الصحة والطب
تجمهر مهاجرين غير نظاميين يثير مخاوف بالبيضاء
كتبت/سميحه طاهر
في وقت تعيش البلاد حالة الطوارئ الصحية المعلنة من لدن السلطات الحكومية، مازال العشرات من المهاجرين المتحدرين من دول جنوب الصحراء يعيشون وضعا شبيها بالذي كانوا عليه في فترة ما قبل كورونا.
ووفق ما عاينته جريدة هسبريس الإلكترونية على مستوى العاصمة الاقتصادية، خصوصا بالقرب من محطة أولاد زيان، فإن العشرات من المهاجرين غير النظاميين ممن كانوا يطمحون إلى الوصول إلى أوروبا، ليجدوا أنفسهم عالقين في المغرب، مازالوا متجمهرين ومحتشدين، غير آبهين بالوضع الصحي وبتداعيات انتشار فيروس كورونا.
ويتواجد العشرات من هؤلاء الشباب الذين تقطعت بهم السبل بالقرب من محطة أولاد زيان، والمناطق المجاورة لها، في وضع قد يشكل بؤرة لانتشار فيروس كوفيد19، إذ يمكن أن ينتقل في ما بينهم وإلى مواطنين آخرين.
وعلى طول الطريق الرابطة بين أولاد زيان ومركز مدينة الدار البيضاء، لم تمنع القرارات المتخذة من طرف السلطات الحكومية من تواجد هؤلاء المهاجرين بالقرب من الإشارات الضوئية للتوسل وطلب المساعدة، وهو ما يكشف عجز السلطات المحلية بالعاصمة الاقتصادية عن وضع حد لهذه الظاهرة.
ورغم تواجد العناصر الأمنية بالمنطقة، حيث تراقب السيارات ومدى التزام أصحابها بالتعليمات وتوفرهم على رخصة التنقل الاستثنائية، غير أن هؤلاء المهاجرين المتحدرين من دول جنوب الصحراء يتواجدون بكثافة في المنطقة وفِي تجمعات غير صحية، دون التدخل لإلزامهم باحترام التعليمات الحكومية.
وأثار تواجد هؤلاء الشباب المهاجرين امتعاض الكثير من المغاربة الذين يلتزمون بالتعليمات الصحية، من تباعد اجتماعي ووضع الكمامات الطبية، وهو ما جعلهم يطالبون السلطات بضرورة حمايتهم وحماية المهاجرين وتفادي انتشار الوباء في صفوفهم.
ويطالب فاعلون جمعويون بمدينة الدار البيضاء السلطات المختصة بضرورة التدخل لحماية العشرات من المهاجرين الأفارقة في ظل الوضع الصحي الخطير الذي يعيشونه، والذي يهدد صحتهم وصحة المواطنين البيضاويين.
ويرى نشطاء بالعاصمة الاقتصادية أن السلطات المحلية ملزمة بإيواء هذه الفئة في مراكز خاصة، مع العناية والاهتمام بها، سواء من حيث الصحة أو الأكل والنظافة، إلى حين زوال هذه الجائحة العالمية.
ورغم كون السلطات المنتخبة أقدمت على تعقيم الشوارع والأماكن العمومية والساحات، إلا أن مطلب وضع هؤلاء المهاجرين في مراكز خاصة، أسوة بالمتشردين والمتخلى عنهم، يعد أمرا ملحا، تفاديا لتسجيل إصابات بالوباء في صفوفهم.