سياسة وعلاقات دولية
هل يضغط المغرب على هولندا بورقة “رضوان تاغي” لتسلم “شعو”؟
أفضت التحقيقات المكثفة بين أمستردام ودبي إلى إنهاء مغامرات “إسكوبار الأراضي المنخفضة”، رضوان تاغي، ابن قرية بني سلمان، الذي يرأس أخطر منظمة إجرامية في مجال المخدرات ببلاد الطّواحين، تدعى “ملائكة الموت”.
إلى هنا، انتشت الشرطة الهولندية بفرحة القبض على العقل المدبر لجريمة مقهى “لاكريم” بمراكش.
ساعات قليلة بعدها، بدأت النيابة العامة الهولندية تتساءل بخصوص كيفية تسليم “تاغي” لأمستردام، خصوصا في ظل غياب اتفاقية للتعاون القضائي بين هولندا والإمارات العربية المتحدة، في حين تتوفر الرباط ودبي على اتفاقية بشأن تسليم المجرمين. على ضوء ذلك، يمكن طرح سؤال مفاده: هل سيتم تسليم “تاغي” للمغرب أم هولندا؟.
وتُرجح التقارير الإعلامية الهولندية تسليم أخطر تاجر مخدرات في العالم للمملكة المغربية، بالنظر إلى اتفاق تسليم المجرمين بين الدولتين، إذ أفادت صحيفة “Het Laatste Nieuws” بأن الإمارات العربية المتحدة ستتواصل مع المغرب عوض هولندا، لأن “تاغي” محل مذكرة بحث دولية أصدرها في حقه المغرب.
وبشأن موضوع تسليم قائد منظمة “ملائكة الموت”، قال المدعي العام الهولندي، فْرِيدْ فيستربيكي، إن “الاعتقال بُني على طلب شرطة أمستردام”، متسائلا: “ما الإجراء الذي ستتخذه شرطة دبي؟”، قبل أن يضيف، في تصريحات إعلامية: “أتوقع تسليمه لنا في غضون أسابيع قليلة، أو ربما عاجلا”.
وممّا سيزيد من تعقيد عملية تسليم المتهم الفتور الدبلوماسي بين أمستردام والرباط، إذ مضى المسؤول الهولندي في القول: “لا ندري ما يريده المغرب، لكننا نفترض أن تسليم رضوان تاغي سيكون صوب هولندا عوض المغرب”. ومع ذلك، تبدو كفّة المغرب راجحة لتسليمه الهولندي مغربي الأصل والنشأة.
ويذهب البعض في تحليله للموضوع إلى القول إن المغرب سيُمارس الضغط على هولندا من أجل تسليمه “سعيد شعو”، البرلماني المغربي الفار من العدالة، مقابل السماح لأمستردام بالحصول على “رضوان تاغي”، على اعتبار أن القضاء الهولندي يرفض تسليمه للمملكة، ما تسبب في جفاء دبلوماسي بين البلدين طوال السنوات الماضية.
وسلّطت صحيفة “Teller Report” الضوء مُسبقا على الموضوع، خلال يوليوز الماضي، إذ توقعت أن يتم القبض على “تاغي” في دبي بناء على التحريات الأولى للسلطات الهولندية التي كشفت مكان اختبائه، لكنها ترى أن فرصة تسليمه لأمستردام “ضئيلة للغاية”.
وعلّلت الصحيفة هذا الرأي بكون الإمارات العربية المتحدة لن تُسلّم أي شخص بدون أي سند قانوني، في إشارة إلى غياب تعاون قضائي بين البلدين، مشيرة في الآن ذاته إلى أن “هولندا لا تسمح بتسليم أي شخص بدون توفر اتفاقية تعاون ثنائي، مثلما ينص عليه الدستور الهولندي”.
لكن تسليم “تاغي” لهولندا ليس أمرا مستحيلا، يضيف المصدر عينه، الذي أشار إلى اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية، تحديدا الشق المتعلق بتسليم المجرمين؛ وهي الاتفاقية التي وقعت عليها كل من هولندا والإمارات العربية المتحدة.
وتمكنت شرطة دبي، اليوم الإثنين، من إلقاء القبض على “رضوان تاغي”، أحد أخطر العناصر الإجرامية المطلوبة عالمياً، والمُدرجة على قوائم “إنتربول”، والمتهم بكونه العقل المدبر لجريمة مقهى “لاكريم” بمراكش.
وأوضحت القيادة العامة لشرطة دبي أن “رضوان تاغي”، البالغ من العمر 41 عاماً، وهو رئيس منظمة “ملائكة الموت” الإجرامية، كانت صدرت في حقه مذكرات قبض دولية في العام الماضي بتهمة الانتماء إلى منظمات إجرامية خطيرة، بعد أن دخل إلى أراضي الإمارات منتحلاً هوية شخص آخر.