقاولة أو حكومة، أو غيرها.
ويوضح المسؤولون الرسميون، الذين التقت بهم جريدة هسبريس الإلكترونية، أن الشركة الهندية الضخمة التي تشغل عشرات آلاف الموظفين والمهندسين، تشتغل على مشروع إلكتروني يخص بنك “البركة” التشاركي المغربي، دون أن يفصحوا عن المزيد من المعلومات الإضافية.
ولا تتوفر الشركة الهندية على حضور كبير في القارة الإفريقية، لكنها تطمح إلى التوسع بشكل أكبر في “القارة السمراء” خلال السنوات المقبلة. ومع ذلك فإن الشركة تتوفر على مكاتب لها في بعض البلدان الإفريقية، بما فيها المملكة المغربية.
(المنارة)